طقس العرب - نشر التلسكوب الفضائي الأوروبي "إقليدس" (Euclid) أولى صوره للكون، وقد ظهرت فيها سديم يشبه رأس الحصان بشكل رائع، إلى جانب مجرات بعيدة لم يسبق رصدها. تعد هذه الصورة بمثابة نافذة فريدة لفهم الكون، وتحمل "أدلة غير مباشرة" على وجود المادة المظلمة.
بدأت مهمة "إقليدس" في يوليو من العام الماضي، وهو يقوم بمهمة فريدة تهدف إلى الكشف عن ألغاز الكون، بما في ذلك المادة المظلمة والطاقة المظلمة. ويقوم التلسكوب بإعداد خريطة لثلث السماء، الذي يحتوي على ملياري مجرة، ليقدم أدق خريطة ثلاثية الأبعاد للكون حتى الآن.
بعد وصول التلسكوب الفضائي "إقليدس" إلى تسلكوب آخر، وهو جيمس ويب، في نقطة مراقبة تبعد نحو 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، بدأ المسبار الأوروبي في إرسال أولى نتائج المراقبة التي ينفذها. وقد كشف عن هذه النتائج يوم الثلاثاء من مركز العمليات الأوروبي الفضائي في دارمشتات بألمانيا.
وفي تصريح لرئيس وكالة الفضاء الأوروبية، يوزف أشباخر، قال إن هذه الصور المذهلة، التي كشف عنها مركز عمليات الفضاء الأوروبي في دارمشتات في ألمانيا، تُذكّرنا بأهمية استكشاف الفضاء لفهم المزيد من أسرار الكون. وكانت إحدى هذه الصور مخصصة لسديم رأس الحصان ضمن كوكبة أورايون القريبة، إضافة إلى صور لمجرات حلزونية وأخرى ذات طابع "غير منتظم".
Euclid's first images are here
These five images illustrate Euclid's full potential; never before has a telescope been able to create such razor-sharp images across such a large patch of the sky, and looking so far into the distant Universe.
https://t.co/9w2UfPREQc pic.twitter.com/Sug4drvgqs
— ESA (@esa) November 7, 2023
وأوضح رينيه لوريج، المدير العلمي للمشروع، أن الصورة الأكثر "إثارة" هي صورة عنقود برشاوس، وهي مجموعة بعيدة تضم أكثر من ألف مجرة. كان في الخلفية أكثر من مئة ألف مجرة إضافية، يقع بعضها على بعد عشرة مليارات سنة ضوئية، ولم تُرصد من قبل.
وأوضح عالِم الفلك والفيزيائي في مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية، الذي هو أحد أعضاء تحالف "إقليدس"، أن الخصوصية الفريدة لهذا التلسكوب تكمن في قدرته على رؤية واسعة "لم يسبق لها مثيل في تاريخ علم الفلك"، مما يتيح له استكشاف العصور المبكرة للكون. وأشار إلى أن جيمس ويب، بالمقارنة معه، يظهر كأنه "ينظر إلى السماء من خلال خرم الإبرة".
وبفضل هذه الرؤية الواسعة، يستطيع التلسكوب، المجهز بجهازين للرصد (بصري وبالأشعة تحت الحمراء القريبة)، التقاط صورًا عالية الدقة بشكل سريع. استغرقت الصور الخمس الأولى حوالي ثماني ساعات فقط.
ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية "إقليدس"، يُعتبر هذا التلسكوب "مُحقِّق الكون المظلم"، حيث يقوم بالتحقيق في سبب تكوين 95 في المئة من الكون من مادة مظلمة وطاقة مظلمة، حيث تفتقر المعرفة الحالية إلى معطيات كافية حول هاتين الظاهرتين.
تُعدّ المادة المظلمة عاملاً "غراءً" يمنع قذف النجوم خارج المجرات، وتوضح المديرة العلمية لوكالة الفضاء الأوروبية، كارول مونديل، أن الطاقة المظلمة الطاردة تمثل "القوة الدافعة وراء تسارع توسع الكون".
أشار رينيه لوريج إلى أن الدفعة الأولى من صور "إقليدس" كشفت عن "أدلة غير مباشرة" على وجود المادة المظلمة. ولاحظ أن المسبار لم يرصد أي نجوم تتبع العنقود الكروي NGC 6397، الذي يشكل تكتلًا من النجوم. وأضاف أن "إحدى النظريات تقول إنه من الممكن وجود مادة مظلمة حولنا".
ومن المتوقع أن يُنشر التلسكوب الدفعة الثانية من الصور في يناير، مع توقع استمرار المهمة الأوروبية حتى على الأقل سنة 2029.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول