توقعات بإستمرار ظاهرة اللانينا المناخية للعام الثالث على التوالي و هذه أبرز تداعياتها على ظواهر الطقس حول العالم

2022-09-22 2022-09-22T13:07:55Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - تُشير أغلب مراكز الرصد والوكالات العالمية من ضمنها الإدارة الوطنية للمُحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إضافةً للسلطات اليابانية والاسترالية المعنية بهذا المجال، إلى إستمرار مُتوقع لظاهرة اللانينا (La Niña) خلال الخريف القادم بنسبة تتجاوز 91%، وتعني ظاهرة اللانينا إنخفاض بدرجات حرارة سطح مياه المنطقة الإستوائية من المحيط الهادي عن مُعدلاتها العامة بأكثر من نصف درجة مئوية. 

 

وتُشير ذات المراصد وكذلك الدراسات الإحصائية الخاصة بمركز طقس العرب الإقليمي إلى إحتمالية عالية لإستمرار نمط ظاهرة اللانينا حتى مطلع عام 2023 على الأقل، ويُعتبر حدوث الظاهرة لثلاثة فُصول شتاء مُتتالية في نصف الكرة الشمالي (صيف نصف الكرة الجنوبي)، هو أمر نادر الحُدوث. 
 

 

يرى المُختصون في مركز طقس العرب أن ظاهرة اللانينا ترتبط بعلاقة مُباشرة بتوزيع الرياح "التجارية" وما يُرافقها من إضطرابات جوية على مناطق إستوائية ومدارية واسعة حول العالم، فتُسبب الفيضانات في العديد من المناطق مثل القارة الأسترالية وجفاف في مناطق أخرى مثل صحاري البيرو في أمريكا الجنوبية، وبمُعدّلات إرتباط عالية بتوافر بعض العوامل المساعدة الأخرى، في حين وعند توجهنا بعيداً عن خط الإستواء شمالاً وجنوباً، يقل تأثير هذه الظاهرة على حالة الطقس، وتزداد العوامل الأخرى المُساهمة فيها كذلك لتصبح عشرات العوامل.

 

ويُضيف المُختصين أن الظاهرة تؤثر بشكلٍ غير مُباشر في  حركة التيارات النفاثة في أعالي الطبقة المناخية من الغلاف الجوي والمُرتفعات الجوية التي تنشأ على خطوط عرض قريبة من 30 درجة، كما ترتبط إحصائياً بضُعف الأداء المطري أو تباعد/تقطع فُرص الأمطار بشكلٍ عام على دُول المشرق العربي، وسيطرة مُرتفعات جوية شبه مدارية (بين الحين والأخر) على شمال الجزيرة العربية ومصر وبشكلٍ أعلى من المُعتاد، ولكن العلاقة ليست بهذه السهولة، حيث تدخل عشرات العوامل المناخية العالمية الأخرى في بناء موسم مطري مُعين في منطقتنا، وهذه العوامل يأخذ بها كادر التنبؤات الجوية في "طقس العرب" في بناء النشرة الموسمية التي صدرت في وقتٍ سابق من مُنتصف سبتمبر/أيلول الحالي.

 

اللانينا وتأثيرها على الحركة الدورانية للغلاف الجوي 

  • حكاية ظاهرة اللانينا تبدأ من شاط تيار البيرو البارد القادم من القطب الجنوبي؛ الأمر الذي يزيد من نشاط الرياح التجاري في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادي، مما يعني أن المياه الباردة سوف تنتشر على طول المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي مع تركز وتجمع المياه الدافئة على سواحل استراليا وغرب المحيط الهادي.

 

  • ويُسبب ذلك ارتفاع الهواء الدافئ الرطب مُشكلاً نظام من الضغط الجوي المُنخفض في الجزء الغربي من المُحيط الهادي، لتتكون الغيوم الركامية الرعدية الكثيفة في غرب الهادي واستراليا وجنوب شرق أسيا، ثم ينتقل الهواء مرةً أُخرى على طول الجزء العلوي من طبقة التروبوسفير، ومع انتقاله للأعلى يبرد ويتمدد، ويكون على شكل عرضي في الطبقات العليا، ثم يتقارب عُلوياً هذا الهواء البارد ويهبط على طول الساحل الشرقي للمحيط الهادي مُشكلاً منطقة من الضغط الجوي المُرتفع، وتُعزى هذه الدورة إلى مُكتشفها ووكر.

 

 

"مفاهيم خاطئة عن النينو" عنوان دراسة نشرتها الإدارة الوطنية للمُحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تعبيراً على أن النينو ونظيرها اللانينا تُعتبر متغير جوي يُساهم ضمن عشرات المتغيرات الأخرى في حالة الطقس، لعل أبرزُها درجة حرارة سطح مياه النصف الشمالي من المحيط الأطلسي (AMO) وحركة التيارات الهوائية العرضية في طبقة الستراتوسفير (QBO)، والعديد من العوامل الجوية الأخرى، أي أن حالة الطقس ليست حكراً ونتيجة لظاهرة جوية بعينها.

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الصحة العالمية: تمنح الترخيص لأول لقاح لجدري القرود للأطفال

الصحة العالمية: تمنح الترخيص لأول لقاح لجدري القرود للأطفال

السعودية | موجة برد شديدة مُبكرة من أصول قطبية تهوي بدرجات الحرارة لمستويات تُقترب من الصفر المئوي الأسبوع القادم.. تفاصيل

السعودية | موجة برد شديدة مُبكرة من أصول قطبية تهوي بدرجات الحرارة لمستويات تُقترب من الصفر المئوي الأسبوع القادم.. تفاصيل