جذورنا في أراضي فلسطين...أشجار الزيتون من أقدم سكان فلسطين

2023-10-12 2023-10-12T12:56:44Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - في أراضي فلسطين، يتجلى الزمان في التفاصيل، وتنساب جذور التاريخ في كل شبر من هذه الأراضي العريقة إنها أرض الأمل، حيث تمتزج قصص الأجداد بقصص الأحفاد، والماضي بالحاضر بأسلوب مميز يجسد حقيقة هذه الأرض وتاريخها العريق، وفي هذا الزمن الزاخر بالتجارب والعبر، نستعرض اليوم قصة تجذير وإرث فلسطيني عميق إنها قصة عن جذورنا في هذه الأرض المعطاءة، حيث تتفتح أزهار الزيتون كجزء لا يتجزأ من تراثنا وهويتنا.

 

زيتون فلسطين

الزيتون في فلسطين ليس مجرد مصدر للزيت العطري والزيتون المملح اللذيذ، بل هو جزء من الثقافة والفلسفة الفلسطينية حيث يمثل تقدير الزيتون لدينا مزيجًا من التفاني والعناية والاحترام، وإن زراعة وجني الزيتون تجسد تواصل الأجيال والاعتزاز بتراثنا الزراعي.

وفي أواخر شهر أكتوبر وبدايات نوفمبر من كل عام تتحوّل مواسم جني الزيتون إلى حدث اجتماعي يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، سواء كانوا كبارًا مشتاقين لأوقاتهم الخاصة مع هذه الشجرة العريقة التي عاشت معهم لأجيال، أو صغار يكتشفون روعة الأرض وثمارها، بينما يتجوّلون بين أغصان الزيتون، وليس هذا فحسب، بل تشهد المؤسسات المحلية والأهلية والرسمية، بالإضافة إلى الوزارات والمعاهد والجامعات والمدارس، مشاركتها الفاعلة في فعاليات وأنشطة هذا العيد السنوي المميز.

موسم جني الزيتون في فلسطين

ينتظر أبناء الشعب الفلسطيني بشغف في كل عام حلول موسم الزيتون بفارغ الصبر، ويسبق الموسم العديد من الأحاديث التي يشارك فيها الجميع حول طبيعته هذا العام؛ حيث إنهم يناقشون ما إذا كان الموسم جيدًا أم سيئًا، وإذا كان تأثرًا بالحرارة العالية أم لا، ويتحدثون أيضًا عن الاعتناء بشجر الزيتون، ومن قام بحرث الأرض بشكل أفضل، وتتباين تقارير المناطق بين المزايا والعيوب في محصولها، ويناقشون أيضًا كيف سيكون سعر الزيت وما الذي سيؤثر فيه، ويشغلهم أيضًا موضوع كمية الزيت التي سيتم إرسالها لأبنائهم في الدول المختلفة، وإن هذه الأحاديث تشغل بال السكان، وتجعلهم يتحدثون حول موسم الزيتون وزراعته بكل محبة وسعادة.

وأيضا ترتبط شجرة الزيتون ارتباطًا وثيقًا بالشعب الفلسطيني، وإلى جانب أبعادها الدينية والقدسية، أصبحت رمزًا لتمسك الإنسان وصموده على أرضه؛ حيث إنها تمثل كذلك رمزًا للقضية الفلسطينية وحق الشعب في أرضه وبالإضافة إلى ذلك، تؤدي دورًا هامًا في توحيد وتقريب أبناء الشعب وتجسيداً لتاريخهم العريق.

 

 

أشجار الزيتون من أقدم سكان فلسطين

الزيتون، والذي يعتبر من أقدم المقيمين في تربة فلسطين، يتجاوز تاريخه العريق حاجز الخمسة آلاف عام، ويظل رمزًا للهوية الوطنية وذاكرة الشعب والأماكن حيث في فلسطين يوجد العديد من أشجار الزيتون المعمرة، والتي بكل غصن منها تعبر عن هوية البلاد وتاريخ الأجداد الذين كانو يعتبرونها رمزا مهماً لبلادهم، وفي مدينة بيت لحم الفلسطينية، تكمن شاهدة على عمق التاريخ والزمن، إذ تعيش أقدم وأكبر شجرة زيتون في فلسطين.

 أقدم شجرة زيتون في فلسطين

يقدر عمر هذه الشجرة بنحو خمسة آلاف سنة، وتمتد ظلالها لتغطي مساحة تزيد على 250 مترًا مربعًا، ويصل ارتفاعها إلى نحو 13 مترًا، في حين تمتد جذورها لأكثر من 25 مترًا تحت سطح الأرض، وهذه البيانات مأخوذة من تقديرات وزارة الزراعة الفلسطينية.

وملكية هذه الشجرة العظيمة تعود إلى عائلة أبو علي في منطقة وادي جويزة، التي تمتد في قرية الولجة بيت لحم، جنوب غربي القدس المحتلة، وامتازت هذه الشجرة بألقاب متعددة منها:

  • الحصن
  • المرأة العجوز
  • أم الزيتون
  • عروس فلسطين

وتشهد هذه الشجرة على التاريخ والموروث الثقافي، وتظل شامخة على مر العصور، شاهدة على تأثيرها الكبير على المجتمع المسيحي والإسلامي على حد سواء.

وفي حديثه لموقع "ميدل إيست آي"، أوضح صلاح أبو علي البالغ من العمر 46 عامًا، الذي يشغل منصب حارس هذه الشجرة العريقة، أنه على الرغم من أنه يقضي معظم وقته تحت ظل هذه الشجرة الرائعة، إلا أنه ما زال يحترمها ويشعر بالرهبة تجاهها. وقال:

"إن جمال وضخامة هذه الشجرة فريدان حقًا. إنها تبهر العقل، وتعد أجمل شجرة في فلسطين".

 

 

انتفاضة الزيتون

على الرغم من قوة الروح والتمسك بالزيتون، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام تحديات كبيرة، وتشمل هذه التحديات الظروف السياسية والاقتصادية والتحديات البيئية التي تؤثر في أراضينا الخصبة، ولكن في هذه الأماكن العريقة، حيث يتعامل الناس مع التحديات بروح المرونة والتحدي، يظل الزيتون رمزًا للأمل إنه يذكرنا دائمًا بأن جذورنا في هذه الأراضي قوية وعميقة، وأننا مستعدون لمواجهة المستقبل بإصرار وكما قال أبو علي حارس أقدم شجرة زيتون في فلسطين، والذي يصمم بقوة على تكليف نفسه بمهمة حراسة هذه الشجرة التي يعدها رمزًا لصمود الفلسطينيين.

"إذا استمرت هذه الشجرة في الوقوف، فإن صمودنا سيظل قائمًا... إن هذه الشجرة تمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا ومقاومتنا ضد الاحتلال الإسرائيلي".

 

 

اعرف أيضا:

هذه الفوائد الصحية التي ستحصل عليها عند تناول الزيتون

متى سيكون موعد "شتوة الزيتون" هذا العام.. هل حان وقت القِطاف؟

 


المصادر:

aljazeera

alaraby

.aaup.edu

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية

كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية

9 نصائح للتعامل مع الأجواء الباردة لطلاب المدارس والجامعات

9 نصائح للتعامل مع الأجواء الباردة لطلاب المدارس والجامعات

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟