طقس العرب - تواصل حرائق ولاية كاليفورنيا انتشارها على نطاق واسع في غرب الولايات المتحدة، مما أدى إلى إجلاء حوالي 300 ألف شخص بعد تضرر منشآتهم أو اقتراب النيران منها، ووفقاً لأحدث التقارير ارتفع عدد الوفيات في الولاية إلى 24 شخصًا كما أتت الحرائق على أكثر من 43 ألف فدان ودمرت أكثر من 12 ألف مبنى، وفقًا لتقديرات أولية صادرة عن شركة "أكيوويذر"، يُتوقع أن تتراوح الخسائر بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار.
وتعاني ولاية كاليفورنيا من حرائق الغابات بشكل مستمر، والتي أصبحت ظاهرة متكررة تُهدد الحياة البيئية والبشرية على حد سواء، و تُعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل طبيعية وبشرية، حيث تتميز كاليفورنيا بظروف مناخية وجغرافية تُساهم في تفاقم هذه المشكلة مقارنة بباقي الولايات الأمريكية.
وأجرى المختصون في "طقس العرب" بحثاً مكثفاً حول الظروف الرئيسية المسببة لحرائق كالفورنيا مقارنة مع باقي الولايات الأمريكية، نستعرصها لكم في هذا التقرير :
الجفاف الشديد: تعتبر كاليفورنيا واحدة من أكثر الولايات تعرضًا للجفاف بسبب قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وتؤدي هذه الظروف إلى جفاف النباتات، مما يجعلها مادة سهلة للاشتعال.
الرياح القوية والجافة: وتهب على ولاية كاليفورنيا رياح موسمية تعرف محلياً بـ"رياح سانتا آنا" (Santa Ana Winds) وهي رياح جافة ودافئة تنشأ في جنوب ولاية كاليفورنيا وشمال غرب المكسيك، تحدث هذه الرياح عندما ينحصر الضغط الجوي المرتفع في المناطق الصحراوية الداخلية، مما يدفع الرياح نحو الساحل الغربي للولايات المتحدة، وتُسرّع هذه الرياح من انتشار الحرائق وتزيد من صعوبة السيطرة عليها.
التغيرات المناخية: يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة فترات الجفاف، مما يفاقم من احتمالية حدوث الحرائق.
النشاط البشري: في كثير من الحالات، يكون للنشاط البشري دور مباشر في إشعال الحرائق، سواء كان ذلك بسبب الإهمال أو حتى الأعمال المتعمدة.
وتختلف ولاية كاليفورنيا عن باقي الولايات الأمريكية من حيث المناخ والجغرافيا، مما يجعلها أكثر عرضة للحرائق بفعل الأسباب التالية:
التنوع المناخي: تمتاز كاليفورنيا بتنوع مناخي كبير يتراوح بين المناخ الصحراوي الجاف في الجنوب والمناخ المتوسطي في المناطق الساحلية، وهذا التنوع يُساهم في خلق بيئات مناسبة لنشوب الحرائق.
نقص الأمطار: تعاني كاليفورنيا من قلة الأمطار خاصة خلال فصل الصيف مقارنةً بالولايات الشمالية والشرقية مثل واشنطن ونيويورك التي تتلقى كميات وفيرة من الأمطار على مدار العام.
الغطاء النباتي الكثيف: تمتلك كاليفورنيا غطاءً نباتيًا كثيفًا خاصةً في الغابات الجبلية وفي حين أن هذا الغطاء يعتبر ميزة بيئية للولاية، إلا أنه يصبح عاملاً خطراً خلال فترات الجفاف.
التضاريس الجبلية: تُسهم تضاريس كاليفورنيا الجبلية في صعوبة السيطرة على الحرائق وانتشارها بسرعة عبر المنحدرات مقارنة بالتحديات في الولايات الأخرى.
الولايات الشمالية: تتمتع الولايات مثل أوريغون وواشنطن بمناخ أكثر اعتدالًا وأمطار غزيرة، مما يقلل من خطر نشوب الحرائق.
الولايات الشرقية: المناطق الشرقية مثل فلوريدا وجورجيا تتعرض لأعاصير وفيضانات وترتفع فيها نسب الرطوبة فيها مما يجعلها أقل عرضة للحرائق.
الولايات الوسطى: تتعرض الولايات الوسطى مثل كانساس وأوكلاهوما لعواصف رعدية وأعاصير مما يجعلها دائماً عرضة لهطول الأمطار مما يقلل من خطر نشوب الحرائق في هذه الولايات.
و للحد من حرائق الغابات في كاليفورنيا، قال المختصون في "طقس العرب"، أنه يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية نلخصها بما يلي:
إدارة الغابات: وتشمل إزالة النباتات الجافة وإنشاء فواصل نارية لمنع انتشار الحرائق.
التوعية المجتمعية: تهدف إلى توعية السكان بأهمية تجنب السلوكيات التي قد تؤدي إلى إشعال الحرائق.
التقنيات الحديثة: يتم استخدام تقنيات متقدمة مثل الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لمراقبة المناطق المعرضة للحرائق.
التعاون الإقليمي: تتعاون كاليفورنيا مع الولايات المجاورة والهيئات الفيدرالية لتنسيق جهود مكافحة الحرائق.
الخلاصة :
تُعد حرائق الغابات في كاليفورنيا مشكلة معقدة ناتجة من تداخل عوامل طبيعية وبشرية، بينما يُسهم المناخ الجاف والتضاريس الوعرة في تفاقم هذه المشكلة، أيضا لا يمكن إغفال دور التغير المناخي والنشاط البشري في زيادة هذه التحديات، وتحتاج كاليفورنيا إلى مواصلة تطوير استراتيجياتها لمكافحة الحرائق والعمل على تعزيز الوعي المجتمعي للحد من آثار هذه الظاهرة المدمرة.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول