سعد بُخاري - خماسينية الشتاء، قصص من الموروث الشعبي
تقول المربعانية: إذا ماعجبكم حالي ببعتلكم خوالي (السعود)، ويقول المثل: الصيت للمربعانيه والفعل لشباط.
يصادف اليوم 30 كانون الثاني أول أيام خماسينية الشتاء والتي تمد إلى خمسين يوما.
بحسب الموروث الشعبي كانت الخماسينية تبدأ بتاريخ 1 شباط لأن حساباتهم ثابته بأن الإعتدال الربيعي يأتي ب 21 آذار و الاعتدال الخريفي يأتي ب 21 أيلول ، أما الانقلاب الشتوي يأتي ب 22 كانون الأول والإنقلاب الصيفي يأتي ب 22 حزيران، ومع حسابات خبراء الطقس أصبح هنالك تقديم وتأخير يوم إلى ثلاثة أيام.
وأشتهرت الخماسينية بما يسمى فترة السعودات والتي تقسم إلى أربعة سعودات مدة كل واحد منها (12.5) اثنا عشر يومًا ونصف اليوم وتكون كالآتي:
يحكى أن شابًا يدعى "سعد" كان راعيا وقد عزم على السفر وكان يومًا دافئًا مشمساً من أيام فصل الشتاء، ظن سعد بأن الشتاء قد إنتهى، وقد نصحه والده و كبار أهل قريته بأن يحمل معه ما يدفئ به نفسه من البرد سواء من الفراء أو الحطب، إلّا أن سعداً تجاهل النصيحة ولم يستمع إلى قولهم و نصائحهم، و أخذ ناقته و الخراف و بدأ مشواره بالرعي وتوجه خارج قريته.
فاجأ الجو "سعد" في منتصف الطريق، حيث أصبح الجو شديد البرودة فهطلت الأمطار الغزيرة والثلوج، و إشتد البرد القارس ولم يكن أمام سعد سوى أن يذبح ناقته التي يملكها ليحتمي بفروتها و أحشائها من شدة البرد.
و سميت هذه الفترة التي ذبح بها سعد ناقته ب"سعد الدابح" و أيضاً كناية عن شدة البرد، وتُوصف أيامها بأنها الأشد بردا، و قيل فيها (سعد ذبح ، كلبو ما نبح، وفلاحو ما فلح ، وراعيه ما سرح).
تليها فترة "سعد ابلع" التي أكل بها سعد من لحم ناقته التي ذبحها، و هطلت بها الأمطار و سرعان ما ابتلعتها الأرض، فسميت بذلك كناية عن أن الأرض تبتلع مياه الأمطار بسرعه وعن أكل الراعي سعد للحم ناقته، وقيل فيها (سعد بلع طاب الماء وانبلع).
و تليها فترة "سعد السعود" حيث أشرقت الشمس بتلك الفترة بعد العاصفة و فرح سعد لنجاته، و حين أراد سعد قطع أغصان الشجر ليشعل النار للدفئ وجد بها الماء يسري، فسميت بذلك كناية عن فرحة سعد لنجاته، و لأن الماء يمشي في عود الزرع، و قيل فيها (سعد السعود يدب الماء في العود ويدفأ كل مبرود).
أما "سعد الخبايا" فهي آخر فترة من خماسينية الشتاء حيث تبدأ به الأفاعي وغيرها من الحيوانات التي كانت بفترة السبات الشتوي بالخروج من الأرض، وتتفل بها الصبايا نظرا للجو الرائع المعتدل بهذه الفترة، و قيل فيها ( سعد الخبايا بتطلع الحيايا وتتفتل الصبايا).
وحسب خبراء الأرصاد الجوية فإن الإعتدال الربيعي لهذا العام 2021 يصادف يوم 20 آذار و تحتفل بهذا اليوم بعض البلدان بما يسمى '' عيد النيروز'' ، و يتساوى بهذا اليوم طول النهار مع طول الليل، وكذلك يبدأ شروق الشمس لأول مرة في القطب الشمالي بعد ليل طوله 6 أشهر.
ويبدأ غروب الشمس لأول مرة في القطب الجنوبي بعد نهار مدته 6 أشهر.
أما قصتها بحسب الموروث الشعبي تعود إلى عجوز لديها ستة أغنام خرجت ترعى بها في أحد الأودية خلال الأيام الأخيرة من شهر شباط ولم تهطل خلالها الأمطار وكان الجو دافئا، فبدأت العجوز تردد بفرحة "فات شباط الخباط وما أخذ مني لا نعجة ولا رباط، وضربنا على ظهره بالمخباط" سمع حديثها شباط فغضب من كلماتها وأحس بالإهانة، وذهب لأخيه شهر آذار واستنجد به من العجوز فقال '' يا آذار يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني، لنخلي العجوز بالواد تغني''.
هطلت الأمطار بغزارة خلال هذه الأيام المستقرضات و سالت الأودية وجرف السيل أغنام العجوز فصرخت العجوز وهي حزينة "يا سيل درجهن على مهلهن معاشير ليرمن بهمهن".
الجمرة الأولى تكون في 20 شباط وهي '' جمرة الهواء'' حينها يشعر الناس بدفء الهواء.
الجمرة الثانية في 27 شباط وهي '' جمرة الماء'' حينها يشعر الناس بدفء الماء.
الجمرة الثالثة في 6 آذار وهي '' جمرة الأرض'' فيشعر الناس بدفء الأرض.
مازلنا نتذكر للآن قصص الأجداد والموروث الشعبي ونرويها للأحفاد ومازالت قصصهم ليومنا هذا تقدم لنا الحكم والعبر وتخبرنا عن حال الطقس.
بقلم سعد بخاري 30 كانون الثاني
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول