طقس العرب - نحن نعلم أن 71% من سطح الأرض مغطى بالماء، لكن تخيل أن هناك كمية هائلة للغاية من المياه مخبأة تحت قشرة الأرض يعادل حجمها ثلاث أضعاف المحيطات الموجودة على السطح! وإليكم التفاصيل.
بعد تحليل ماسة نادرة للغاية يعتقد أنها تشكلت على عمق حوالي 410 أميال تحت بوتسوانا ، خلص فريق دولي من الباحثين في دراسة جديدة نشرت في مجلة "ناتشر جيوساينس" (Nature Geoscience) إلى أن الحدود بين الوشاح العلوي والسفلي لكوكبنا - وهي منطقة تعرف باسم المنطقة الانتقالية على عمق مئات الأميال في باطن الأرض - تحتوي على المزيد من الماء المحبوس وثاني أكسيد الكربون أكثر مما كان يعتقد سابقا، يعادل حجم ثلاثة أضعاف مجموع المحيطات على الأرض.
هذا الاكتشاف يمكن أن يساعد في تفسير أصل المياه على كوكب الأرض، وعلى وجه التحديد ، قد يساعدنا في تحديد مصدر البحار والمحيطات وربما يساعدنا في فهم الحياة على كوكبنا بشكل أفضل.
قد يهمك أيضا: بعد أكثر من 100 عام على رسم اربع محيطات في خرائط العالم..محيط خامس ينضم للقائمة
وكان العلماء قد اشتبهوا بالفعل في أن المنطقة الانتقالية للأرض تحتوي على الكثير من الماء بعد تحليل ماسة مماثلة في عام 2014 لكن البحث الأخير يضيف مصداقية وأدلة جديدة إلى النظرية.
وكان العلماء قد وجدواأن كمية من الماء مُحتجزة داخل منطقة الوشاح الأرضي أو "صخرة الوشاح" (إحدى طبقات الكرة الأرضية) في حالة شبيهة بالإسفنج، وهي ليست سائلة أو صلبة أو غازية، ولكنها حالة رابعة بدلاً من ذلك، وقد نشرت دراسة بشأن تلك الحالة الفيزيائية الغريبة للمياه.
وتوصل العلماء إلى تلك النتائج في ذلك الوقت بعد دراسة الزلازل واكتشاف أن أجهزة قياس الزلازل كانت تلتقط موجات الصدمة تحت سطح الأرض. ولاحقاً تمكنوا من إثبات أن الماء كان محتجزًا في الصخرة المعروفة باسم "رينغوودايت" (ringwoodite).
وأشارت دراسة إلى أن سعة تخزين المياه العالية في منطقة الوشاح الأرضي (والتي يبلغ سمكها من 410 إلى 660 كيلومترًا) تشير إلى إمكانية وجود خزان هائل من المياه.
وقال عالم الجيوفيزياء ستيف جاكوبسن أحد المشاركين في الدراسة: "تشبه صخور "رينغوودايت" الإسفنج، إذ تمتص الماء بشكل كبير نظراً للتركيب البلوري للرينغوودايت الذي يسمح له بجذب الهيدروجين وحبس الماء داخله".
وأضاف جاكوبسن، الذي كان جزءًا من الفريق الذي يقف خلف الاكتشاف، "يمكن أن يحتوي هذا النوع من الصخر على الكثير من الماء في الوشاح العميق"، وأضاف: "أعتقد أننا نرى أخيرًا دليلاً على دورة مياه الأرض بأكملها، والتي قد تساعد في تفسير وجود تلك الكمية الهائلة من المياه السائلة على سطح كوكبنا.. لقد ظل العلماء يبحثون عن هذه المياه العميقة المفقودة منذ عقود".
وبحسب الدراسة الحديثة فإنه إذا احتوت الصخرة على 1 في المائة فقط من الماء الموجود على سطح الأرض، فهذا يعني أن حجم المياه المحتجز في هذه الصخور داخل طبقة الوشاح يبلغ ثلاثة أضعاف حجم المياه الموجود في المحيطات نظراً للحجم الهائل لهذه الصخور في قلب الأرض.
يجادل بعض العلماء بأن مياه الأرض جاءت على الأرجح من الكويكبات أو المذنبات، وهي النظرية الأبرز حاليًا، حيث تشير إلى أن النظام الشمسي في بداية تكوينه كان معاديًا جدًا للمياه من أي نوع، خاصة مع إرسال الشمس وقتها لكميات شديدة الضخامة من الأشعة فوق البنفسجية المكثفة والتي يمكن أن تقوم بتكسير جزيئات الماء عن طريق نزع الهيدروجين من جزئ الماء، وفق موقع "إن دي تي في".
قد يهمك أيضا: كيف امتلكت الأرض هذا الغلاف الجوي الهائل؟
ودفع هذا الأمر العلماء إلى الاعتقاد بأن الجليد ربما يكون قد تشكل بعيدًا في النظام الشمسي، وأن الأجسام التي تحمله (المذنبات أو الكويكبات) اصطدمت لاحقًا بأرض أكثر برودة على مدى ملايين السنين لتتركز أولاً في باطن الأرض وتُحاصر داخل الصخور الموجودة في طبقة الوشاح ثم تنطلق تدريجياً إلى السطح بسبب حركة الصفائح التكتونية لتتكون البحار والمحيطات بحسب ما يؤكد عالم الجيوفيزياء ستيف جاكوبسن، الذي كان أحد العلماء المسؤولين عن الاكتشاف.
قد يهمك أيضا: لماذا لا يصنع الانسان الماء ليحل مشكلة شح المياه في العالم؟
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول