موقع ArabiaWeather.com- ناصر حداد- بدأ الإنسان منذ القدم بملاحظة الظواهر الطبيعية وتدوينها ولولا ذلك ما كنا لنعلم بالأحداث التي دارت من حولنا، فالأراشيف وحدها لم تكن قادرة على ذكر وجمع كل ما دار من أحداث وما استُنتج من معلومات، فمنها ما بدأ قبل مئات السنين ومنها ما اقتصر في مجالات أخرى لبضعة سنين، ومن هنا كان لا بد للعلماء من إيجاد سبل أخرى للحصول على المعلومة في القطاعات التي تفتقر الى المشاهدة والتوثيق.
وقد استطاع العلماء بعد اجراء التجارب والفحوصات المخبرية الدقيقة لعينات الجليد وتحليل حلقات الأشجار-الحصول على معلومات حول سلوك درجات الحرارة لمئات السنين الماضية على سبيل المثال، من خلال دراسة نسب الكربون- بالإضافة إلى دراسة معدل النمو السنوي لحلقات الأشجار لما لها من تاريخ ثمين ودقيق خاصة عند مقارنة ومطابقة نتائج الدراسة مع ما تم توثيقة بشكل مباشر للماضي القريب أي منذ عام 1950، لذا فإن دراسة الماضي سبيل مفتاح لمعرفة ما قد يدور بالمستقبل والله اعلم.
العلاقة العكسية ما بين تركيز الكربون في الاشجار وطول الدورة الشمسية الواحدة.
تمت دراسة نسب الكربون من خلال تحليل حلقات الأشجار لـ 1200 عام ماضية وقد وُجدت علاقة بين درجات الحرارة من جهة وبين النشاط الشمسي والمجال المغناطيسي لها والأشعة الكونية وتركزت الدراسة على فترة العصور الوسطى، حيث سادت درجات حرارة أكثر دفئاً من الوقت الحاضر، حيث كانت جرينلاند (القطب الشمالي) على سبيل المثال خالية من الجليد في بعض الفترات وازدهرت الحضارات وعلى النقيض تماماً في فترة العصر الجليدي المصغر الذي تلى العصور الوسطى؛ انتشرت الأمراض والمجاعات في قارة أوروبا حيث تصادفت هذه الفترة مع نشاط منخفض جداً للشمس والمجال المغناطيسي لها خاصة بين عامي 1650-1715.
وفي دراسة حديثة مرتبطة بذات الموضوع، وجد العلماء بأن طول الدورة الشمسية الواحدة خلال تلك الفترة الزمنية كانت 14 عاماً وكانت فقط 9 أعوام في بداية العصور الوسطى، لذا فقد أوضحت الدراسة بأن تغير (انحراف) درجات الحرارة يتأثر عكسياً مع طول الدورة الشمسية الواحدة، وهذه العلاقة تتوافق بشكل كبير مع الوقت الحالي.
وتشير كلا النتائج الصادرة من البيانات المسجلة بشكل مباشر أو من تحليل نسب الكربون إلى تطابق نتائج كلاً منهما إلى تعاقب دورات مناخية طبيعية ما بين الإحترار والتبريد على كوكب الأرض تتناسب مدة كل دورة عكسياً مع طول الدورة الشمسية الواحدة ولا دخل للنشاط البشري أو غازات الدفيئة بكل ما سبق.
العلاقة الطردية ما بين الأشعة الكونية والغيوم المنخفضة.
وعند الدخول قليلاً في التفاصيل، تمت دراسة العلاقة بين انحراف درجات الحرارة عن المعدل (اللون الأحمر) وعدد البقع الشمسية (اللون الأزرق) منذ ما يقارب ال400 عام -و بكل وضوح نجد بأن العلاقة طردية أي أن الشمس لها علاقة قوية بسلوك درجات الحرارة العالمية وهذه البيانات هي نتاج الملاحظة والتوثيق المباشر من الإنسان وعند مقارنتها بالبيانات الناتجة من تحليل نسب الكربون -14 في حلقات الأشجار نلاحظ بأن الفترات الباردة المترافقة مع نشاط شمسي ضعيف اقترنت بنسب كربون عالية والعكس صحيح في العصور الوسطى وقد تمت مطابقة كل منها مع نسب الأكسجين ضمن مشروع جرينلاند لعينات الجليد، فكانت النتائج متطابقة.
وتأتي الأشعة الكونية من الفضاء وهي ذات طاقة عالية جداً وتساعد على بناء جزيئات حمض الكبريتيك الذي يعتبر المسؤول عن استقرار أنوية التكاثف للغيوم المنخفضة، وتتأثر هذه الأشعة بالمجال المغناطيسي للشمس بشكل عكسي.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول