دراسة مناخية : في ظل تطور ظاهرة اللانينا الشتاء القادم هل تشهد المملكة موجات برد وصقيع ودرجات حراره منخفضة

2024-07-28 2024-07-28T12:28:23Z
هشام جمال
هشام جمال
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - أصدر المُختصون الجويون بعد مُتابعة البيانات المُناخية في مركز طقس العرب الإقليمي دراسة تقيّمية موسعة حول أداء الموسم المطري الأخير لعام 2023/2024 الذي يُمكن القول بأنه كان مميزاً في المناطق الزراعية من شمال ووسط المملكة وعلى النقيض تماماً في الأماكن الزراعية والسدود جنوباً، والذي تصادف مع تأثير ظاهرة النينو الجنوبية. ولكن التوقعات تُشير إلى تحول ظاهرة النينو إلى لانينا تستمر خلال الشتاء القادم، فما هي انعكاساتها على الموسم المطري؟

 

ظاهرة النينو تسببت بأمطار أعلى من المُعدل ودرجات حرارة أدفأ من المُعتاد في موسم 2023/2024

 

وقد أشار المُختصون في مركز طقس العرب، بعد مُتابعتهم للموسم المطري وسلوك الأنظمة الجوية، أن العالم خلال موسم 2023/2024 كان يشهد تأثيرات لظاهرة النينو التي تتمثل برفع درجة حرارة سطح مياه المُحيط الهادئ الاستوائي وزيادة موجات الحر صيفاً، مما أسهم بتسخين شديد لسطح مياه البحر الأبيض المُتوسط نتيجة موجات الحر البحرية المُتكررة والطويلة. انعكس ذلك خلال فصل الشتاء عن طريق زيادة كميات الأمطار بفعل دفء المياه وزيادة كمية الرطوبة في الغلاف الجوي، كما ساهمت ذات الظروف الجوية بإضعاف البرودة من الكُتل الهوائية عند مرورها فوق سطح المياه، وكل ذلك نتج عن تبعات ظاهرة النينو.

 

كما تعرضت المملكة في الموسم المذكور لعِدة أنماط جوية، بعضها مُعتاد في أشهر الربيع والخريف وليس في أشهر الشتاء، إذ تعرضت الأردن في أشهر الشتاء لنشاط وتداخل غير مُعتاد لمُنخفض البحر الأحمر مع الأنظمة الشتوية (المُنخفضات الجوية والكُتل الهوائية الباردة)، مما نتج عن حالات عِدة من عدم الاستقرار الجوي مُركبة الخصائص جلبت أمطاراً رعدية في أكثر من مُناسبة، مما عزز من رفد المجاميع المطرية جنباً إلى جنب مع المجاميع المطرية التي نتجت عن المُنخفضات الجوية.

 

وعلى صعيدٍ مُتصل، تأثرت المملكة بعدد لا بأس به من المُنخفضات الجوية إلا أنها لم تكن ناضجة بما يكفي أو ذات خصائص مُكتملة علمياً لتُصنف من الدرجة المُتقدمة للغاية مثل الدرجة الرابعة. فتراوح مُعظمها ضمن إطار الدرجة الثانية، وبعضها حمل الدرجة الثالثة ولكن لم تكن ناضجة من ناحية جميع الخصائص، لكنها اتسمت ببعض الظواهر الجوية القوية التي استوجبت رفع مستويات التصنيف.

 

خلال موسم النينو: كميات الأمطار تجاوزت مُعدلاتها شمال ووسط المملكة

 

وعند مُقارنة ما تحقق من كمية المطر الفعلية الهاطلة في هذا الموسم المطري مع المُعدل السنوي المطري كاملاً (الذي انتهى مع مُنتصف شهر مايو/أيار) نجد أن المناطق الشمالية والوسطى الشرقية بالإضافة لكافة مناطق الأغوار قد حققت وتجاوزت مُعدلها السنوي، بينما اقتربت من مُعدلها في المناطق الوسطى الغربية والشرقية بالإضافة للمناطق الجنوبية الشرقية. في حين أن المناطق الجنوبية الغربية برمتها، بما فيها العقبة، تُعاني شُحّاً كبيراً مطرياً في هذا العام، وتُعتبر بعيدة جداً حتى عن تحقيق نسبة قريبة من مُعدلها المُعتاد وذلك بسبب النقص الحاد في كميات الأمطار جنوباً هذا الموسم، وتحديداً منطقة وادي موسى.

 

قراءة مُناخية: ظاهرة اللانينا تتنامى والتوقعات ترجح استمرارها الشتاء القادم بنسبة كبيرة

 

وبعد مُتابعة آخر مُخرجات النمذجة الحاسوبية الخاصة بانحراف درجة حرارة المُسطحات المائية عن المُعدلات، يتبين أن المنطقة الواقعة على خط الاستواء من المُحيط الهادئ لا تزال تشهد تبريداً واضحاً لدرجة حرارة سطح المياه، ما يعني أن ظاهرة (اللانينا) المُناخية مُستمرة خلال الأشهر القادمة مع وجود احتمالات مُرتفعة أن تبقى خلال فصل الشتاء القادم 2024/2025.

 

وقد أوضح خبراء طقس العرب أن مصطلح اللانينا يُشير إلى ظاهرة مناخ المحيطات والغلاف الجوي واسعة النطاق المرتبطة بالتبريد الدوري في درجات حرارة سطح البحر (SSTs) عبر وسط وشرق ووسط المحيط الهادئ الاستوائي. وتمثل ظاهرة النينا أو اللانينا المرحلة الباردة من دورة "ENSO" وتعني أن درجات حرارة مياه المحيط أكثر برودة من المتوسط.

 

ظاهرة اللانينا تستمر خلال فصل شتاء 2024/2025 بنسبة احتمال تتجاوز 80% بحسب وكالة NOAA

 

ومن المُرجح بمشيئة الله، بحسب المُختصين في مركز طقس العرب، أن ظاهرة اللانينا قد تستمر خلال فصلي الخريف والشتاء القادمين 2024/2025، وتصل نسبة احتمالات استمرارها إلى 80% وفقاً للإدارة الوطنية للمُحيطات والغلاف الجوي NOAA. لكن لا يُمكن الجزم بأن تأثيراتها ستكون حتمية من ناحية أثرها على مُناخ العالم، إذ أن جميع التأثيرات المُرجحة هي ناتجة عن عمليات مُعالجة إحصائية لسنوات حدثت بها هذه الظاهرة. مع ضرورة التأكيد أن هذه الدورات المُناخية ما هي إلا جزء لا يتجزأ من أنماط عملاقة تحرك أنظمة الطقس العالمية.

 

اللانينا ترتبط إحصائياً باشتداد المُرتفع السيبيري شتاءً شرق المتوسط وبأمطار أعلى من المُعدل غرب المُتوسط

 

ويرى متنبئو طقس العرب أن ظاهرة اللانينا ترتبط إحصائياً باشتداد تأثير المرتفع السيبيري على الجزيرة العربية وبلاد الشام خلال فصل الشتاء. وتؤثر ظاهرة اللانينا على المنطقة العربية غالبًا بقلة الأمطار في مناطق المشرق العربي، بينما يحدث العكس في مناطق المغرب العربي حيث تزداد الأمطار وتنخفض الحرارة عن معدلاتها، وتزداد فرصة حدوث الفيضانات والسيول في مناطق المغرب العربي، فيما تزداد فرصة الجفاف في مناطق المشرق العربي نتيجة سيطرة المُرتفع الجوي السيبيري.

 

وأشار المُختصون إلى أن اللانينا تؤثر على نمط التيارات الجوية والطقس العالمي بطرق متعددة، مما قد يؤدي إلى تغيرات في درجات الحرارة والهطول في مناطق مختلفة من العالم. لكن لا يُمكن الجزم بأن تأثيراتها ستكون حتمية من ناحية أثرها على مُناخ العالم، إذ أن جميع التأثيرات المُرجحة هي ناتجة عن عمليات مُعالجة إحصائية لسنوات حدثت بها هذه الظاهرة. مع ضرورة التأكيد أن هذه الدورات المُناخية ما هي إلا جزء لا يتجزأ من أنماط عملاقة تحرك أنظمة الطقس العالمية.

 

اقرأ أيضاً:

 

- علمياً: اللانينا ترتبط بموسم أعاصير أعلى من المُعتاد في المُحيط الأطلسي.

- هل يُنذر استمرار ظاهرة "اللانينا" صيفاً بموجات حر أكثر شدة عالمياً؟

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الأردن | كيف ستكون الأجواء صباح يوم غد الثلاثاء تزامناً مع ذهاب الطلبة إلى المدارس ؟ (تفاصيل)

الأردن | كيف ستكون الأجواء صباح يوم غد الثلاثاء تزامناً مع ذهاب الطلبة إلى المدارس ؟ (تفاصيل)

الأردن | إلى متى يُتوقع أن تستمر الأجواء المُعتدلة وهل هناك مؤشرات على ارتفاع كبير في درجات الحرارة؟

الأردن | إلى متى يُتوقع أن تستمر الأجواء المُعتدلة وهل هناك مؤشرات على ارتفاع كبير في درجات الحرارة؟

الدوامة القطبية في تطور مستمر.. ما علاقة ذلك باقتراب الأجواء الشتوية في نصف الكرة الشمالي؟

الدوامة القطبية في تطور مستمر.. ما علاقة ذلك باقتراب الأجواء الشتوية في نصف الكرة الشمالي؟

في اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون.. ما علاقة ثقب الأوزون في تغير المناخ؟

في اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون.. ما علاقة ثقب الأوزون في تغير المناخ؟