طقس العرب - تُشير آخر صور الأقمار الاصطناعية ومراكز الرصد العالمية إلى تمركز الحالة المدارية غرب بحر العرب، وتُصنف كمنخفض جوي مداري، حيث تتراوح سرعة الرياح حول مركز المُنخفض حوالي 25 عقدة (46 كيلومتراً/الساعة)، مع توقعات باستمرار تحرك النظام المداري نحو الغرب باتجاه سواحل جنوب شبه الجزيرة العربية، لكن دون تطوره إلى إعصار مداري أو حتى عاصفة مدارية، على الرغم من أن درجة حرارة سطح المياه التي تبلغ 28 درجة مئوية تُعد مناسبة جداً لتطور النظام المداري.
ومن الناحية العلمية، لاحظ المختصون الجويون في مركز طقس العرب أنه على الرغم من أن درجة حرارة سطح المياه مرتفعة، وهي أحد أسباب تطور المنظومات المدارية، إلا أن المختصين لاحظوا وجود 3 معيقات تمنع تطور الحالة المدارية في بحر العرب، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
رياح القص العلوية: ومن خلال المخرجات الحاسوبية، تبين وجود رياح قص علوية قوية فوق بحر العرب والمناطق المحيطة. وفي حالة الأنظمة المدارية مثل الأعاصير أو المنخفضات المدارية، تؤدي رياح القص القوية إلى إضعاف النظام الجوي أو حتى منعه من التطور (تماماً كما يحدث في بحر العرب). يحدث هذا التأثير لأن رياح القص تفصل وتشتت بنية النظام الجوي، حيث تؤدي إلى قص الطبقات العلوية والسفلية من النظام وفصلها عن بعضها البعض، مما يُضعف من تكامل السحب والحمل الحراري الضروريين لتطور الإعصار أو المنخفض. وفي بحر العرب، عندما تكون هناك رياح قص قوية، فإنها تعيق عملية تغذية النظام المداري بالرطوبة والطاقة التي يحتاجها للتعمق. رياح القص (Wind Shear) هي تغير في سرعة أو اتجاه الرياح مع الارتفاع في الغلاف الجوي.
وجود مرتفع جوي علوي: وعلى مستوى طبقات الجو العليا، يعد خلو المنظومات المدارية من الأنظمة الجوية الأخرى شرطاً ضرورياً لتطورها. ولكن في حالة بحر العرب، يتواجد مرتفع جوي قوي في طبقات الجو العليا، وهو يمثل طبقة من الهواء المضغوط في المستويات العليا من الغلاف الجوي. قال المختصون الجويون إن وجود هذا المرتفع يمنع النظام المداري من التعمق أفقياً في طبقات الجو العليا لأنه يفرض ضغطاً هابطاً ويعزز من التيارات الغارقة، مما يعيق صعود الهواء الدافئ والرطب من السطح نحو الأعلى، وهو ما يُعد ضرورياً لتعزيز قوة النظام وتطوره.
رياح قارية تدخل إلى مركز النظام المداري: كما لوحظ وجود تداخل للرياح القارية القادمة من الهند والدول المحيطة نحو مركز المنخفض المداري. الرياح الجافة القارية التي تدخل النظام تُعد عاملاً إضافياً يساهم في إعاقة تطوره، حيث تعمل هذه الرياح على تجفيف الطبقات المنخفضة والوسطى والعليا من الغلاف الجوي، مما يقلل من فرص تكوين السحب وتفاقم النظام.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول