طقس العرب - شهدت الجزيرة العربية مُعدل مطري ضعيف نوعاً ما خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى وسم قليل الأمطار في معظم انحاء الجزيرة العربية، وانقضى تقريباً النصف الأول من العام 2021 وبدأت الانظمة الجوية تأخذ الشكل الصيفي وتكتسب خصائصه شيئاً فشيئاً، حيثُ يُصادف الثلاثاء القادم الأول من حزيران/يونيو بداية فصل الصيف في القسم الشمالي من الكُرة الأرضية وفقًا لعلم الأرصاد الجوية.
وتزامناً مع بداية فصل الصيف تتأثر المنطقة بعدة تغيرات في الأنظمة الجوية، ولعلّ يكمن أهمها بتراجع الهطولات المطرية عن مُعظم أجزاء الجزيرة العربية باستثناء أجزاء من جنوب وجنوب غرب المملكة السعودية وغرب اليمن وجبال الحجر الواقعه في سلطنة عُمان، حيث تتأثر هذه المناطق بما يُسمى بالتكوينات الصيفية نتيجة استمرار اندفاع رياح رطبة من المناطق الافريقية وبحر العرب بفعل امتداد سطحي لمنخفض البحر الأحمر في أكثر من مناسبة خلال فصل الصيف، ويستعرض هذا التقرير أبرز التغيرات المُرتقبة على الأنظمة الجوية في الجزيرة الغربية خلال هذه الفترة من العام.
يُسيطر المرتفع الجوي المداري على الجزيرة العربية نتيجة تزايد تأثير الإشعاع الشمسي خلال فصل الصيف، مترافقاً مع كُتل هوائية شديدة الحرارة تعمل على تعمق منخفضات حرارية سطحية بقيم متدنية جداً على معظم جهات شبه الجزيرة العربية الشرقية ويتعمق كلما اتجهنا إلى القسم الجنوبي من الجزيرة العربية بسبب طبيعة التضاريس الواقعة في الجزء الشرقي والجنوبي من شبه الجزيرة العربية لاسيما الربع الخالي، هذه المنظومة الجوية تعمل بمشيئة الله على رفع درجات الحرارة بشكل إضافي، لتصبح خمسينية في انحاء واسعة من جنوب وشرق العراق والأجزاء الداخلية من دولة الكويت والإمارات، وشرق وجنوب المملكة السعودية وشمال سلطنة عُمان.
تعمّل الأنظمة الجوية المُتمثلة بارتفاع الضغط الجوي السطحي نواحي بلاد الشام، في حين يُقابله انخفاض في قيم الضغط الجوي شرق وجنوب الجزيرة العربية نتيجة تشكّل المنخفضات الحرارية، حيث يؤدي الفرق الكبير في الضغط الجوي ما بين النظامين الجويين إلى هبوب رياح شمالية إلى شمالية غربية او ما يُطلق عليها برياح البوارح، هذه الرياح تكون نشطة وتتميز بشدة جفافها وإثارتها الدائمة للأتربة والغبار مؤدية لتشكل العواصف الرملية في بعض الأحيان على العراق والكويت وشرق وأجزاء من وسط المملكة السعودية وصولاً إلى البحرين ودولة الإمارات.
يؤثر ما يعرف بالفاصل المداري ITCZ على وسط القارة الأفريقية في هذه الأشهر وبالتحديد من شهر مايو حتى أكتوبر، في حين يرتفع الفاصل المداري تدريجياً نحو أجزاء من الجزيرة العربية خلال شهري يوليو وأغسطس نتيجة تقابل الرياح التجارية من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي.
ومن جهةٍ أخرى، واعتباراً من بداية شهر يونيو تندفع رياح جنوبية غربية أو ما تُعرف بالمونسون نواحي شبه القارة الهندية حيث تحمل معها كميات كبيرة جدا من الرطوبة النسبية في مختلف طبقات الجو لتزداد كثافة السحب الرعدية وتغزر الأمطار فيها، حيثُ ومع تواجد منخفض الهند الموسمي يحدث التقاء لهذه الرياح، الأمر الذي يؤدي إلى تشكل السيول والفيضانات على تلك المناطق لاسيما خلال شهري يونيو ويوليو.
تأثير هذه الأنظمة الجوية على الجزيرة العربية يختلف من موسمٍ لأخر، وعادةً ما تتأثر أجزاء من الصومال والسودان وصولاً إلى أجزاء من جنوب وجنوب غرب السعودية واليمن وسلطنة عُمان بنشاط للسحب الركامية الماطرة جالبتاً معها الأمطار الصيفية لاسيما خلال شهري يوليو وأغسطس مع ذروة هبوب رياح المونسون الرطبة.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول