طقس العرب: ظاهرة اللانينا تُنذر بموسم أعاصير صَعِيب على سواحل الولايات المُتحدة والمكسيك

2021-09-01 2021-09-01T06:34:20Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - بعد أن شهد موسم أعاصير الأطلسي عام 2020 العديد من الأرقام القياسية من ناحية عدد الأعاصير والشدة، إذ نفذت حينها أسماء الأعاصير الأمريكية ولجئُوا إلى استخدام الأبجدية اليونانية، يبدو أن موسم الأعاصير الحالي سيكون هو الأخر شديداً على سواحل الولايات المُتحدة والمكسيك بحسب كادر التنبؤات الجوية في طقس العرب، ويُعزى ذلك لعدة أسباب تتحكم بمشيئة الله في تطور أو اضمحلال الاضطرابات الجوية المُتشكلة في وسط المحيط الأطلسي.

 

موسم الحالات المدارية والأعاصير في المحيط الأطلسي

وفي التفاصيل، كُل عام مع بداية شهر سيبتمر يدخل موسم الأعاصير ذُروته حيثُ تتزايد الحالات المدارية والأعاصير في وسط المحيط الأطلسي ومن ثم تتحرك إلى الغرب لتصل إلى السواحل الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة، وتسير إما شمالاً بمحاذاة الساحل أو تعبُر غرباً نحو المكسيك، وتأثرت السواحل الجنوبية الشرقية للولايات المُتحدة خلال الأيام الماضية بإعصار إيدا الذي صُنف من الفئة الرابعة، مُخلفاً أمطار غزيرة مما أدى إلى تشكّل الفيضانات كما وجه ضربة مباشرة لقطاع النفط في خليج المكسيك.

 

 

ويُتوقع كادر التنبؤات الجوية في طقس العرب أن تتطور المزيد من الأعاصير والحالات المدارية خلال الفترة المقبلة حيث يستمر موسم الأعاصير السنوي بطبيعة الحالّ حتى بدايات نوفمبر تقريباً قبل أن تبرد المياه في نواحي وسط المحيط الأطلسي.

 

اعصار ايدا يوجه ضربة قوية لقطاع النفط الأمريكي و 95% من الطاقة الإنتاجية في خليج المكسيك قد توقفت

 

للمُهتمين والمُختصين (تأثير ظاهرة اللانينا على موسم أعاصير الأطلسي):

تُشير أغلب مراكز الرصد والوكالات العالمية من ضمنها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى تطور متوقع لظاهرة اللانينا خلال الفترة المُقبلة، وتُعرف ظاهرة اللانينا بأنها انخفاض في درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي، وتؤدي لعدد من الاضطرابات القوية في طقس العالم من بينها تزايد في نشاط أعاصير المحيط الأطلسي كما حدث في موسم الأعاصير الماضي 2020، إذ استنفد المركز الوطني للأعاصير في وقتها قائمة أسماء العواصف للمرة الثانية منذ بدء تسمية الأعاصير أي منذُ عام 1950 بسبب كثرة الأعاصير الاستوائية في المحيط الأطلسي.

إن الفهم الكامل لسبب نشاط أعاصير الأطلسي ما بين قوته وضعفه، لا يزال غير مفهوم تماماً ومحضَ فرضيات من مختلف المراكز العالمية، ولا يُمكن أن تكون ظاهرة جوية بعينها المُسبب الوحيد بلّ هي متغير جوي يساهم ضمن مُتغيرات أخرى وليست حكراً ونتيجة لظاهرة جوية واحدة، إذ تبدأ الأعاصير الاستوائية في البداية ككتلة كبيرة من السحب الحمليّة أو العواصف الرعدية فوق المحيط الأطلسي، ومع تواجد لظروف معينة تنمو وتتطور إلى إعصار استوائي، حيثُ ومع وجود منطقة أكثر برودة ورطوبة جنوب غرب الصحراء الافريقية، يمتزج الهواء الحار والجاف بالهواء البارد نسبياً والرطب فيشكل ما يسمى بالتيار الشرقي الافريقي والذي يقذف الموجات الاستوائية نحو الأطلسي.

الغلاف الجوي عندما يتأثر بظاهرة اللانينا، يؤدي ذلك إلى تشكل حالات جوية متطرفة تؤثر على مناطق مختلفة من العالم، ومن بينها المحيط الأطلسي، حيث لوحظ/ارتبط احصائياً تزايد كبير في العواصف الاستوائية في ظلّ سيادة ظاهرة اللانينا، ويُعزى ذلك إلى حركة الرياح التجارية القادمة من الشرق نحو الغرب التي تعمل على رفع درجات الحرارة منطقة MDR)) وهي منطقة واقعة في وسط المحيط الأطلسي وتتطور الأعاصير عادةً فيها، ويُساهم التيار الأستوائي في رفع حرارة مياه تلك المنطقة بينما يقوم تيار الكناري بتبريد المياه والذي يتحرك بمحاذاة سواحل غرب أوروبا إلى سواحل غرب أفريقيا جنوباً، إذ تعدّ المياه الدافئة بمثابة وقود للحالات المدارية تُعزز قوتها وتمدها بالطاقة اللازمة.

إنَّ التبريد الحاصل في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي ينعكس على أنماط الطقس في عموم أنحاء الولايات المتحدة وأماكن أخرى، حيث يُساهم في إضعاف رياح القص في حوض المحيط الأطلسي (مما يعني أن سرعة الرياح واتجاهها لا تتغير كثيراً كلما ارتفعت في الغلاف الجوي) والتي تُسبب ضعف الأنظمة الاستوائية وعدم قدرتها على التطور والنمو، وهذا عكس ما يحصل في المحيط الأطلسي، إذ ومع ضعف التيار النفاث شمال الأطلسي وتمركز مرتفع جوي قوي يمنع نشاط رياح القص ومثل هذه الظروف الجوية تساعد في النمو العمودي للسحب وتماسكها مع بعضها بعضاً. 

وتعمل/تُساهم هذه الظروف الجوية مُجتمعة بمشيئة الله على نشاط موسم الأعاصير بأكثر من مُعدلاته المُعتادة، ولكن تبقى العديد من العوامل غير واضحة تماماً حيث نشرت العديد من الوكالات العالمية مؤخراً تأثير ما يُسمى بـ (Saharan Air) على موسم أعاصير المحيط الأطلسي، وهي رياح شرقية قادمة من الأراضي الإفريقية ومحملة بكميات كبيرة من الغبار، ويعتمد مقدار وشدة تدفق الغبار على الحد من نشاط أعاصير الأطلسي، إذ وبالرغم من تطور علم الأرصاد الجوية والفهم الكبير للعوامل المُتحكمة في الظواهر الجوية إلا أن الاعصار لايزال عصياً عن الفهم بشكلٍ كامل إلى الآن. 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الصحة العالمية: تمنح الترخيص لأول لقاح لجدري القرود للأطفال

الصحة العالمية: تمنح الترخيص لأول لقاح لجدري القرود للأطفال

السعودية | موجة برد شديدة مُبكرة من أصول قطبية تهوي بدرجات الحرارة لمستويات تُقترب من الصفر المئوي الأسبوع القادم.. تفاصيل

السعودية | موجة برد شديدة مُبكرة من أصول قطبية تهوي بدرجات الحرارة لمستويات تُقترب من الصفر المئوي الأسبوع القادم.. تفاصيل