طقس العرب - تُعتبر الأعاصير المدارية من أكثر الظواهر الجوية عُنفاً وتدميراً على كوكب الأرض، وعادةً ما يرتبط مُصطلح إعصار بالفيضانات والإنهيارات الأرضية على اختلاف شدتها سواء أكانت من الدرجة الأقل او من الدرجة القصوى (super typhoon)، وتنشط الأعاصير المدارية قُرب خط الإستواء تحديداً ضمن إطار المدارين على غرار مواسمها، ولكن لا يُمكنها التشكل فوق خط الاستواء أو حتى عبوره.
نبدأ معكم في آلية تشكل الأعاصير المدارية حول العالم، وتوجد عادةً آليتين رئيسيتين لتشكل الأعاصير المدارية، اولها عندما تتحرك حزم من السُحب الركامية الرعدية من القارة الإفريقية نحو سطح مياه المُحيط الدافئة، فإن السُحب الرعدية تبدأ تتغدى على الطاقة الحرارية الكامنة وبخار الماء الذي ينتج من سطح مياه المحيط، حينها تنمو السُحب عمودياً وتتكاثر بشكل إضافي وينخفض الضغط الجوي حتى تبدأ الرياح بالدوارن بسرعات عالية حول مركز السُحب الركامية وحينها تكون المراحل الأخيرة لتشكل إعصار مداري بشكل رسمي.
والآلية الأُخرى لتشكل الأعاصير المدارية تكون نتيجة ارتفاع حرارة المُسطح المائي لأكثر من 26 درجة مئوية، حينها يبدأ بخار الماء بالارتفاع نحو طبقات الجو العليا ويبرد ويتكثف، وتبدأ حينها سُحب ركامية تنمو وتتطور حتى تُصبح شاهقة الإرتفاع تتغذى على دفء سطح المياه والأبخرى المُنبعثة حيث تقل كثافة الهواء و ينخفض الضغط الجوي ليصل قيم اعصارية، عندها تدور الرياح بشكل مُنتظم وبسرعة عالية حول مركز الضغط الجوي المُنخفض مُعلنةً تشكل إعصار.
بالرغم من أن منطقة خط الإستواء تمتمع بدرجات حرارة مُرتفعة جداً وعلى مدار العام، ويتوافر بها بخار الماء والطاقة الحرارية الكامنة بكثافة إلا أنه لا يُمكن تشكل أعاصير مدارية في منطقة خط الإستواء ونادراً حتى ما تقترب منه، ويعود السبب علمياً وراء ذلك إلى قوة فيزيائية تؤثر على الأجسام فوق سطح الأرض تُسمى بقوة "كوريوليس"، وهي قوة تنتج عن دوران الأرض حول نفسها مما يؤدي إلى انحراف الهواء في الغلاف الجوي بدلاً من الدوران في نمط مستقيم، ويكون انحراف الهواء باتجاه اليمين في نصف الكرة الشمالي وباتجاه اليسار في نصف الكرة الجنوبي.
تحتاج الأعاصير المدارية لقوة كوريلويس لأنها تساعد في التحكم بالاتجاه الذي تدور فيه، على سبيل المثال في نصف الكرة الشمالي ينتج عن الهواء المتجه لليمين حركة تدور بعكس اتجاه عقارب الساعة، والعكس يحدث في نصف الكرة الجنوبي وهذا التغيير في أنماط الرياح ينتج عن قوة كوريوليس، ولكن عند خط الإستواء تنعدم قوة كوريلويس ويكون مقدارها صفر (0) ولكنها تزداد ويُصبح تأثيرها أقوى مع زيادة خط العرض.
وهذا ما يُفسر عدم قدرة الأعاصير التشكل فوق خط الإستواء نظراً لإنعدام تأثير قوة كوريوليس، ولكن قد يخطر في اذهانكم تساؤول ماذا لو استطاع الإعصار وصول خط الإستواء وعبوره.
افتراضياً حتى حال استطاع الإعصار المضي قدماً إلى خط الإستواء و الوصول للجانب الآخر منه (رغم استحالة ذلك لأن قوة "كوريوليس" تتسبب في تقوّس مسارات الأعاصير بعيداً عن خط الاستواء أيضاً) فإنه سيتبدد سريعاً وينتهي به المطاف نتيجه دوران الرياح بالاتجاه المُعاكس للاتجاه الذي تدور فيه الرياح حول الإعصار عندما كان في موطنه.
خارطة توضح المسارات التي تسلكها الأعاصير حول العالم.
ولله في خلقه شؤون
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول