في اليوم العالمي للطفل.. كيف تؤثر أزمة المناخ على الأطفال؟

2024-11-20 2024-11-20T09:16:00Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب-يؤثر تغير المناخ على الجميع، لكنه يثقل كاهل الأطفال بشكل خاص، رغم أنهم الأقل مسؤولية عن حدوثه. يواجه كل طفل في العالم اليوم حدثًا مناخيًا واحدًا على الأقل سنويًا، مثل الأعاصير أو موجات الحر. 

أكثر من نصف أطفال العالم - أي ما يزيد عن مليار طفل - معرضون لمخاطر شديدة جراء الكوارث المرتبطة بالمناخ. أما الأطفال الذين وُلدوا في عام 2020، فمن المتوقع أن يواجهوا في المتوسط أحداثًا مناخية وطقسًا أكثر تطرفًا بمقدار 2 إلى 7 مرات مقارنة بأجدادهم.

هذه التحديات تعمق من عدم المساواة في حياة الأطفال، وتهدد حقوقهم الأساسية، خاصةً أولئك الذين يعيشون في ظروف الفقر. فالكثير منهم يُجبرون على ترك منازلهم، أو الزواج المبكر، أو العمل القسري، بل وحتى الانخراط في النزاعات المسلحة. 

الجفاف يؤدي إلى تدمير المحاصيل وتفاقم الجوع، بينما تتسبب الفيضانات في هدم المدارس، ما يحرم الأطفال من التعليم، ويؤثر على صحتهم من خلال انتشار الأمراض المنقولة بالمياه. 

استمر في القراءة أو استكشف التأثير الحقيقي لتغير المناخ على الأطفال

 

الفيضانات والجفاف: تهديد مستمر للأطفال  

يعيش حوالي 1.2 مليار طفل حول العالم في مناطق معرضة لمخاطر الفيضانات أو الجفاف الشديد أو غيرها من التهديدات المناخية. وتعتمد غالبية أسر هؤلاء الأطفال على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، خاصة في مناطق جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.  

ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، تزداد وتيرة وشدة الفيضانات والجفاف، مما يضر بالأراضي الزراعية، ويؤثر بشكل مباشر على قدرة الأطفال على البقاء والتعلم والشعور بالأمان.  

 

قصة عفسة: قوة الطفولة في مواجهة الكوارث 

تعيش عفسة، البالغة من العمر 9 سنوات، مع أسرتها في قرية بسيلهيت في بنغلاديش، وهي منطقة معروفة بتعرضها الكبير لتغير المناخ بسبب مخاطر الفيضانات المتكررة.  

وفي عام 2022، ضرب فيضان مدمر منزل عفسة، مما حرمها من الذهاب إلى المدرسة وأصابها وأشقائها بالمرض. تصف عفسة هذه الفترة قائلة:  

"عانينا كثيرًا أثناء الفيضان. لم يكن بإمكان الأطفال حتى اللعب."

ورغم صغر سنها، أظهرت عفسة شجاعة مذهلة، حيث تعاونت مع شقيقها لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الحيوانات باستخدام قارب. وقالت بفخر:

  
"أنا أحب الدجاج كثيرًا، لهذا السبب فعلت ذلك."

وخلال الأزمة، حصلت والدتها، رولي، على دعم مالي طارئ من مشروع "سوتشانا" التابع لمنظمة "أنقذوا الأطفال". ساعدتهم هذه الأموال على شراء المزيد من البط وإصلاح منزلهم، مما ساهم في تعافيهم من آثار الفيضان.  

قصة عفسة تلقي الضوء على معاناة الأطفال وأسرهم في مواجهة تغير المناخ، لكنها تعكس أيضًا قوتهم وإرادتهم في التغلب على المحن.

 

 

الجفاف في غواتيمالا: معاناة مستمرة للأسر  

 

قصة والمار

يعيش والمار مع أسرته في "الممر الجاف"، وهي منطقة في غواتيمالا تشهد جفافًا شديدًا وتعتبر واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ. تُصنف غواتيمالا ضمن أكثر 10 دول عرضة لتداعيات تغير المناخ عالميًا. أدى تغير أنماط الطقس وقلة هطول الأمطار إلى صعوبة زراعة المحاصيل التي تعتمد عليها العائلات.  

تقول ماريا، والدة والمار:  

"عندما كنت صغيرة، كان والدي يزرع الذرة التي تنمو طويلًا جدًا دون الحاجة إلى سماد. أما الآن، فلا يمكننا زراعة أي شيء."

كان والدا والمار يعملان في زراعة المحاصيل لتوفير قوت يومهم، لكن تغير المناخ والجفاف الحاد جعلا الزراعة شبه مستحيلة.  

 

دعم الأمل وسط الجفاف  

للتغلب على هذه التحديات، تلقت أسرة والمار تحويلات نقدية من منظمة "أنقذوا الأطفال"، مما مكنهم من شراء الطعام خلال فصل الصيف عندما لم تكن الزراعة ممكنة.  

تقول ماريا عن هذه التجربة:  

"كان الأطفال في غاية الحماس للذهاب معي إلى السوق لشراء الطعام، يركضون فرحين." 

ساعدت هذه التحويلات النقدية الأسرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، مثل الغذاء، والاستثمار في سبل عيشها، وتأمين مستقبل أفضل لأطفالها.  

قصة والمار تجسد واقعًا مريرًا، لكنها تسلط الضوء على أهمية المساعدات الإنسانية في تخفيف آثار تغير المناخ على المجتمعات الأكثر تضررًا.  

 

 

العواصف المدارية: خطر كبير على حياة الأطفال

 العواصف المدارية هي أنظمة طقس قوية تصاحبها رياح عنيفة وأمطار غزيرة، مما يجعلها مدمرة وخطيرة. هذه العواصف لا تهدد الأرواح فقط، بل تتسبب أيضًا في فيضانات، عواصف شديدة، رياح مدمرة، وأعاصير.  

الأطفال هم الأكثر تأثرًا بتداعيات العواصف المدارية، حيث قد تجرفهم الفيضانات بسهولة، أو يتعرضون لإصابات قاتلة جراء انهيار المباني أو تطاير الحطام. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الأطفال غير قادرين على السباحة أو ضعفاء أمام قوة التيارات المائية.  

تسبب هذه العواصف أيضًا أمراضًا منقولة بالمياه، مما يضر بصحة الأطفال ويعيق قدرتهم على التعلم والنمو.  

 

الأعاصير في فانواتو: قصة لي روي

في مارس 2023، واجه لي روي، 15 عامًا، مع أسرته تأثير إعصارين مداريين هما *جودي* و*كيفن* في فانواتو، وهي جزيرة في المحيط الهادئ معرضة لتغير المناخ.  

تحدث لي روي عن الأضرار التي لحقت بمجتمعه:  
"كان هناك الكثير من التسريبات في المنازل وسقطت الأسقف، كما دُمر سقيفة المرحاض لدينا، وأصبح الطريق غير قابل للاستخدام بسبب فروع الأشجار المتساقطة."

يرى لي روي وصديقته راشيل ضرورة التصدي لتغير المناخ لضمان مستقبل أفضل لمجتمعهما، حيث يساعدان في تنظيف القمامة وزراعة أشجار المانغروف على طول الساحل للحد من تأثير ارتفاع مستوى البحر.  

 

موجات الحر: تهديد للصحة والتعليم  

مع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، أصبحت موجات الحر تهدد صحة الأطفال وتحرمهم من فرص التعليم. يعاني الأطفال المتأثرون بالفقر والتمييز بشكل أكبر من آثار الحرارة الشديدة.  

وفقًا لتقرير "Born into the Climate Crisis" الصادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" وجامعة بروكسل الحرة، فإن الأطفال المولودين في عام 2020 سيواجهون موجات حر أكثر بسبع مرات مقارنة بأجدادهم.  

 

موجات الحر في زامبيا: قصة جوستينا  

تعيش جوستينا، 16 عامًا، مع أسرتها في لوساكا، زامبيا، وتشهد على التأثير المتزايد لموجات الحر على مجتمعها. الحرارة الشديدة تؤدي إلى تلف الطعام وانتشار الأمراض مثل الإسهال، مما يمنع العديد من الأطفال من الذهاب إلى المدرسة.  

تقول جوستينا:  
"الكثير من الأطفال يعانون بسبب الإسهال ولا يذهبون إلى المدرسة. الجو حار جدًا، والطعام يفسد، مما يسبب المرض."

حتى التعليم تأثر، حيث يعاني الطلاب من الإغماء بسبب الحرارة، بما في ذلك جوستينا نفسها.  

"لقد أغمي علي يوم الاثنين، وصديقتي يوم الجمعة. إنه أمر سيء للغاية." 

تأمل جوستينا أن يتمكن مجتمعها من مواجهة هذه التحديات من خلال زيادة الوعي، زراعة الأشجار، واستخدام وسائل النقل العام، لتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة.  

 

 

 

 

العناية بالأطفال في مواجهة تغير المناخ  

يتطلب تغير المناخ اهتمامًا خاصًا بالأطفال، فهم الأكثر عرضة لتأثيراته الضارة على الصحة، التعليم، والأمان. الفيضانات والجفاف يعرضانهم للجوع والأمراض، بينما تهدد العواصف المدارية حياتهم بشكل مباشر. كما تؤدي موجات الحر إلى تراجع قدراتهم التعليمية والصحية.  

لضمان مستقبل أفضل لهم، يجب أن تتضافر الجهود المحلية والدولية لتقديم الدعم الفوري مثل المساعدات النقدية، وتوفير التعليم البيئي، وتعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع تغير المناخ. حماية الأطفال اليوم تعني تأمين قادة الغد ومجتمعات أقوى في المستقبل.

 

 

شاهد أيضا:

كوب 29: كل ما تحتاجون معرفته حول مؤتمر المناخ العالمي الذي بدأ اليوم في أذربيجان

التغير المناخي: صرخة الطبيعة الأخيرة لإنقاذ الكوكب

 

 


المصادر:

savethechildren

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

السعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالمي

السعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالمي

الأردن | بداية مستقرة لأربعينية الشتاء وأجواء باردة في مختلف المناطق مع ظهور السحب المتفرقة

الأردن | بداية مستقرة لأربعينية الشتاء وأجواء باردة في مختلف المناطق مع ظهور السحب المتفرقة

الأردن - تحديث جوي | سحب ممطرة تؤثر على بعض المناطق الجنوبية يصاحبها تشكل للضباب

الأردن - تحديث جوي | سحب ممطرة تؤثر على بعض المناطق الجنوبية يصاحبها تشكل للضباب