موقع ArabiaWeather.com- يحتل فيروس إيبولا الصفحات الأولى في الصحف الإلكترونية والمطبوعة وذلك لسرعة انتشاره ولتخطّيه العديد من الدول، ولأن فيروساً كهذا من الطبيعي أن يكون له حُصةً من الأخبار فإن ذلك يعني وجود الأخبار والمعلومات التي بعضها يحتمل الصواب وبعضها يحتمل الخطأ.
وقد بات من الضروري توضيح المعلومات الأساسية المتعلقة بالفيروس القاتل والذي يهدد الكثير من الدول.
ما هو فيروس إيبولا؟
مرض فيروس إيبولا هو مرض فيروسي حاد كان يعرف باسم حُمى إيبولا النزفية وهو ناتج عن ثلاثة من خمسة أنواع من الفيروسات، اثنان من هذان الفيروسان قادران على إصابة البشر، وقد يصاب بها المرء ولكنه لا يلاحظ، كما أن هناك أنواع أخرى يمكن أن تسبب درجات متفاوتة من المرض، وللأسف فإن فيروس "إيبولا زائير" هو السلالة الأكثر فتكاً منه، ويعتبر هذا النوع هو السبب الحقيقي وراء الحمى المندلعة هذه الأيام، والتي حصدت أرواح 90٪ من الحالات المصابة.
ما هو أصل المرض؟
ليس واضحاً تماماً من أين نشأ الفيروس وما هو مصدره الأصلي، على الرغم من أنه يُعتقد أن الخفافيش كانت تأوي الفيروس في مسالكها الهضمية، ولذلك فمن المرجح أن الفيروس قد انتقل إلى الحيوانات الأخرى التي آوته أيضاً في أمعائها أو مسالكها الهضمية، ثم انتقل الفيروس إلى البشر مع عمليات صيد وأكل الحيوانات المصابة.
ويُعتقد أن كلا من الخفافيش والخنازير والكلاب تنقل وتحفظ الفيروس، وقد كان أصابة للمرض في الإنسان بالسودان، وقد توفي جرّاء الإصابة بهذا الفيروس من بين الـ 284 مصاباً توفي 151 شخصاً أي ما يعادل 53% منهم.
يستغرق الإحساس بأعراض هذا الفيروس فترة تصل إلى 21 يوماً، وهي تشبه الأنفلونزا بما في ذلك آلام عامة في الجسد وآلام في البطن والحمى والقيء والإسهال، ما يؤدي إلى الجفاف وفشل الكبد والكلى والنزيف، حتى أن بعض المرضى تتطور حالتهم إلى ما يعرف بـ "عاصفة السيتوكين"، التي تكون فيها الإستجابة المناعية غير منظمة وتفرز كميات زائدة من بروتين السيتوكين وخلايا المناعة تدمر الأنسجة والأعضاء، مع نتائج قاتلة.
ومع ذلك، هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تسبب هذه الأعراض، لذلك لابد من اختبارات الدم لكي يتم استبعاد أمراض أخرى مثل الملاريا والتهاب الكبد والكوليرا والتهاب السحايا وغيرها.
لا يوجد حاليا لقاح لمنع الإصابة بفيروس إيبولا أو للقضاء عليه، رغم الجهود المتواصلة عالمياً، ولكن أفضل مسار للعلاج هو دعم المريض طبياً عن طريق السوائل الوريدية لمنع الجفاف، والحفاظ على برودة جسمه الأمر الذي من شأنه التخفيف من آثار الحمى، كما يمكن استخدام بعض مسكنات الألم لإعطاء المريض نوعاً من الراحة، ومراقبة مستويات الأكسجين وكذلك ضغط الدم.
كيف يمكن تشخيص المرض بسرعة في مراحله الأولى ؟
لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال حتى الآن، فبعض الجهات تدعي أن معدل الوفيات بين حالات المصابين 50-90٪ نتيجة التأخر في تشخيص المرض، والتشخيص المبكر يعتمد على عوامل كثيرة، بما في ذلك نوع سلالة الفيروس التي تسبب العدوى والرعاية الطبية المتاحة، والتي لديها القدرة للتعرف على المرض واعطاء العلاج في وقت مبكر لمقاومة العدوى.
وكون الأعراض عامة نوعاً ما وتشبه الكثير من الأمراض الأخرى، تحدث أخطاء كثيرة في تشخيص حالة المرضى، وهذا ما قد يؤخر العلاج.
كيف ينتشر؟
يمكن أن ينتشر الفيروس عن طريق الإتصال مع سوائل الجسم، وهو ما يمثل إشكالية في علاج المرضى بسبب احتمالية التعرض لإفرازات المريض من العرق والقيء والإسهال، وفيروس إيبولا من الفيروسات الفريدة من نوعها إلى حد ما في أنه لا يزال شديد الضراوة حتى بعد وفاة العائل، ما يعني أن الذين يقومون بإعداد الجسم للدفن بعد الوفاة يجب عليهم اتخاذ الإحتياطات القصوى.
ما هي الأرقام الحقيقية حول التفشي الحالي للمرض ؟
أُعلن ظهور المرض رسمياً في مارس/آذار في غينيا، ومنذ ذلك الحين، انتشر إلى ليبيريا وسيراليون، ونيجيريا، كما أصيب بالفيروس اثنان من الأمريكيين كانوا في أفريقيا، وكان من المخطط نقلهم إلى مستشفى جامعة ايموري في أتلانتا من أجل الحصول على علاج أفضل مما هو متوفر في غرب أفريقيا، ومن أجل فهم أفضل لهذا المرض.
ونشرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً، بياناً قالت فيه أن عدد ضحايا حمى إيبولا غرب افريقيا ارتفع إلى 887 شخصاً، بالإضافة إلى إصابة 1603 آخرين بالعدوى، وهذا هو أكبر اندلاع للفيروس منذ اكتشافه على الإطلاق.
يشار إلى أن حوالي 60 شخصاً من المتوفين كانوا من العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين كانوا يسعون للسيطرة على المرض.
هل من داع للقلق؟
رغم أن الكثيرين في العالم المتقدم يخشون المرض، إلا أن العديد من مسؤولي الصحة أكدوا أن السبب الوحيد والأكبر وراء التفشي الكبير له يرجع للمناطق التي ظهر فيها والتي تفتقر إلى نُظم الرعاية الصحية الكافية، كما أنها غير قادرة على توفير العلاج اللازم للمرضى أو أدوات الوقاية الشخصية للعاملين في مراكز الرعاية الصحية، أي أن الظروف غير الصحية تسمح باندلاع متسارع لا يمكن ايقافه للفيروس.
ما هي العوامل الإجتماعية التي تساعد على انتشار المرض؟
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس ينتشر أسرع مما يمكن احتوائه، وعدا عن طبيعة الفيروس في شدة العدوى، تساعد عوامل اجتماعية على زيادة انتشار المرض.
فبعض المعتقدات والعادات الإجتماعية تدفع الناس إلى إخفاء بعض الحالات المصابة، كما يعتقد البعض منهم أن معدل الوفيات المرتفع يعني أن الدخول في الحجر الصحي هو الموت المحقق، ما يدفعهم إلى الإبتعاد عن العناية الصحية، كما أن اتباع عادات الدفن غير الصحية تساهم أيضاً في انتشار المرض.
ما هي سبل الوقاية من المرض؟
يمكن للشخص العادي القضاء على فرص إصابته بالفيروس عن طريق تجنب المواقع التي يوجد فيها وباء الفيروس، أما في حال دخول تلك المناطق، فإنه يجب التأكد من غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ، وتجنب لمس العينين والأنف والفم.
كما يجب تجنب الإتصال مع أي من السوائل التي تخرج من أجسام المصابين، وفي حال التعرض للإصابة وظهور بعض الأعراض، فيجب المسارعة إلى الإنعزال عن الوسط المحيط وطلب المساعدة الطبية (روسيا اليوم).
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول