كيف تتغلب السناجب على تحديات فصل الشتاء

طقس العرب - السناجب هذه الحيوانات اللطيفة قد تصبح أكثر لطافة في مظهرها وسلوكها مع اقتراب الشتاء، فبينما يلجأ الناس خلال برد الشتاء إلى قضاء معظم وقتهم في الداخل ولبس عدة طبقات من الملابس، يتبع السنجاب استراتيجية مشابهة للتعامل مع تحديات الشتاء، حيث تعمد السناجب إلى تسمين نفسها وبناء طبقات من الدهون واللجوء إلى بيتها الدافئ، وقد لوحظ اختلاف سلوك السنجاب قبل الشتاء، عندما يبدأ الطقس بالتغير ويصبح أكثر برودة في الخريف، حيث يُصبح اقبال السناجب على جمع الجوز ودفنه سلوكاً مميزاً لهذه الثديات الصغيرة، لكن لماذا تفعل ذلك إذا كانت ستدخل في سبات الشتاء؟

كيف تقضي بعض الحيوانات فترة الشتاء

يتميز الشتاء بظروف جوية خاصة منها انخفاض درجات الحرارة، والتي قد تصل إلى ما دون الصفر المئوي في بعض المناطق، وهطول الثلوج، وتجمد سطح المياه في بعض البرك والبحيرات، وقد يكون الشتاء جافاً ويقل مورد المياه، بالإضافة إلى قلة النباتات وانخفاض وفرة الطعام للحيوانات، لذلك تلجأ بعض الحيوانات إلى قضاء فترة الشتاء في النوم وبعضها يدخل في السبات الشتوي للحفاظ على طاقتها والبقاء على قيد الحياة، ففي السبات الشتوي (Hibernation) ينخفض معدل ضربات قلب الحيوان ومعدل تنفسه ودرجة حرارة جسده، كما تنخفض معدلات الأيض، وقد تستمر فترة السبات لبعض الحيوانات إلى عدة مواسم أو حتى سنوات، فهل تدخل السناجب في السبات الشتوي؟  

في الحقيقة، لا تدخل معظم السناجب في حالة سبات حقيقي كما تفعل بعض الحيوانات، فبعض الحيوانات كالسلاحف، وبعض أنواع الدببة، وجرذان الأرض، والقنافذ، كلها تسمن نفسها وتنام خلال أشهر الشتاء الباردة، إلا إنهم لا ينامون طوال الوقت، فقد تخرج العديد من هذه الحيوانات لتلبية احتياجاتها من الطعام والماء، على الرغم من انخفاض هذه الاحتياجات بشدة خلال هذا الوقت.

لماذا لا تدخل السناجب في سبات الشتاء؟

لا تحتاج السناجب إلى الدخول في السبات الشتوي لأنها تتخذ استعداداتها بمجرد حلول فصل الشتاء، فالسناجب تستشعر قدوم الشتاء، وعندها تبدأ العمل لتتأكد من أن أعشاشها دافئة ومخازن الطعام لديها ممتلئة، هم يستشعرون قدوم الشتاء بواسطة نظام الغدد الصماء العصبي الداخلي لديهم، والذي يسمح لهم بالشعور بأن طول اليوم يتغير بمجرد حلول الخريف، فيعلمون أن الوقت قد حان لبدء الاستعداد.

أين تعيش السناجب في الشتاء؟

تنام السناجب في أعشاش مبنية من الأغصان والأوراق والطحالب، حيث تبني السناجب هذه الأعشاش في الأشجار العالية، أو على أسطح الأكواخ، وينامون فيها طوال العام، إلا أن بعض السناجب تحتفظ بأعشاش متعددة من أجل الحصول على أماكن احتياطية، فيكون لديهم عدة طرق للهروب من الحيوانات المفترسة، أو في حالة تعرض عش واحد أو أكثر للاختراق من قبل البشر أو لصوص الأعشاش، لكن مع اقتراب فصل الشتاء، تحتاج السناجب إلى تجهيز عشها ليكون أكثر دفئًا، وفي حال كان لديهم أعشاش متعددة يختارون أكثرها دفئًا.

ما نوع الأشياء التي تخزنها السناجب في الشتاء؟

تحرص السناجب بالإضافة إلى اكتساب قدر كبير من الوزن قبل فصل الشتاء، على أن تكون مخازنها ممتلئًا أيضاً، حيث تمارس السناجب شيئًا يسمى الاكتناز المبعثر، فتضع المكسرات والبذور والتوت والعظام والحشرات في جميع أنحاء أعشاشها حتى يتمكنوا من الوصول إليها بسهولة، كما تلجأ السناجب إلى نثر وتوزيع مخزونها في أماكن أخرى أيضاً.

تبدأ السناجب عملية الاكتناز عن طريق دفن الكثير من غنائمها التي تجمعها في جميع أنحاء الفناء حول منطقة الاعشاش، يفعلون ذلك في محاولة للتخلص من لصوص الطعام وتضليلهم عن المكان الحقيقي للطعام، وتتذكر معظم السناجب المكان الذي دفنت فيه طعامها عن طريق تقنية تسمى التقطيع المكاني (spatial chunking)، فيعودون بعد ذلك للحفر واسترجاع المكسرات في ساعات النهار الدافئة من الشتاء، والسناجب لا تخطئ، فهي مخلوقات مجتهدة ودقيقة، ودائما لديها خطط احتياطية.