طقس العرب – شهر رمضان المبارك، شهر فضله الله تعالى وميزه عن بقية الشهور، وقد كان السلف الصالح يفرحون لقدوم شهر رمضان المبارك فرحاً شديداً، وماذا عنا الآن، كيف يستقبل المسلمون هذا الشهر الفضيل؟
رغم التحول الكبير الذي يشهده العالم في معظم جوانب الحياة، إلا أن شهر رمضان بقي الاستثناء من حيث حِفاظ المسلمين فيه على بعض التقاليد التي ميزته منذ قرون، والتي تشمل كل جوانب الحياة بما فيها الجانب الديني والاقتصادي والاجتماعي وبعض السلوكيات الغذائية.
وفي معظم الدول يبدأ الاستعداد لشهر رمضان المبارك قبل مدة من حلوله، فتتعدد مظاهر التحضيرات والاستعدادات، وتبدأ معظم الأسر في أعمال تنظيف شاملة للمنازل وربما تجديد الأواني وتحضير وخزن المونة الغذائية الأساسية التي ستستخدم على امتداد الشهر، كما تشمل الاستعدادات الأسواق والمساجد التي تنظف وتُزين وتهيّأ استعدادًا لاستقبال روادها خلال الشهر الفضيل.
ومن الاستعدادات الجميلة للشهر الفضيل حلقات الوعظ الديني والمحاضرات الدينية التي تحث على القيم الإسلامية السمحة، خاصة قيم التعاون والتضامن وهو ما ينعكس بصفة جلية على الممارسات الاجتماعية من خلال تقديم المساعدات للأسر المحتاجة وتنظيم طرود الخير، وهي أعمال تتكفل بها بعض المؤسسات والعائلات ميسورة الحال.
كان لشهر رمضان مكانةٌ خاصّةٌ عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعند الصحابة رضي الله عنهم، وكان صلّى الله عليه وسلّم يُبشّرهم بقدومه، فقد رُوي عنه عليه الصلاة والسلام أنّه كان يقول: (أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).
وممّا يدلّ على عِظَم مكانة شهر رمضان المبارك في قلوب الصحابة رضي الله عنهم أنّهم كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ستّة أشهرٍ أن يُبلّغهم رمضان، ويدعونه ستّة أشهرٍ أخرى أن يتقّبل أعمالهم فيه، وقد كان السَّلَف الصالح يستعدّون لاستقبال شهر رمضان بالدعاء، والتضرُّع إلى الله سبحانه وتعالى، لا سيّما أنّ شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، وهو شهر القرآن الكريم وشهر الصيام والتهجُّد والصبر والدعاء، وله فضائل عظيمة، ولذلك ينبغي لكلّ مسلمٍ الاستعداد لاستقبال الشهر المبارك، واستغلاله بالطاعات، والعبادات، وإظهار الفرح والسرور بقدومه.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول