طقس العرب - تُشير أغلب مراكز الرصد والوكالات العالمية من ضمنها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى تطور ظاهرة اللانينا من جديد للعام الثاني على التوالي، فبعد أن سادت خلال الموسم المُنصرم، تعود من جديد لتعصف بالغلاف الجوي، ويُراقب كادر التنبؤات الجوية في طقس العرب عن كثب تبعاتها المُحتملة على الموسم المطري القادم.
تُعرف ظاهرة اللانينا بدايةً على أنها انخفاض بدرجات حرارة سطح المياه في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي عن معدلاتها العامة بأكثر من 0.5 درجة مئوية.
وبحسب ما أعلنتهُ الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) فظاهرة اللانينا عادت من جديد لتُسيطر على المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي، ويُتوقع استمرارها بنسبة تتجاوز 87% خلال الشتاء القادم، وتؤثر ظاهرة اللانينا بشكلٍ رئيسي على الأنظمة الجوية في الغلاف الجوي والتي تؤدي الى انعكاس ذلك على حالة الطقس في مختلف مناطق العالم.
وارتبطت اللانينا احصائياً بتزايد الحالات الجوية تطرفاً، لتقبع القارة الأسترالية باشتداد الامطار بسبب انحسار المياه الدافئة غرب المحيط الهادي، في المقابل ضعف الأمطار في سواحل البيرو وامريكا الجنوبية، كل ذلك يعكس لاحقا تغير في الانظمة الجوية في العروض الوسطى والعليا وحصول تغيرات في حالة الطقس في مناطق واسعة.
تهب الرياح التجارية من الشرق إلى الغرب في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي كنتيجة لدوران الأرض حول نفسها ومن هُنا تبدأ حكاية اللانينا، حيث مع تزايد نشاط الرياح التجارية تدفع هذه الرياح الماء الدافئ إلى الجزء الغربي منه لتقل كثافة الهواء ويخف مقارنةً بالجزء الشرقي، ليرتفع الهواء الدافئ الرطب مُشكلاً نظام من الضغط الجوي المُنخفض، ثم ينتقل الهواء مرة أخرى على طول الجزء العلوي من طبقة التروبوسفير باتجاه شرق المحيط الهادئ مكونًا حلقة، ثم يتقارب هذا الهواء البارد علوياً ويهبط على طول الساحل الشرقي للمحيط الهادي مُشكلاً منطقة من الضغط المُرتفع، ومن ثم تتحرك الرياح التجارية سطحياً من النظام المُرتفع إلى المنخفض لتكتمل بذلك الدورة، وهي تُعرف بدورة ووكر.
ولا يقتصر تأثير ظاهرة اللانينا على الحركة العمودية للهواء في خط الاستواء، حيثُ يتفرع الهواء الصاعد من المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ بعيداً عن خط الاستواء باتجاه خطوط العرض الأعلى شمالاً وجنوباً، مُنتقلاً بذلك الهواء الاستوائي الحار نحو مداري السرطان والجدي ليهبط نحو سطح الأرض ويعود مرة أخرى الى خط الاستواء ويُسمى ذلك دوران هادلي.
ويتكون التيار النفاث شبه الاستوائي نتيجة التقاء الرياح العلوية من دورة هادلي مع دورة فيرل، مما يعني أن ظاهرة اللانينا تؤثر بشكلٍ غير مُباشر على التيار النفاث شبه الاستوائي والمرتفعات الجوية التي تنشاً على خطوط عرض قريبة من 30 درجة شمالاً مثل المرتفع شبه المداري، كما ويمتد تأثير ظاهرة اللانينا نحو المحيط الهندي، اذ تؤدي بشكل غير مباشر إلى خفض درجة حرارة سطح المياه في القسم الغربي من المحيط الهندي وبحر العرب مما يؤدي إلى تناقص كمية بخار الماء المُندفع نحو أجواء الجزيرة العربية بعد مشيئة الله.
وتُعتبر ظاهرة اللانينا ظاهرة إحصائية بالأساس، أي أنها تعتمد على شذوذ درجات الحرارة خلال فترة زمنية مُعينة (منذُ بداية السجلات المناخية أي منذ عام 1960م)، وترتبط ظاهرة اللانينا إحصائياً بمواسم أمطار أقل من المُعدل على المشرق العربي، على النقيض تماماً في مناطق المغرب العربي بزيادة الأمطار وانخفاض الحرارة عن معدلاتها وزيادة فُرص حدوث الفيضانات والسيول في مناطق المغرب العربي بمشيئة الله.
ويُشير طقس العرب أن تأثير ظاهرة اللانينا ونظيرها النينو تكون أكثر وضوحاً في على أجواء المناطق الاستوائية والمناطق القريبة منها، إذ أن ظاهرة اللانينا ليست المسبب الوحيد لجميع ظواهر الطقس في العالم، بل هي متغير جوي يساهم ضمن عشرات المتغيرات الأخرى في حالة الطقس، حيثُ تنتج حالة الطقس عن مُحصلة عوامل جوية مُعقدة، وليست حكراً ونتيجة لظاهرة جوية بعينها.
للمزيد من الأخبار حمّل تطبيق طقس العرب، من هنا
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول