طقس العرب- مع بداية ظهور جائحة كورونا، كان غالبية الناس يأخدون احتياطاتهم باتخاذ اجراءات أكثر حزمًا والتزامًا لحماية أنفسهم من الاصابة بالعدوى، لكن وبعد شهور طويلة من الحجر قد تقل هذه الاجراءات ويصبح الناس أكثر استسهالًا في التعامل مع الاحتياطات.
يعود هذا التهاون الذي قد يصاب به البعض إلى ظاهرة غير المقصودة تُعرف بـ"إجهاد الحذر"، والسبب في ذلك هو العقل.
كان كورونا في البداية تهديد جديد ومُلح للعقل. فجعلك متيقظًا وتواكب الطرق التي تجنبك الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد؛ وذلك بدافع من الغريزة البشرية للحفاظ على الذات
ولكن بعد شهور من الالتزام والحجر ، قد يكون هذا الشعور الطارئ قد تلاشى. وتحدث ظاهرة إجهاد الحذر "عندما يظهر الناس حافزاً أقل للامتثال لإرشادات السلامة، وفقاً لجاكلين جولان، المختصة بالطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرج للطب.
وقالت جولان :"ينعكس ذلك عندما ينفد صبرنا مع التحذيرات، أو عندما نعتقد أن التحذيرات غير حقيقية أو ليست ذات صلة، أو نزيل التأكيد على الخطر الفعلي. ومن خلال القيام بذلك، فإننا نتوقف عن اتباع سلوكيات السلامة مثل غسل اليدين، وارتداء الأقنعة، والتباعد الاجتماعي"، نقلًا عن "سي ان ان"
الإصابات بكورونا تتجاوز المليونين في أمريكا والوفيات تتخطى 112 ألفا
تحدث ظاهرة "إجهاد الحذر"؛ لعدة أسباب، منها: الإجهاد المزمن، وانخفاض الحساسية للتحذيرات وعدم القدرة على معالجة معلومات جديدة مع الآخرين.
يمكن مكافحة إرهاق الحجر الصحي عبر الرعاية الذاتية والمحادثات مع الأحباء وتحويل طريقة التفكير ليبدو اتباع الإرشادات أمراً مجزياً بدلاً من أن يكون مخيفاً.
وأشارت جولان إلى أن التعب قد ينجم عن انخفاض الحساسية تجاه التحذيرات المتكررة.
وتنشط اللوزة الدماغية، وهي منطقة الدماغ التي تسجل الخوف، عندما نرى أو نسمع أي تهديد، وفي هذه الحالة معلومات حول الجائحة. وعندما تدرك أدمغتنا التهديدات، يتم نقل الخوف في جميع أنحاء الجسم عن طريق هرمونات الإجهاد والجهاز العصبي الودي.
وبعد إطلاق نظام الإنذار في الدماغ، يستعد الجسم ليقوم بفرز نفسه والرد على أسئلة مثل، "هل أحصل على المزيد من البقالة اليوم؟" أو "هل أقابل أصدقائي؟"
وتساعد منطقة الحُصين في الدماغ على تقييم سياق التهديد المتصور وما إذا كان حقيقياً.
ويمكن لإدراك السيطرة، كوسيلة لإدارة التهديدات، أن يجعلك أكثر ثقة بشأن الأشياء التي أخافتك ذات مرة، لأنك مطمئن بأنك في أمان الآن، تماماً مثل مشاهدة فيلم رعب للمرة الثانية أو الثالثة، فهو ليس مخيفاً مثل مشاهدته للمرة الأولى.
وأوضحت جولان أن "الأشخاص قد يفترضون أن الأمر غير مهم، مثل عدم رؤيتهم لأي شخص مريض من حولهم، أو عدم معرفة ما الذي يحدث، فلماذا يكترثون للأمر؟ ولذلك قد يفترض الأشخاص شعوراً بالثقة أو إدراك السيطرة على مواجهة المواقف المحفوفة بالمخاطر".
وتقوم أدمغتنا بتعديل إدراك الإنذارات لتقليل الضغط، لذلك يستغرق الأمر وقتاً أطول للاستجابة للتحذير أو تجاهله. لذا، قد تقوم بتطهير بعض منتجات البقالة فقط وليس جميعها أو تغسل يديك من حين لآخر بدلاً من غسلها بشكل متكرر.
المصدر: سي ان ان
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول