لماذا لا تتحمل مدننا الأمطار الغزيرة؟

2023-11-18 2023-11-18T12:15:55Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - تتساقط أمطار غزيرة على أنحاء مختلفة حول العالم مع دخول فصل الشتاء ومع التحذيرات من الظروف الجوية القاسية وانقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق؛ بسبب هطول الأمطار الغزيرة قد يؤدي إلى فيضانات وحوادث سيارات وأضرار في الممتلكات؛ وبسبب ذلك يجب النظر إلى أهمية التخطيط لمواجهة الأمطار الغزيرة والظروف المتطرفة، وتحذير الناس من تأثيراتها المحتملة، ولكن في البداية علينا أن نجيب عن سؤال لماذا لا تتحمل مدننا الأمطار الغزيرة؟

 

لماذا لا تتحمل مدننا الأمطار الغزيرة؟

الجواب: إن تكامل تخطيط المدن للتعامل مع هطول الأمطار الغزيرة أمر ذو أهمية بالغة لتقليل الخسائر في الممتلكات، وتقليل المخاطر على الأرواح، والحد من أي تأثيرات سلبية على البيئة الطبيعية، خاصة فيما يتعلق بالممرات المائية حيث يقوم الباحثون حاليًا بإجراء دراسات حول كيفية إيجاد حلول صديقة للبيئة لقضايا الاستدامة وإمدادات المياه على المدى الطويل، ويشكل جزءًا مهمًا من هذا البحث للنظر في كيفية تصميم مدننا بشكل أفضل، وليس فقط لمنع الفيضانات، ولكن أيضًا للتعامل مع هذه الأحداث بطريقة تقلل من الأضرار والخسائر.

وتغطي معظم المدن أسطحًا صناعية مثل الطرق والأرصفة، مما يعيق امتصاص التربة لهطول الأمطار الطبيعية وتجديدها للمياه الجوفية، وتزيد هذه الأسطح غير المنفذة من تسرب المياه، مما يتسبب في تلوث الممرات المائية بالملوثات الحضرية، ويرفع من خطر حدوث فيضانات فجائية.

 

 

التصميم الحضري الحساس للمياه في مدننا

تهدف استراتيجية التصميم الحضري الحساس للمياه إلى تعزيز التسرب الطبيعي لمياه هطول الأمطار، وهو ما يقلل من جريان المياه السطحي، ويقلل من التلوث في مجاري المياه، خاصةً خلال فترات هطول الأمطار المتكرر، ويعتمد النهج على استخدام المساحات العامة المفتوحة والتقنيات القائمة على الطبيعة لإدارة واستعادة الممرات المائية الحضرية، مما يقلل من سرعة تدفق المياه، ويحد من ذروة الفيضانات، ويزيل الملوثات من مياه الأمطار.

والباحثون حول العالم يعملون على استكشاف كيفية تحسين استخدام مفاهيم التصميم الحضري الحساس للمياه في إدارة مياه الأمطار وتوفر دراسات الإرشادات حول نمذجة كميات وجودة مياه الأمطار في هذه المنطقة، وتحليل التحديات التي تواجه تبني تقنيات التصميم الحضري الحساس للمياه.

الدراسة تسلط الضوء على أهمية توجيه التصميم الحضري بشكل فعال لإدارة المياه في المدن، حيث يظهر أن التأثيرات الناتجة عن التوسع الحضري تؤثر في جميع جوانب دورة المياه، مما يشمل تقليل التبخر وتسلل مياه الأمطار وزيادة حجم جريان المياه السطحي، وتشير النتائج إلى أن التصميم الحضري الحساس للمياه يمكن أن يكون فعّالًا في الحفاظ على مجاري المياه الطبيعية وتقليل التآكل، مع تكامل أهدافه في عملية التخطيط وتطوير الأراضي.

 

 

كل قطرة ماء لها أهمية

كل قطرة ماء لها أهميتها، ويمكن للأفراد المساهمة بشكل فعّال في تحسين إدارة المياه في مدنهم، وتركز أغلب بحوث حول العالم على إيجاد حلول واسعة النطاق للتحكم في تصريف المياه الزائدة والصرف الصحي، ولكن هناك أيضًا دور فردي يمكن للمقيمين أداؤه.

ويمكن لخزانات مياه الأمطار تقليل تأثير الفيضانات في المناطق الحضرية، خاصة إذا كانت لديها السعة الكافية لاستيعاب هطول الأمطار، ويُفضل تفريغ الخزانات قبل هطول أمطار غزيرة لضمان فعاليتها وأيضا الصيانة الدورية لنظم خزانات مياه الأمطار أمر ضروري.

وتشير الأبحاث  إلى أن العواصف الشديدة يمكن أن تملأ خزانات مياه الأمطار بسرعة كبيرة، مما يستدعي التحقق من فعالية أنظمة الصرف والتصريف قبل وصول العاصفة ولضمان عمل خزانات مياه الأمطار كما هو مخطط لها، ويُنصح بفحص المزاريب وأنابيب الصرف للتأكد من خلوها من الحطام.

هناك خمسة إجراءات يمكن للأفراد اتخاذها للتحضير للأمطار الغزيرة:

  • تنظيف الطرق والحدائق العامة لتقليل التلوث الذي يمكن أن يتدفق إلى المجاري.
  • تشجيع نمو الأعشاب والشجيرات المحلية حول الجداول لتبطيء تدفق المياه وتنقية المياه.
  • تخصيص مناطق برك قابلة للفيضانات لتخزين المياه وتبطئ تدفقها.
  • تصميم طرق تخزين المياه للاستفادة منها لاحقًا، وعلى سبيل المثال، تخزينها تحت الأرض لاستخدامها في طبقات المياه الجوفية.
  • إعادة تصميم المناطق المعرضة للفيضان المستمر للتعامل بفعالية معها.

 

اعرف أيضا:

9 نصائح للاستعداد لموسم الأمطار

ماذا تفعل إذا تعرض هاتفك للبلل أثناء هطول الأمطار؟

 


المصادر:

csiro

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
ما هو سر اختيار الملابس للتكيف مع تقلبات الطقس؟

ما هو سر اختيار الملابس للتكيف مع تقلبات الطقس؟

المدافئ..  فصل الخريف فرصة لصيانتها قبل حلول الشتاء

المدافئ.. فصل الخريف فرصة لصيانتها قبل حلول الشتاء

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة