طقس العرب - ليست هي المرة الأولى التي يُعلن فيها عن توقف موسم الحج، أو اقتصاره على أعدادٍ محدودة، فالتاريخ يسرد لنا قصصاً عن سنواتٍ عديدة توقف بها موسم الحج، كانت إما لأسبابٍ سياسية أو بسبب تفشي الأمراض والأوبئة تماماً كما يحدث الآن من انتشارٍ لفيروس كورونا.
وبالعودة لكُتب التاريخ وماحَوته من معلوماتٍ عن مواسم الحج وجدنا أن الحج قد توقف في 9 مواسم بسبب انتشار الأمراض والأوبئة، وهي:
العام 1814م - وباء الطاعون
- سُجل في هذا انتشار واسع لوباء الطاعون، وذكرت المراجع موت نحو 8 آلاف شخص في بلاد الحجاز بسبب هذا الوباء القاتل.
العام 1831م - وباء من الهند قتل ثلاث أرباع الحجاج
- في هذا العام شهد موسم الحج تفشى لوباء غير معروف، يعتقد أنه جاء من الهند، وتسبب هذا الوباء بوفاة ثلاثة أرباع الحجاج، متسبباً بتوقف موسم الحج.
العام 1837م وحتى العام 1840م - تفشي الأوبئة
- شهدت مواسم الحج مابين العام 1837م والعام 1840م تفشياً للعديد من الأوبئة التي تسببت بتوقف الحج خلال هذه المواسم.
العام 1846م - تفشي الكوليرا لعدة سنوات.
- في هذا العام تفشى وباء الكوليرا بين الحجاج، وظل حاضرًا في مواسم الحج حتى 1850م. ثم عاد في 1865م و 1883م.
العام 1858م - وباء غير معروف
- انتشر وباء شديد "غير معروف" دفع الناس إلى الفرار من الحجاز إلى مصر التي أقامت حجرًا صحيًا بمنطقة بئر عدن منعاً لانتشار الوباء.
العام 1864م - وباء غير معروف
- سجل حج هذا العام وفاة 1000 من الحجاج يوميًا، نظرًا لتفشي وباء شديد الخطورة، وفي 1871م ضرب المدينة المنورة وباء اضطر مصر إلى إرسال الأطباء وبناء حجر صحي بمكة المكرمة في الطريق القادم من مكة إلى المدينة.
العام 1892م - تفشي الكوليرا
- توافق تفشي وباء الكوليرا مع موسم الحج وكان شديدًا فتراكمت جثث الموتى ولم يتسن لوقت لدفنهم وتزايدت الوفيات في عرفات وبلغت ذروتها في منى.
العام 1895م - تفشي التيفوئيد
- تفشي وباء يشبه حمى التيفوئيد أو الزحار انطلاقًا من قافلة جاءت من المدينة المنورة واستمر بدرجة ضعيفة عند عرفات ولم ينتشر فيما بعد وانتهى في منى.
العام 1987م - تفشي التهاب السحايا
- انتشر في موسم الحج 1987م التهاب السحايا، ويُعرف المرض بشدة خطورته وسرعة انتقاله وتفشيه، وأصابت العدوى ما لا يقل عن 10,000 إصابة.
عبر كتاب "الحج قبل مائة عام"
في كتاب "الحج قبل مائة عام" أشار الرحالة والعسكري الروسي عبدالعزيز دولتشين الذي زار الحجاز بين 1898 و1899 إلى أن الوباء يبدأ انتشاره على الأرجح عند عرفات ويتفشى بشدة في منى، فإذا لم يشهد الوقوف في عرفات أي حالات تفشي لأوبئة يكون الأمل كبير أن لا يحدث وباء كليًا لسنة الحج.
كما يقول دولتشين كان في مكة والمدينة محاجر صحية ومستشفى متنقلة تتسع لـ 30 مريض وينتقل المحجر الصحي المكي مع الحجاج إلى عرفات وثم إلى منى حيث يود مبنى خصص من أجله وفي هذين المكانين كما في مكة يغطي المستشفى الأدوية مجانًا وخدمات الإسعاف عند الضرورة لكنه يصاب بالعجز كليًا إذا ما تفشى وباء شديد بين الحجاج.
المصدر: إبراهيم محمد | الحج 2020