ما هو الاستمطار... وهل لتلقيح السحب علاقة بالفيضانات؟

2024-04-18 2024-04-18T09:57:45Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - منذ عقود، بدأ البشر في استخدام المواد الكيميائية لتحسين قدرة السُحب على هطول الأمطار والثلوج ومع تصاعد هذه التقنيات، تزايدت المخاوف بشأن تأثيرها في ظل تغير المناخ، الذي يُجعل بعض المناطق أكثر سخونة وجفافاً.

وعلى الرغم من انتشار عمليات تلقيح السحب في بعض الدول كالولايات المتحدة والإمارات، إلا أنها لا تزال مثيرة للجدل بسبب المخاوف من العواقب غير المتوقعة، مثل زيادة شدة الأمطار أو التلوث المحتمل.

في حين يثير الجدل المستمر حول تعديل والتحكم في الطقس - المعروف أيضًا بـ "الهندسة الجيولوجية للكوكب" - اهتمامًا متزايدًا وفي هذا المقال سوف نتعرف على معنى الاستمطار وعلاقته بالظواهر الطبيعية وأبرزها حدوث الفيضانات.

 

للمزيد:

استمطار السحب في السعودية وطمأنة من الخبراء.. فكيف تتم؟

 

ما هو الاستمطار Cloud seeding؟

الجواب: تلقيح السحب أو Cloud seeding هو عملية تقوم فيها الطائرات أو المولدات الأرضية بتنشيط السُحب الموجودة عن طريق حقنها بجزيئات من الملح، أو يوديد الفضة وهذه الجزيئات تساعد على تشكيل بلورات ثلجية تتكثف في المطر أو الثلج، وذلك اعتماداً على ارتفاعات السُحب.

ووفقاً لتقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يمكن أن يؤدي التلقيح إلى زيادة كمية هطول الأمطار من سُحابة واحدة بنسبة تصل إلى 20%، في حال توفرت الظروف المثالية لتأثير هذه العملية.

 

ما مدى فاعلية عملية تلقيح السحب Cloud seeding؟

الجواب: فعالية عملية تلقيح السُحب أو Cloud seeding ليست متسقة بشكل عام؛ إذ يتوقف نجاحها على توفر السُحب المناسبة للتأثير فيها بالمواد الكيميائية، وتتم تجربة هذه التقنية بنجاح عادةً عند استهداف السُحب الممطرة في المناطق الجبلية، حيث كان الهدف هو زيادة كمية الأمطار.

ومع ذلك، هناك تباين في الأدلة العلمية بشأن فعالية التلقيح في السُحب التي قد لا تحمل الأمطار، وفي المناطق المسطحة وخلال فترات الجفاف، وأظهرت مشاريع التلقيح على المدى الطويل زيادة في كثافة الثلوج في المناطق المستهدفة فوق جبال نيفادا في الولايات المتحدة بمتوسط يصل إلى 10% سنوياً، وفقًا لدراسة أجراها معهد أبحاث الصحراء غير الربحي، وسُجلت نتائج مماثلة في سلسلة جبال "وايومنغ" و"سييرا مادري"، بالإضافة إلى جبال الثلوج في أستراليا.

 

 

هل يعتبر تلقيح السُحب أو الاستمطار Cloud seeding عملية خطيرة؟

الجواب: بسبب الزيادة في استخدام هذه التكنولوجيا، شكلت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فريقًا خاصًا للتدخل في الطقس، والذي أطلق تحذيرًا في تقرير عام 2023 حول نقص المعرفة بتأثيرات هذه التقنية.

وتشمل المخاوف الأخرى تغيير الأنماط الجوية الراهنة على الصعيد المحلي، مما قد يؤدي إلى ظروف غير مرغوب فيها مثل انخفاض درجات الحرارة في المناطق الزراعية، ويحذر خبراء المنظمة أيضًا من سمية المواد الكيميائية مثل يوديد الفضة، ويشددون على ضرورة مراقبة استخدامها للتحقق من تأثيراتها على الصحة والبيئة.

 

للمزيد:

الإمارات | لماذا تساقط البرد بأحجام كبيرة وما الظروف الجوية التي ساهمت في ذلك(تفاصيل)

 

هل تسبب الاستمطار Cloud seeding في فيضانات دبي؟

تعرضت دبي خلال الأيام الماضية لفيضانات غير مسبوقة، مما أثار تكهنات حول تأثيرات تلقيح السحب وللتعرف على مدى غرابة هطول الأمطار وأسبابه، فإن دبي، التي تقع على ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر عادة منطقة جافة للغاية، حيث تتلقى في المتوسط أقل من 100 ملم (3.9 بوصة) من الأمطار سنوياً ومع ذلك، تشهد في بعض الأحيان هطول أمطار غزيرة، وعلى سبيل المثال، في مدينة العين - التي تقع على بعد قليل من 100 كيلومتر (62 ميلاً) من دبي - سُجلت حوالي 256 ملم (10 بوصات) من الأمطار خلال 24 ساعة فقط.

وعبّر الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ سابقاً بجامعة القصيم ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، عن تعليقه حول ظهور السحب الخضراء في سماء دبي يوم الثلاثاء الماضي، ودور تقنية الاستمطار في الأحداث الجوية.

وفي تحليله للأحوال الجوية في الإمارات يوم الـ 16 من أبريل، أوضح المسند عبر حسابه على منصة "إكس" أن ظهور السحب الخضراء يعود إلى وجود منخفض سطحي "حار ورطب" يجمع ويرفع الرطوبة، بالإضافة إلى منخفض علوي "بارد ورطب" يقوم بنفس العملية، مما يؤدي إلى تكثُّف السحب في الطبقات العليا.

وأكد أن الظروف المثالية والعوامل المتشابهة بأحوال الأعاصير في جنوب آسيا وبحر العرب والمحيط الأطلسي والهادئ كانت موجودة، مما أدى إلى عظمة بناء السحب وشدة العواصف والرياح الهابطة وغزارة الأمطار وظلام النهار والبروق والرعود والصواعق.

وأوضح أن ظهور السحب الخضراء يدل على تكوين سحب ضخمة تحمل قطرات مطرية كبيرة، تبدد الضوء الأخضر من الشمس، وتمنحها مظهراً أخضراً مهيباً.

وأكد أن الأمطار الغزيرة والفيضانات النادرة التي شهدتها الإمارات جاءت نتيجة لهذه الظروف الجوية الاستثنائية، وقد سُجلت كميات هطول قياسية لم تشهدها المنطقة منذ عقود، وفي سياق متصل، نفى المسند أن يكون لتقنية الاستمطار أي دور في هذه الأحداث الجوية، معتبراً أنها تقنية ضعيفة لا يمكنها إحداث مثل هذه الظروف الجوية الاستثنائية.

 

اقرأ أيضاً:

دول الخليج | ما هي السحابة الخضراء التي ظهرت في الإمارات يوم أمس وما علاقتها بتساقط البرد بأحجام كبيرة(تفاصيل)

 

 

تغيير المناخ ومنخفض المطير

وفيما يتعلق بدور تغير المناخ، لا يمكن حالياً تحديد بدقة مدى تأثيره في هذه الحالات يتطلب ذلك تحليلًا علميًا شاملاً للعوامل الطبيعية والبشرية، والذي قد يستغرق عدة أشهر ومع ذلك، يتماشى هطول الأمطار القياسي مع الاتجاهات المتوقعة لتغير المناخ.

حيث إن دراسة حديثة تشير إلى أن هطول الأمطار السنوي قد يزيد بنسبة تصل إلى 30% في معظم مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول نهاية القرن، نتيجة استمرار ارتفاع درجات حرارة العالم.

ومن جانب آخر تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير دفاعات قوية للتعامل مع هذه التساقطات المفاجئة الشديدة، حيث إن منع حدوث فيضانات مميتة يتطلب تدابير وقائية واستعداداً كبيراً.

 

اقرأ أيضا:

بالفيديو... يوم عاصف استثنائي عاشته دولة الإمارات ضمن تأثيرات المنخفض الجوي الأقوى منذ أكثر من 75عام

بالفيديو... مياه الأمطار من داخل مول دبي

بالفيديو | مشاهد تاريخية من فيضانات سلطنة عُمان والإمارات

 


المصادر:

BBC

sabq

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
في اليوم العالمي للتلفاز.. كيف تطورت النشرات الجوية عبر الزمن؟

في اليوم العالمي للتلفاز.. كيف تطورت النشرات الجوية عبر الزمن؟

الزعاق: البوادر الشتوية تبدأ في آخر الليل بموسم الوسم وتغطي كامل الليل في المربعانية

الزعاق: البوادر الشتوية تبدأ في آخر الليل بموسم الوسم وتغطي كامل الليل في المربعانية

الأردن | طقس خريفي مستقر يوم السبت واستمرار الأجواء الباردة ليلاً

الأردن | طقس خريفي مستقر يوم السبت واستمرار الأجواء الباردة ليلاً

تركيا على موعد مع موجة ثلوج استثنائية ودرجات الحرارة تهبط إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر في بعض المناطق

تركيا على موعد مع موجة ثلوج استثنائية ودرجات الحرارة تهبط إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر في بعض المناطق