ما هي أسباب أزمة تغير المناخ؟

2024-01-24 2024-01-24T17:39:09Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - يُعرف تغير المناخ  بالإنجليزية "Climate Change" وهو تغير طويل الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس في مكان ما على سطح الأرض، ويمكن أن يحدث سواء في مكان محدد أو على مستوى الكوكب بأسره، ومن أبرز أسباب تغير المناخ حالياً  ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي زيادة في درجة حرارة الأرض بشكل عام ناتجة عن الأنشطة البشرية، وعلى رأسها حرق الوقود الأحفوري، مثل الغاز الطبيعي والنفط والفحم، وسنعرف من خلال هذا المقال ما هي أسباب أزمة تغير المناخ؟

 

أسباب أزمة تغير المناخ البشرية

انبعاثات الغازات الدفيئة:

تتجمع هذه الغازات في الغلاف الجوي وتعيق  انبعاث الحرارة وعدم استجابتها لتغيرات درجة الحرارة، وعندما تظل هذه الغازات في الغلاف الجوي لفترة طويلة، يمكن أن تسبب تغييرات في المناخ.

إن انبعاثات الغازات الدفيئة تعد من الأسباب الرئيسية لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، وتشمل مصادرها وسائل النقل وإنتاج الكهرباء وحرق الوقود الأحفوري في الصناعات والتطبيقات التجارية والسكنية والزراعة واستخدام الأراضي. تتضمن هذه الغازات:

  • ثاني أكسيد الكربون (CO2): ينتج عن حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، ويسهم بشكل كبير في تغير المناخ.
  • الميثان: يتضمن انبعاثات من الصناعات البترولية والزراعة، خاصة من أنظمة هضم الحيوانات المرعية وإدارة الفضلات وزراعة الأرز.
  • أكسيد النيتروز: ينبعث نتيجة لممارسات الزراعة مثل استخدام الأسمدة العضوية والتجارية والاحتراق الحيوي وإنتاج حمض النيتريك وحرق الكتلة الحيوية.
  • الكلوروفلوروكربون (CFCs): تستخدم في أجهزة المنازل مثل الثلاجة والتطبيقات الصناعية، وترتبط بتأثيرات خطيرة على الغلاف الجوي مثل انخراط طبقة الأوزون واحتجاز الحرارة.

 

الصناعة:

رغم أن الثورة الصناعية والصناعة قد أدت إلى تحسين ظروف الحياة في مجالات متعددة، إلا أنها مرتبطة بتأثيرات بيئية سلبية تؤدي إلى تغيرات في المناخ، فاستخدام الطاقة بشكل كبير وتعديل الأنظمة الطبيعية خلال عمليات التصنيع تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تتعلق عمليات التصنيع بانبعاث غازات مباشرة من جراء إنتاج المواد الكيميائية والحديد والصلب الذي يتطلب كميات كبيرة من الطاقة.

 

الزراعة:

تقوم كل مرحلة من مراحل إنتاج الطعام من الإنتاج إلى التخزين والتصنيع والتعبئة والنقل والتحضير بإطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، وتعد الزراعة إحدى الأسباب الشائعة لتغير المناخ من خلال انبعاث الغازات وتحويل الغابات إلى أراض زراعية.

 

إزالة الغابات:

إزالة الغابات من الأسباب الرئيسية لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري؛ حيث تقوم الأشجار بامتصاص الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، مما يمنع تراكمها في الغلاف الجوي ويحول دون ارتفاع حرارة الكوكب، إلا أن معظم الغابات تتم تصفيتها لإفساح المجال للزراعة والبناء وأنشطة الإنسان الأخرى.

 

أسباب أزمة تغير المناخ الطبيعية

  • الثورات البركانية:

تتسبب الثورات البركانية في إطلاق ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ولكن يمكن أن تسفر أيضاً عن إطلاق الهباء الجوي الذي يتضمن الرماد البركاني والغبار، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكبريت، ويتكون الهباء الجوي من مواد سائلة وصلبة تعلو في الهواء مثل السخام والغبار وبلورات الملح والبكتيريا والفيروسات، ويتمكن الهباء الجوي من تشتيت الإشعاع الشمسي الوارد، مما يؤدي إلى تأثير تبريد طفيف، علاوة على ذلك يقوم الهباء البركاني بحجب جزء من ضوء الشمس، مما يؤدي إلى فعل تبريد يظل مستمراً لمدة تصل إلى سنتين.

 

  • ظاهرة النينيو-التذبذب الجنوبي (ENSO):

تمثل هذه الظاهرة تذبذباً دورياً في نظام المحيط والغلاف الجوي، حيث يكون تأثيرها أكبر في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، مما ينعكس بشكل مباشر على الطقس العالمي، وفي الظروف الطبيعية تتجه الرياح التجارية الجنوبية الشرقية عبر المحيط الهادئ الاستوائي باتجاه الغرب، ولكن كل 3 إلى 10 سنوات تضعف هذه الرياح ، مما يفتح المجال لتدفق المياه الدافئة نحو الشرق باتجاه أمريكا الجنوبيي، ويصل هذا التيار المائي الدافئ عادةً إلى الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية ويُطلق على هذه المرحلة (ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط) باسم "النينيو".

 

ظاهرة النينيو تؤثر بشكل كبير على أنماط الطقس العالمي حيث تجلب تغيرات جوية ومناخية ملحوظة، وهذه الظاهرة تجعل أمريكا الجنوبية تشهد طقساً أكثر رطوبة من المعتاد، بينما تشهد أمريكا الشمالية طقساً شتوياً معتدلاً ويعزى هذا التأثير إلى التفاعلات المعقدة بين درجات حرارة سطح المحيط والتيارات الهوائية، وينعكس بوضوح على الظروف الجوية في المناطق المتأثرة، بالتالي يُعتبر فهم ومتابعة ظاهرة النينيو جزءاً أساسياً في دراسة وتحليل التغيرات الجوية والمناخية العالمية.

 

  • حركة الصفائح القشرية:

مع حركة الصفائح التكتونية على مر العصور الجيولوجية تنتقل الكتل الأرضية إلى مواقع وخطوط عرض متعددة، ويؤثر هذا التغير على أنماط الدوران العالمي للهواء وتيارات المحيطات، بالإضافة إلى تأثيره الملحوظ على المناخ العالمي، ويُعد موقع مناجم الفحم مثالاً بارزاً على تأثير حركة الصفائح التكتونية على المناخ، حيث تشكلت مناجم الفحم في المناطق الاستوائية في الماضي ولكنها تتواجد اليوم في خطوط عرض أعلى، ومنذ بداية الثورة الصناعية ارتفعت درجة حرارة نصف الكرة الشمالي بنسبة أكبر من نصف الكرة الجنوبي ويعود ذلك إلى أن نصف الكرة الشمالي يحتوي على نسبة أكبر من مساحة اليابسة.

 

آثار أزمة تغير المناخ

تغير المناخ يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة حيث يؤدي إلى تلوث الهواء، وانتشار الأمراض، وتفاقم التهجير القسري، وتزايد الضغوط على الصحة العقلية، وزيادة مشاكل الجوع وسوء التغذية، وينتج عن ذلك فقدان حياة ما يقرب من 13 مليون شخص سنوياً، وتعقيد أنظمة الرعاية الصحية في التكيف مع هذه التحديات.

تغيرات المناخ والظواهر الجوية المتطرفة يسهمان في ارتفاع مستويات الجوع وسوء التغذية عالمياً، بحيث تتأثر مصادر الغذاء الرئيسية بتدمير مصايد الأسماك والمحاصيل والماشية، بينما تتعرض الموارد البحرية للخطر بسبب ازدياد حمضية المحيطات، والتغيرات في الجليد والغطاء الجليدي في القطب الشمالي تعيق إمدادات الغذاء، والإجهاد الحراري يؤدي إلى نقص المياه وتراجع في المحاصيل والثروة الحيوانية.

تغير المناخ يؤدي إلى نقص المياه في المناطق المختلفة بحيث تصبح  أكثر ندرة، إذ يزيد الاحترار العالمي من نقص المياه في المناطق الفقيرة، مما يتسبب في زيادة مخاطر الجفاف ويؤثر بذلك على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النظم البيئية، كما يمكن أن يثير الجفاف عواصف رملية وترابية مدمرة، قادرة على نقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات، وتتسع الصحاري أيضاً مما يقلل من المساحة المتاحة لزراعة الغذاء، ويزيد من خطر عدم توفر المياه بشكل منتظم للكثير من الناس.

مع تصاعد تركيز غازات الدفيئة يشهد سطح الأرض ارتفاعاً في درجات الحرارة، وتميز العقد الأخير (2011-2020) بأنه الأكثر دفئاً، وتعاني جميع مناطق اليابسة من زيادة في الأيام الحارة وموجات الحر، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ظهور الأمراض المرتبطة بالحرارة وتعقد الظروف للعمل في الهواء الطلق، كما تعمل الحرارة المتزايدة على زيادة احتمالية نشوب حرائق الغابات وتسرع من انتشارها.

 

إقرأ أيضًا: كيف يشكل تغير المناخ أكبر تهديد على صحة الإنسان؟

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
السعودية | موسم الرياض 2024 يحقق إنجازًا جديدًا بوصول عدد الزوار إلى 6 ملايين

السعودية | موسم الرياض 2024 يحقق إنجازًا جديدًا بوصول عدد الزوار إلى 6 ملايين

الملك سلمان يوافق على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة

الملك سلمان يوافق على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة

السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار