موقع ArabiaWeather.com –عمر الدجاني-تُعتبر الصحراء الكُبرى الواقعة في منتصف و شمال الكُرة الأرضية أكبر صحراء حارّة على وجه الكُرة الأرضية قاطبةً ، و هي تحتل – بحرارتها القائظة – مساحة واسعة من الوطن العربي ، مُمتدةً من مصر شرقاً إلى المملكة المغربية غرباً.
و لكن للغرابة الشديدة، كانت هذه الصحراء يوماً ما موطناً لحضارات إنسانية قديمة،و خلال السنوات الأخيرة بات واضحاً لدى العُلماء ماذا حدث لهؤلاء الأشخاص الذين استوطنوا هذا المكان الواسع.
و عبر ترحال العُلماء و المُستكشفين في رحاب هذه الصحراء الواسعة ، تم إكتشاف شيء مُذهل! عدد كبير من النقوشات البدائية التي تُجسد بشراً يملكون رؤوساً كروية ، و أنواعاً عديدة من الحيوانات ، جابت هذه الأراضي و عاشت بها قبل نحو 10.000 عام، و ذلك في إطار تقاليد قروية بحتة.
و مع مرور القرون، تطورت هذه النقوش و تعقّدت، و ظهرت عليها بها بعض معدّات العصر البرونزي، و بشراً يركبون الخُيول!
ماذا حدث لهؤلاء القوم؟
عالم الآثار الألماني (ستيفان كروبيلين) اكتشف هو و فريقه الذي جاب الصحراء بحثاً عن أجوبة، أن النقوشات الموجودة على جبال الصحراء الكُبرى ، و آثار بقايا الوديان الضخمة و الأشجار ،ما هي إلا وصفٌ لتغيُر خطير في مناخ المنطقة على مدى تلك السنوات.
لقد أدرك هذا الفريق أن ما كانوا يرونه في النقوشات كان تأريخٌ لتغيُر المناخ بشكل مُتطرف على المدى الطويل في المنطقة، حيثُ كانت هذه الأرض هناك مرّةً أرضاً خصبة، بها الأمطار و البحيرات، و جفّت!
و ما يقترحه العُلماء بهذا الخصوص، هو انه بعد فترة طويلة جداً من الجفاف على المنطقة خلال آخر عصر جليدي، بدأت الصحراء تتعرض لرياح موسمية بها أمطار غزيرة قبل حوالي 8500 عام، و انتشرت أعشاب السافانا و نباتات قابلة للأكل في المنطقة كلها.
و لمّا انتقلت الأمطار عن ذلك المكان، انتقل الناسُ كذلك..
بالصور : تعرّف على أخطر 10 طرقات في العالم
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول