طقس العرب - سنان خلف - حي الشيخ جراح، هو أحد أبرز أحياء مدينة القدس وأكثرها أهمية حيث يقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس، وتكمنه أهمية حي الشيخ جراح بكونه أول الأحياء الفلسطينة خارج أسوار القدس.
وتبلغ مساحة حي الشيخ جراح 808 دونما، ويضم الحي نحو 2800 نسمة، وينقسم إلى جزأين، أحدهما فاره ويضم المطاعم والقنصليات والفنادق، وجزء آخر يعاني سوء البنية التحتية نتيجة الإهمال المُتعمّد من سلطات الإحتلال في محاولة منها لإجبار سكانه ذي الغالبية الفلسطينية على الهجرة.
سُمي حي الشيخ جراح بهذا الأسم نسبة إلى الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، وهو طبيب صلاح الدين الأيوبي، كان يُسمى في تلك الأيام بالجراح، ولما كان صلاح الدين محرر القدس وطبيبه الخاص الذي عمل على مداواته من جراحه سمي الحي تيمنا باسمه قبل نحو 800 عام مضى.
وتعود قصة حي الشيخ جراح إلى العام 1956، في أعقاب نكبة فلسطين عام 1948 وفقدان المئات من العائلات الفلسطينية لمنازلهم، اضطرت نحو 28 عائلة إلى الانتقال إلى حي الشيخ جراح وبدء حياة جديدة بعد أن فقدوا منازلهم.
وجاءت حرب 1948 ليتم تقسم القدس، حيث كانت في ذلك الوقت تحت حكم الأردن، لذا جرى اتفاق آنذاك مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، على أن تتعهد الحكومة الأردنية بتوفير مساحة الحي من الأراضي ومنحها هبة إلى العائلات الفلسطينية البالغ عددهم 28 عائلة، على أن يكون دور وكالة "الغوث" في بناء وتشييد 28 منزلا، مقابل مبلغ مالي رمزي يتم دفعه بشكل دوري، حتى يتم تمليك كافة المنازل في غضون سنوات، إلا أن شيئا ما جرى غيّر الحاضر والمستقبل.
عندما تم منح أراضي حي الشخ جراح إلى الـ 28 عائلة فلسطينية كانت مساحة المنزل الواحد تبلغ نحو 800 متر مربع، يتم بناء المنزل في مساحة لا تتعدى الـ 200 متر تنقسم على عائلتين وباقي المساحة يتم زراعتها وتزيينها. تفنن الفلسطينيون في بناء وهندسة منازلهم فأنشأوا منازل بهندسة ذات طابع خاص منحها الجمال المعماري الخاص، فضلا عن المساحات الخضراء التي كست الحي وزادته بهاء.
اندلعت حرب 1967 لتتغير قواعد اللعبة، لتتمكن قوات الإحتلال من السيطرة على الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، ويبقى العائلات التي زادت إلى 38 عائلة دون سند ملكية للأرض وهو ما يعرضهم للتهجير منها في أي وقت، لتبدأ مرحلة جديدة من محاولة إثبات ملكيتها.
في عام 1972، لجأت طائفة السفارديم، ولجنة كنيست إسرائيل "اليهود الأشكناز"، إلى ساحات القضاء حول تملكهم للأرض منذ عام 1885، وأن العائلات الفلسطينية تملكت الأرض بوضع اليد، إلا أن القضاء أنصف العائلات الفلسطينية في ذلك الوقت.
وفي عام 2008 أصدرت محكمة الإحتلال قرارا بتمكين إحدى عائلات المستوطنين لأحد المنازل التابعة لعائلة الشيخ الكرد في حي الشيخ جراح، أعقب ذلك قرارا آخر عام 2009 وتم إخلاء منازل عائلتي "حنون والغاوي"، ويعاني نحو 12 عائلة فلسطينية أخرى من خطر التهجير نظراً لوجود المزيد من القضايا الظالمة التي يتم النظر فيها داخل محاكم الإحتلال.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول