طقس العرب - ينتظر المزارعون وأصحاب مزارع الزيتون في مثل هذا الوقت من كل عام أول "شتوة" أو ما يسمى بـ"شتوة الزيتون" ليتسنى لهم قطاف حبات الزيتون ويتذوَقوا طعم ما جادت به أراضيهم من ثمار، فما سبب انتظار هطول الأمطار قبل القِطاف؟ ومتى ستكون "شتوة الزيتون" هذا العام؟
حول "شتوة الزيتون" لهذا العام، أشار كادر التنبؤات الجوية بمركز "طقس العرب" إلى تأثر المملكة الأردنية تدريجياً اعتباراً من مساء الخميس (20 أكتوبر) بحالة من عدم الاستقرار الجوي، حيثُ ترتفع الفرصة تدريجياً ساعات ما بعد العصر والمساء بمشيئة الله لهُطول زخات أمطار رعدية على أجزاء مُختلفة وعشوائية من جنوب المملكة، قد تكون غزيرة محلياً أو في بعض النطاقات الجغرافية الضيقة.
أما مع حلول مُنتصف الليل، يزداد تأثر المملكة بحالة عدم الاستقرار الجوي، ويُتوقع هطول زخات رعدية من الأمطار بمشيئة الله في مناطق عشوائية من المملكة تمتد لبعض أحياء العاصمة عمّان، وتكون بعض من هذه الزخات غزيرة في بعض الأحياء والنطاقات الجغرافية الضيقة، وتتميز الأمطار بعدم الإنتظام الجغرافي.
ويستمر تأثر المملكة بالأحوال الجوية غير المستقرة يوم الجمعة، لذا تبقى الفرصة مُهيأة لهطول زخات محلية رعدية من الأمطار بشكل عشوائي في المملكة، وبخاصة المناطق الجنوبية والشرقية منها.
في كل موسم من قطاف الزيتون، ينتظر المزارعون هطول الأمطار لأنها تقوم بغسل الأشجار والثمار من الغبار، نظرا لوجود بعض الأشخاص يعانون من مرض “الربو” أو حساسية الجهاز التنفسي، كما يساهم هذا الانتظار في إكتمال نضوج ثمار الزيتون وزيادة نسبة الزيت فيها.
ومن المتعارف عليه فيما بين المزارعين وخاصةً القدامى منهم، أن هطول الأمطار لأول مرة على شجر الزيتون يعطي الزيت بعد عصره طعمةً أقلُّ مَرارة، بالإضافة إلى اختلاف لونه وكمية الزيت المحصورة داخل الثمرة. لكن ما مدى دقة هذه المعلومة؟
أوضح المهندس ابراهيم العمد، رئيس قسم بحوث الزيتون في المركز الوطني للبحوث الزراعية، في حديثه لـ”الغد” حقيقة ما يتم “تداوله” حول مدى تأثير هطول الأمطار لأول مرة على شجر الزيتون وجودة زيت الزيتون ونوعيته وطعمه، وأشار إلى سلبيات وايجابيات هذا الانتظار، وهي كالتالي:
سلبيات هطول الأمطار قبل القطاف:
قال العمد إن هطول الأمطار لا يؤثر على الزيتون بشكل إيجابي، بل إن الهطول يصعّب على آليات عصر الزيتون باستخراجه من الثمرة. وأكد أنه في حال سقوط كميات من الأمطار قبل فترة الجني بأكثر من اسبوع، فإنها تعمل على زيادة كمية الماء داخل الثمرة ولا تعمل على زيادة كمية الزيت فيها، وبالتالي تؤدي إلى صعوبة استخلاص الزيت من عجينة الثمار داخل المعصرة بسبب تكوين ما يسمى بـ”المحلول الغروي” .
ايجابيات انتظار هطول الأمطار قبل القطاف:
وأضاف العمد أنه “حالياً هنالك تأخر بسقوط الأمطار في الأردن بسبب ظروف التغير المناخي، حيث تصل ثمار الزيتون لمرحلة النضج الكامل (اللون الاسود) قبل سقوط الأمطار”. ونصح العمد المزارعين من أجل الحصول على زيت بجودة أفضل، إجراء القطاف عند تلون 60-70% من الثمار باللون البنفسجي.
كما أن سقوط الأمطار بنسبة تصل إلى أكثر من (20 ملم )، وقبل أسبوع على الأقل من قطف الثمار، يعمل على تقليل بعض الصفات الحسية المميزة لزيت الزيتون كـ”الشعطة” والمرارة الناتجة عن وجود مضادات الأكسدة أو ما يعرف بمركبات “البوليفنول” داخل الثمرة، حيث أن سقوط الأمطار يعمل على تخفيف تركيزها داخل أنسجة الثمرة كونها من المواد التي تذوب في الماء.
ونوه العمد إلى أنه في حال أراد المزارع زيادة كمية الزيت داخل ثمار الزيتون ننصح بإجراء الري التكميلي للزراعات البعلية خلال أشهر الصيف.
وسواء كنت من المؤيدين أو المعارضين لفكرة قطاف الزيتون بعد أول شتوة، يبقى موسم قطاف الزيتون من السمات المميزة لفصل الخريف، حيث يخرج الكبار والصغار بهمة ونشاطٍ لقطف ثمار الزيتون حبة بحبة، ليتذوَقوا طعم ما جادت به أراضيهم من ثمار، ويحمدوا الله تعالى على نعمه وفضله.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول