موقع ArabiaWeather.com- وائل حكيم- تعتبر النماذج الجوية العددية المتاحة مجانا للأشخاص على الانترنت بمختلف أنواعها مصدرا لقراءة التوقعات للعديد من هواة الطقس عبر العالم، هذه النماذج توفر للقارئ العديد من المعلومات والتي من خلالها يستطيع ان يستنتج "أو يقرأ" توقعات النموذج.
ولكن خلال الفترة الاخيرة لوحظ تحبط واضح بالنماذج حول شكل النظام الجوي لفترة منتصف الشهر،ويعود التخبط في النماذج خلال الفترة الحالية الى عدم قدرة بعض النماذج على قراءة معطيات تذبذب القطب الشمالي AO، خاصة عندما يتحول تذبذب القطب من السلبية إلى الايجابية، ويصبح الغلاف الجوي في حالة نشاط وتحول من حالة الى حالة اخرى.
ما معنى تحول التذبذب من السلبية الى الايجابية :
تذبذب قطبي سالب يعني أن مركز القطب يشهد ضغط جوي مرتفع يعمل على تدفق أو (طرد) الرياح القطبية الباردة جدا من موطنها القطبي الى العروض الوسطى كالقارة الاوربية، تذبذب قطبي موجب يعني سيطرة منخفض جوي على مركز القطب يعمل على حشر الهواء القطبي بمركز القطب.
التحول من السالبية الى الإيجابية يعني ان القطب كان يشهد ضغط جوي مرتفع خلال الفترة الماضية ، وبالضرورة الهواء القطبي غادر موطنه باتجاه العروض الوسطى ، كما ذكرنا سابقا، ثم بدأ الضغط الجوي يعود للانخفاض فوق القطب، والهواء القطبي بدأ ينحشر حول مركز القطب... مرحلة الانتقال من السالبية الى الايجاب يمكن تبسيطها مثال سهل وهو طريقة عمل مضخة الهواء اليدوية، عند الضغط على المضخة يرتفع الضغط داخلها فيخرج الهواء من المضخة للخارج،عند سحب اليد يعود الضغط للانخفاض ليسحب الهواء آخر من جديد داخل المضخة ، هذه الحراكة " ضخ-سحب" تعمل على اندفاع الكتل الهوائية القطبية جنوبا والدافئة شمالاويأخذ الغلاف الجوي الشكل العمودي بدل الافقي.
الى حد الان كل النماذج اتفقت وقرأت هذا الاندفاع،الاختلاف اصبح في شكل الاندفاع ومكان "الضربة" إن صح التعبير ووضعت الجميع في حيرة، في الوقت الذي يصر فيه احد النماذج على نزول لشرق المتوسط ،يضع نموذج آخر نزول على المغرب العربي،ويضع آخر نزول على وسط المتوسط ، وبين هذا وذاك يبقى محبو الطقس من عاشقي الثلوج بين شد وجذب ، خاصة وان الكتلة القطبية شديدة البرودة تحمل معها الكثير من الأحداث الجوية.
ربما اقرب مثال يتذكره سكان المغرب العربي هو ما حدث سنة 2012 عندما تحول تذبذب القطب من السالب الى الموجب بشكل سريع ادى لانفصال كتلة قطبية باتجاه سيبيريا، وبالتزامن مع اندفاع عواصف عنيفة من كندا باتجاه شمال الاطلسي ادى لصعود سريع للآزوري واقترانه بالمرتفع السيبيري عمل على تحرك الكتلة القطبية غربا باتجاه غرب المتوسط.
وما يحدث الان حدث كثيرا سابقا وأخذًنا بمثال حالة 2012 لايعني ان النزول القادم سيكون بنفس القوة ،ولا يعني بالضرورة ان النزول سيكون على المغرب العربي او شرق المتوسط، وكل ماذكرناه سابقا هو لمحة لكمية التشويش والمعلومات المتضاربة التي تتلقاها النماذج العددية والتي بالضرورة ادت لاعطاء المتابعي الطقس توقعات متضاربة،وبالاخير ما على محبي الثلوج سوى الانتظارآملين ان يعم الخير الجميع.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول