طقس العرب -في عالم الأذواق والنكهات، اعتدنا دائمًا على الحديث عن المذاقات الخمسة الأساسية الحلاوة، والحموضة، والملوحة، والمرارة، ونكهة الأومامي التي تشبه الغلوتامات، ولكن هل تخيلت يومًا وجود نكهة أساسية سادسة، تنبض تحت ألسنتنا، تضيف بعدًا جديدًا إلى عالم النكهات، وتفتح أفقًا جديدًا لاستكشافه؟
الجواب: تم اكتشاف استجابة جديدة للذوق لدى الإنسان، وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications في أوائل أكتوبر أن البشر يمكنهم أيضًا اكتشاف طعم كلوريد الأمونيوم، وهذا يثير إحساسًا قويًا وصفه الباحثون بأنه "مر، مالح، وحامض قليلاً". وتشير التقارير إلى أن كلوريد الأمونيوم ينشط المستقبلات في خلايانا التي تكشف عن النكهات المالحة والحامضة وبالإضافة إلى الأذواق الخمسة الأساسية المعروفة (حلو، حامض، مالح، مر، وأومامي)، يتم إضافة القدرة على تذوق كلوريد الأمونيوم إلى هذه الأذواق.
الجواب: وفيما يتعلق بأهمية هذا الاكتشاف، قالت نيكول أفينا، الأستاذة المشاركة في علم الأعصاب في كلية طب ماونت سيناي ومؤلفة كتاب "Sugarless"، إن القدرة على تذوق الأمونيا، والتي تُشير إلى رائحة وطعم الأطعمة التالفة مثل الأطعمة البحرية واللحوم، قد تكون وسيلة للبقاء على قيد الحياة.
وهذا يعني أن القدرة على اكتشاف هذا الطعم؛ ومن ثم تجنبه يمكن أن تؤدي دورًا مهمًا في تجنب تناول الأطعمة التالفة التي قد تحتوي على بكتيريا خطيرة يمكن أن تكون ضارة لصحتنا.
الجواب: نظام التذوق لدينا يقدم وظيفة حيوية في الحفاظ على صحتنا وضمان أن نأكل الطعام اللذيذ بشكل الأمن، حيث تقوم براعم التذوق بدور مهم في تمييز النكهات وتحديد ما نقوم بتناوله وبالإضافة إلى ذلك، يساعدنا النظام في اكتشاف المواد السامة ويحمينا منها.
وعندما تتفاعل مستقبلات التذوق في ألسنتنا مع مختلف الطعام، ترسل إشارات إلى دماغنا تساهم في تقديم تقييم لنكهة الطعام والتفاعل معها وفقًا لهذا التقييم من الممكن أن يساعدنا على اتخاذ قرارات حكيمة بشأن الطعام، مثل ما إذا كان آمنًا أم خطيرًا، وإذا كنا نرغب في تناول المزيد أو عدم ذلك وبالإضافة إلى ذلك، بفضل التذوق، يمكن لظهور بعض العلامات الغذائية السلبية أو الروائح الكريهة منعنا من تناول مواد سامة أو منتجات فاسدة.
على سبيل المثال، يمكن لبراعم التذوق أن تكتشف مواد مثل الأمونيوم عند تناول كميات كبيرة منها، وهذا يمكن أن يكون مكملًا لميزة البقاء عند الكائنات الحية واللافت أن هناك تنوعًا كبيرًا في الأذواق بين البشر، وفي بعض الحالات، يمكن أن يتمتع بعضهم بطعم مواد التي قد تبدو غير لذيذة بالنسبة لآخرين.
يتم تنشيط مستقبلات الطعم الحامض عن طريق كلوريد الأمونيوم في دراسة جديدة، وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث في كيفية استجابة براعم التذوق لدينا لهذا المركب.
حيث تم تعريض الخلايا البشرية المستنبتة لكلوريد الأمونيوم لفحص كيفية تنشيط هذا المركب لخلايا التذوق وجد الباحثون أن كلوريد الأمونيوم قادر على تفعيل قناة بروتون محددة تسمى بروتين أوتوبترين 1 (OTOP1)، وهي نوع من المستقبلات التي تكون موجودة في براعم التذوق الحمضية لدينا.
وتم أيضًا دراسة كيفية استجابة الفئران لكلوريد الأمونيوم، وتبين أن الفئران التي لا تحمل مستقبلات OTOP1، ولم تظهر استجابة لكلوريد الأمونيوم، بينما تجنبت الفئران التي تحمل هذه المستقبلات المركب، وهذه الدراسة تظهر أن استجابة المستقبلات OTOP1 لدى الإنسان والفئران تشبه كيفية استجابة المستقبلات للطعم الحمضي.
بناءً على هذه النتائج، يعتقد الباحثون أن مستقبلات OTOP1 ضرورية لمساعدة البشر في اكتشاف طعم كلوريد الأمونيوم. وتقول أفينا إن هذه الدراسة تشير إلى إمكان وجود مستقبل طعم جديد OTOP1، يستجيب لطعم الأمونيا في مزارع الخلايا والحيوانات، وتعتبر هذه النتائج الأولية مثيرة، وتشجع على إجراء المزيد من البحوث لتأكيدها وفهمها بشكل أفضل.
تم التعرف على استجابة ذوق جديدة لدى البشر، وهذا الاكتشاف يُضاف إلى الأذواق الكلاسيكية الخمسة المعروفة:
الحلاوة، والحموضة، والملوحة، والمُرارة، والأومامي (النكهة المالحة). وتوصلت دراسة جديدة إلى أن كلوريد الأمونيوم يعزز إحساسنا بنكهة مرارة مالحة مع لمسة خفيفة من الحموضة.
إن البحث في علم التذوق لا يزال مستمرًا، وهناك إمكانية كبيرة لاكتشاف أذواق جديدة ومفيدة لم نكتشفها بعد، وهذا الاكتشاف مهم على نحو خاص في عصرنا الحالي مع التقدم في مجال معالجة وتعديل الأغذية، ويمكن للبحوث المستقبلية توسيع فهمنا لاستجابة الخلايا الحسية والمستقبلات لمجموعة متنوعة من المواد، وقد يكون لهذا الفكر تأثير كبير على صناعة الأغذية وصحتنا الشخصية؛ حيث إن فهم كيفية عمل نظام الذوق البشري يساهم في الحفاظ على سلامتنا وضمان تناول الأغذية الآمنة واللذيذة.
اعرف أيضا:
بريطانيا... آيس كريم الفانيليا مصنوع من البلاستيك المعاد تدويره
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول