مرور 30 عاماً مُنذ ثوران بُركان إل تشيتشون في المكسيك،ذلك الثوران الذي غيّر الطقس العالمي

2012-04-05 2012-04-05T11:14:55Z
admin
admin

ثوران بُركان إل تشيتشون يوم 28-3-1982

 

 

موقع"طقس العرب"الإلكتروني-عُمر الدجاني-في مثل هذا الوقت من العام قبل ثلاثين عاماً، عاشت الكُرة الأرضية بغلافها الجوي حدثاً طبيعياً عنيفاً تمثّل في واحدٍ من أكبر الانفجارات البُركانية خلال القرن العشرين، حيثُ تسبب الثوران العنيف لبُركان "إل تشيتشون" في المكسيك يوم 28 اذار/مارس عام 1982 في مقتل نحو ألفي شخص من أهالي القُرى المُحيطة بفوهة البُركان.

 

و رُغم الخسائر البشرية و المادّية التي خلفها البُركان أيام الانفجارات العنيفة، إلا أن تأثير الرماد البُركاني بقي ليؤثر على الغلاف الجوي الذي تغيّرت أنماط الطقس المُعتادة به بشكلٍ كبير و ملحوظ في كافة أرجاء الكُرة الأرضية و من ضمنها الأردن التي عاشت مع بداية سنة 1983 فصل شتاءٍ قلّ مثيلُه.

 

ثوران بُركان "إل تشيتشون" لمُدة 3 ساعات فقط كان عنيفاً لدرجة أنه أخرج من الأرض كميات هائلة من الحمم البُركانية و  ملايين الأطنان من الرماد، لينتُج عن ذلك عمودٌ كبير من الرماد البُركاني وصل إلى ارتفاع  27 كيلومتراً أي في طبقة (الستراتوسفير) الطبقة العُليا في الغلاف الجوي.

 

الأسوأ من ذلك حدث بعد ذلك بأيام ،فقد  انفجر البُركان مرّةً أُخرى و بشكلٍ أعنف يوم الرابع من أبريل/نيسان 1982 لينطلق من فوّهة البُركان عامود رمادٍ بُركانيٍ هائل ارتفع إلى طبقة (الستراتوسفير) مرة أُخرى، لكن هذه المرة وصل إلى ارتفاع شاهقٍ جدّاً تجاوز الـ 29 كيلومتراً.

 

و بعد انفجار البُركان بأسابيع فقط، بدأت واحدة من أقوى فترات تغُيرات أنماط الطقس حول العالم و بشكلٍ واسع و لافت عام 1983 استدعى من العُلماء المُتابعة و التحليل.

 

فبحسب الدراسات و التحليلات،وجد بعض العُلماء صلةً واضحة و مُباشرة بين الرماد  الناجم عن ثوران البُركان و التبريد الحاصل في القسم الشمالي من الكُرة الأرضية ،حيثُ سُجل في ذلك العام انخفاضٌ على درجات الحرارة بمقدار 0.4 إلى 0.6 درجة مئوية ،كنتيجة لارتداد أشعة الشمس بشكل كبير عن الغلاف الجوي بسبب مُكونات الرماد البُركاني، و كان لذلك تأثير واضح على اضطراب الأنظمة الجوية حول العالم.

 

فقد كان لمكوّنات الرماد البُركاني الكيميائية الدور الأبرز في التأثير على الطقس ،حيثُ أظهرت التحليلات أن الرماد كان غنياً بشكل غير طبيعي بثاني أُكسيد الكبريت الأمر الذي أدى إلى انتشار أكثر من 10 ملايين طُن من هذه المادة توزعت في الأجواء بشكلٍ أحاط الغلاف الجوي للأرض، و ظهر ذلك بشكل واضح من خلال العديد من غروبات الشمس المُلونة المُتتالية التي لاحظها آنذاك العديد من سُكان العالم.

 

الموسم المطري 1982/1983 في الأردن كان مُميزاً عن مثيله من المواسم في السنوات الأُخرى و بقي في ذاكرة المواطنين و مُتابعي و خُبراء الأحوال الجوية في ذلك الوقت،حيثُ شهدت مناطق المملكة أحوالاً جوية مُضطربة بشكلٍ مُستمر ترافقت مع تساقُطٍ لكميات كبيرة من الأمطار تجاوزت ضعف مُعدلاتها السنوية في مُختلف المناطق .

 

البداية من بعد ثوران البُركان كانت مع نهاية الموسم المطري عام 1982،و حينها تعرضت المملكة لحالة عدم استقرار جوي شديدة العُنف-قد لا يكون لها علاقة ببُركان المكسيك- تساقطت على إثرها أمطار طوفانية بكميات هائلة على مُعظم مناطق المملكة ترافقت بعواصف رعدية عنيفة و تساقُط كبير لحبات البَرَد،مما أدى إلى تشكُل فيضانات عارمة في مُختلف المناطق ،حيثُ يذكر لنا آباؤنا أن المياه ارتفع منسوبها داخل العاصمة عمّان إلى نحو النصف متر.

 

كما شهدت أجزاء واسعة من المملكة تساقُطاً مُتكرراً للثلوج في الموسم 1982/1983 بدأ بشكلٍ مُبكر و نادر على شكل زخات على المُرتفعات الجبلية العالية يوم 24-11-1982.

 

في شهر يناير/كانون الثاني من عام 1983 عادت الثلوج مرّةً أُخرى  في ذلك الموسم على شكل عاصفة ثلجية شاملة للعديد من  مناطق المملكة في اليوم الأول من سنة 1983،كما و زارت الثلوج المُرتفعات الجبلية في اليوم التاسع من نفس الشهر،و في الثامن عشر منهُ أيضاً.

 

في شهر فبراير/شباط من ذلك العام شهدت المملكة تساقُطاً غزيراً للأمطار و الثلوج،حيثُ يُظهر الأرشيف المناخي لمطار عمّان المدني أن العاصمة شهدت هطولات في 20 يوماً من أصل 28 يوماً خلال الشهر،تخللهُما تساقُط الثلوج في مناسبتين،حيثُ شهدت المملكة عاصفة ثلجية قوية جداً استمرت لخمسة أيام بدأت ليلة 18-2-1983 و استمرت لغاية صباح 22-2-1983،و قد ترافقت هذه العاصفة الثلجية برياح شديدة و العواصف الرعدية،كما و تساقطت الثلوج مرة أُخرى يوم 27-2-1983.

 

و مع بداية شهر مارس/اذار 1983 تعرضت المملكة لعاصفة ثلجية قوية مرة أخرى يومي 5 و 6-3-1983 كما و تساقطت زخات من الثلوج على المُرتفعات الجبلية العالية يوم 22-3-1983.

 

و استمر الإضطرابات الجوية النشطة في تلك السنة و امتدت الأمطار خلال شهر أبريل/نيسان الذي شهد 4 حالات مطرية قبل أن يُسدل الستار على ذلك الموسم المطري الحافل يوم 14 مايو/أيار 1983 الذي شهد تساقُطاً للأمطار الرعدية.

 

يُذكر أن هذه العلاقة بين الانفجارات العنيفة للبراكين و تأثيرها على الغلاف الجوي و تغيُرات الطقس  قد حدثت مرة أخرى عامي 1991 و 1992 حيثُ انفجر بُركان جبل "بيناتوبو" في الفيليبين يوم 15-6-1991 لينثُر في الغلاف الجوي 10 ملايين طُنّ من الرماد البُركاني،ليُتبع ذلك بتقلبات كبيرة في الأنظمة الجوية،عاشت من خلالها الأردن فصل شتاءٍ شهير مليء بالعواصف الثلجية و الامطار الغزيرة.

 

​صورة للأقمار الاصطناعية توضح انتشار الرماد البُركاني في الغلاف الجوي للكُرة الارضية فوق المكسيك

​بُركان بيناتوبو في الفيليبين صيف عام 1991

​مُقارنة بين الانبعاثات الصادرة عن البُركانين الهائلين سنتي 1982 و 1991

​ثلوج عمّان سنة 1992 - الدوار الرابع

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
كيف نتعامل مع موجات الحر؟ إليكم أفضل 10 نصائح للتعامل مع الأجواء اللاهبة

كيف نتعامل مع موجات الحر؟ إليكم أفضل 10 نصائح للتعامل مع الأجواء اللاهبة

أحداث جوية استثنائية أثرت على الأردن خلال أشهر رمضان السابقة

أحداث جوية استثنائية أثرت على الأردن خلال أشهر رمضان السابقة

كتلة هوائية باردة تؤثر على الخليج العربي وانخفاض على درجات الحرارة في هذا الموعد

كتلة هوائية باردة تؤثر على الخليج العربي وانخفاض على درجات الحرارة في هذا الموعد

حالة ماطرة تؤثر على المنطقة مع آخر أيام الخريف فلكياً (التفاصيل)

حالة ماطرة تؤثر على المنطقة مع آخر أيام الخريف فلكياً (التفاصيل)