طقس العرب - في بعض الأيام يتساقط المطر بسكون ورقة، ويلامس الأرض بلطف، مما يغذيها وينعشها، ولكن في أيام أخرى، تهطل الأمطار بكثافة، ووفق تصريحات خبراء الأرصاد الجوية يمكن لهذه العواصف المطيرة القوية أن تجعل وقوفك في الخارج يشعرك وكأنك محاصر تحت منشفة ثقيلة ورطبة، وليس فقط ذلك، بل يمكن لهذه العواصف أن تغمر الأراضي مسببة دمارًا هائلاً.
وتفسيراً لهذه الظاهرة يشرح جيفري ب. هالفرسون، الأستاذ في مجال الجغرافيا والأنظمة البيئية، والعميد المشارك لكلية الدراسات العليا في جامعة ميريلاند بمقاطعة بالتيمور، أسباب هذا التباين في مقال نشره على موقع "ذا كونفرزيشن The Conversation".
الجواب: يعود سبب هطول الأمطار إلى تفاعل معقد يجمع بين الرطوبة الموجودة في الهواء، والتي تظهر عادة على شكل غيوم، وتيارات الهواء التي تتحرك في اتجاهات مختلفة، وعندما يرتفع الهواء الرطب عبر السحاب، يُبَرَّد، مما يؤدي إلى تحول الماء الذي يحتويه إلى قطرات مطر صغيرة.
ويُمكن أن تشبه هذه الظاهرة بما يحدث عندما ترى أنفاسك في ليلة باردة، حيث يتسبب تغير درجة الحرارة في تكوين قطرات مائية في أنفاسك، وتكون هذه القطرات الصغيرة خفيفة للغاية، وتطفو بفضل دفع الهواء الصاعد، ولكن كلما ارتفعت، زادت حجمها ووزنها، حتى تصبح ثقيلة جدًا، مما يجعلها تسقط على الأرض كمطر.
يحمل الهواء البارد عادة نسبة رطوبة أقل من الهواء الدافئ، ولذلك لا تحتوي غيوم الشتاء على الكثير من الماء، ولهذا السبب، تكون هذه الغيوم رقيقة ومتكونة من طبقات، ولا تتميز بالانتفاخ الكبير أو الارتفاع الطويل والامتلاء بالماء وبسبب صعوبة رفع الهواء البارد بسرعة، تظل السحب الشتوية هذه تحتوي على تيارات هوائية صاعدة بسيطة.
وفي حال تدفق تلك التيارات البطيئة فوق السحب الرقيقة التي تحتوي على الرطوبة المحدودة، تتشكل قطرات مطر صغيرة يسهل سحبها إلى الأسفل بسهولة نتيجة للجاذبية، وهو عكس تيار الهواء، وعندما تكون السحب ضعيفة، وتتحرك الرياح ببطء، ينجم عنها هطول أمطار خفيفة وهادئة.
وأما فيما يتعلق بالعواصف الشديدة، تحدث عندما يكون هناك ارتفاع في نسبة الرطوبة في الهواء، حيث تتحرك الرياح بسرعة كبيرة إلى الأعلى، كما هو الحال في العواصف الرعدية الصيفية، ويرتفع الهواء الدافئ والرطب بسرعة هائلة، وقد تصل سرعة التحرك إلى 48 إلى 64 كيلومتراً في الساعة، ويحتفظ الهواء بكميات كبيرة من الرطوبة، تصل إلى خمس مرات أكثر من تلك الموجودة في سحب الشتاء.
ويؤدي هذا الارتفاع في نسبة الرطوبة وسرعة حركة الهواء إلى تكوين سحب طويلة وكثيفة مليئة بالرطوبة، وعندما يتحرك الهواء لأعلى عبر هذه السحب، تتكون قطرات الماء بسرعة، ولكن بسبب سرعة الرياح، قد تتضخم القطرات قبل أن تسحبها الجاذبية إلى الأسفل.
وعندما تصبح قوة الرياح غير قادرة على دعم وزن قطرات الماء، ينهار تيار الرياح، وتتساقط جميع قطرات المطر في السحابة فورا، مما يشكل العواصف الرعدية الصيفية.
تكون الأمطار الغزيرة المفاجئة قادرة على الهطول بوصتين أو حتى 3 بوصات (من 2.54 إلى 7.62 سنتيمتراً) في أقل من ساعة، ويمكن أن تتسبب هذه الأمطار الغزيرة بفيضانات فورية، حيث تتدفق إلى الطرق، وتحجب الناس أينما كانوا.
ولحسن الحظ، تكون العواصف الرعدية العنيفة قصيرة الأمد بشكل عام، حيث تختفي الغيوم، وتظهر السماء بلونها الأزرق اللطيف بمجرد سقوط المطر، وتحطم تيارات الهواء الصاعدة.
وبالطبع، يمكن أن يتسبب فصل الشتاء أيضًا في حدوث عواصف قوية، خاصة فوق المحيطات الأكثر دفئًا، فعندما تتساقط كميات كبيرة من الأمطار، تعمل المبادئ أنفسهم:
ومع العلم أنه لا يوجد اثنتان من العواصف المتشابهة، حيث يمكن في بعض الأحيان أن تهطل الأمطار بشدة حتى تجعلك تشعر وكأنك في الحمام، في حين أنه في أوقات أخرى تهطل فقط رذاذًا هادئًا لطيفًا والآن، سواء كنت غارقًا في المطر أم تستمتع بالغناء تحته، فإنك ستعرف السبب وراء هذا التباين.
اعرف أيضا:
في أول أيام المطر... 5 نصائح مفيدة
كيف تقود دراجتك النارية تحت المطر؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول