طقس العرب - قد لا يعرف الكثير منا ذلك، لكن سم العقرب ليس وسيلة تستخدمها العقارب للدفاع عن نفسها فقط، فهو يستخدم في المناعة، والأدوية المضادة للملاريا وبحوث السرطان، ولكن جمع السم يمكن أن يكون خطرا، وهذا هو السبب الذي دفع أحد الأشخاص لتطوير “آلة الحلب” للقيام بهذه المهمة.
عادة، يتم الحصول على سم العقرب إما عن طريق التحفيز الكهربائي باليد، أو من خلال ثقب الغدة التي تحوي السم، ولسوء الحظ، فإن الطريقة الأولى تعرض الممارسين لخطر الاصابات والصدمات الكهربائية، في حين أن الثاني هو ضار للحيوان نفسه، وهنا يأتي دور الروبوت الآلي (VES-4) الذي يستخلص السم بأمان من العقارب.
الروبوت الآلي (VES-4) مصمم للاستخدام في المختبر أو الحقل من قبل شخص واحد، ويمكن أن يستوعب ما يصل إلى أربعة العقارب في وقت واحد (يمكن زيادة العدد مع تطوير الجهاز)، وذلك باستخدام المشابك لعقدها بلطف في المكان.
وعندما يتم تثبيتها، تستخدم أقطاب كهربائية مدمجة لتوصيل صدمات كهربائية، مما يدفع العقارب لإفراز قطرات من السم التي يتم جمعها في قارورة قابلة للإزالة. وبمجرد الانتهاء من حلب السم، يتم الإفراج عن الحشرات دون أن تصاب بأذى.
يسمح جهاز التحكم عن بعد بالأشعة تحت الحمراء للمستخدمين بتشغيل الجهاز من مسافة آمنة، رغم أنهم لا يزالون يتعاملون مع العقارب أثناء إدخالها وإخراجها.
وقال الباحث معاذ مكامل من كلية العلوم بنمسيك، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي أشرف على عملية تصميم الجهاز، أن هذه التقنية الجديدة ستمكن من استخراج كميات أكبر من سم العقارب وبشكل آمن للاستفادة منها طبيا. إذ تحظى الأبحاث حول سم العقارب باهتمام كبير لاستخداماته المتعددة في مجالات مختلفة للعلاج مثل علاج مرض السرطان وصناعة مسكنات جديدة للآلام وتطوير عمليات زراعة الأعضاء.
من المفارقات أن سم العقرب هو السم الأكثر فتكًا والأغلى ثمناً، إذ تبلغ تكلفة سم العقرب 8000 دولار للجرام الواحد، وهو يحمل مجموعة متنوعة من "الآفاق الطبية المثيرة"، ويستخدم في تطوير أدوية ضد الملاريا والسرطان، وهما مرضان فتاكان للغاية.
ففي مجال البحوث حول تطوير علاجات جديدة لمرض السرطان طور باحثون من مركز فريد هتشينسون لأبحاث السرطان، وجامعة واشنطن، وشركة "بليز بيوساينس" الناشئة ما يسمى ب "طلاء الورم"، الذي يستخدم جزيئات الفلورسنت المرتبطة بالسموم الطبيعية، مثل سم العقرب لإضاءة الخلايا السرطانية. وتمكن هذه الطريقة التي تخضع لتجارب سريرية الأطباء من تحديد الموقع الدقيق للأورام وقياس مدى النمو السرطاني في الجسم.
كما يعمل الباحثون على تجارب لاستخدام المركبات الطبيعية الموجودة في لسم العقرب كمسكن للألم. ووجدت أبحاث نشرت في عام 2013 أن سم العقرب يوقف التوتر العصبي لدى الفأر الجندب، وهذا يعني أن السم يعمل كمسكن للألم. ويأمل الباحثون في أن تؤدي هذه النتائج في نهاية المطاف إلى تطوير دواء جديد لتسكين الآلام لدى للبشر.
وقد وجد الباحثون أن سم العقرب أو نسخة توليفية منه يمكن استخدامها في الأدوية المثبطة للمناعة. وتستخدم هذه الأدوية للحد من قدرة الجسم على رفض العضو المزروع. وغالبا ما تسبب مثبطات المناعة آثارا جانبية خطيرة للمرضى، لذلك فإن تطوير أنواع جديدة وآمنة منها سيكون له أثرا هاما في تطوير تقنيات زراعة الأعضاء.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن سم العقرب يمكن أن يمنع فقدان العظام، مما يجعله مادة مفيدة لعلاج حالات مثل التهاب المفاصل. كما وجدت أبحاث أخرى أن هذه المادة فعالة في مكافحة الملاريا. ففي عام 2011، نجح باحث من جامعة ميريلاند بعد تعديل فطر طفيلي محمل بمواد موجودة في سم العقرب بمهاجمة طفيليات الملاريا الموجودة داخل البعوض والقضاء عليها.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول