من أقوى أعاصير بحر العرب.. ذكرى اعصار تشابالا الذي بلغ في احدى مراحله الدرجة الرابعة

2021-10-23 2021-10-23T14:03:53Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - من منّا لا يذكر الإعصار تشابالا أحد اقوى أعاصير بحر العرب في تاريخ السجلات المناخية الحديثة، الذي ضرب سواحل اليمن المُطلة على بحر العرب بكل قوة، مُترافقاً بهبوب رياح عاتية وارتفاع كبير في الأمواج التي غمرت المناطق الساحلية، إضافة إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار التي أحدثت فيضانات وسيول جارفة.

 

أبرز تفاصيل إعصار تشابالا المُدمر

وفي التفاصيل، في يوم الأربعاء 28 أكتوبر 2015 وبعد انحسار رياح المونسون والاحترار الكبير الذي شهده بحر العرب في ذلك الوقت، كانت الظروف الجوية مواتية لتطور منطقة من الضغط الجوي المنخفض إلى عاصفة مدارية، وقد أطلق المركز الإقليمي المتخصص للأرصاد الجوية ومقره في نيودلهي مسمى تشابالا، وهي تسمية مقترحة من بنغلاديش، حيثُ تندرج هذه الأسماء ضمن نطاق بحر العرب وخليج البنغال المجدولة حسب المنظمة العالمية.

 

وتحركت الحالة المدارية تشابالا غرباً باتجاه الجزيرة العربية بالتزامن مع تطورها سريعاً فوق مياه بحر العرب الدافئة، وقدرت سرعة الرياح القصوى في احدى مراحل الاعصار تشابالا بحوالي 215 كيلومتراً في الساعة إذ بلغ حينها من الدرجة الرابعة، وكان من المتوقع حينها أن يتجه الإعصار نحو منطقة سيحوت في محافظة المهرة اليمنية، ولكنه غير مساره إلى الجنوب الغربي بشكلٍ مُفاجئ وغير مُتوقع. 

 

 

وفي الأول من نوفمبر مرّ الاعصار تشابالا بمحاذاة جزيرة سقطرى وكان حينها إعصاراً من الدرجة الثالثة رافقه هبوب رياح شديدة تزيد سرعتها عن 150 كم/ساعة وهُطول أمطار شديدة الغزارة وارتفاع مستوى البحر والأمواج لما يزيد عن 10 أمتار في بعض المناطق، وواصل التحرك باتجاه خليج عدن ليدخله في 2 نوفمبر، ليُصبح أقوى إعصار مداري مُسجل في تلك المنطقة. 

 

وعبرت عين الإعصار تشابالا ساحل المكلا في الساعة الخامسة من فجر الثلاثاء 3 نوفمبر، بسرعة رياح بلغت 120 كم/ساعة، وأغرقت أمواج البحر المدينة، وواصل مساره غرباً متحولاً إلى منخفض مداري مروراً من منطقة بلحاف الفاصلة بين محافظتي شبوة وحضرموت، وتلاشى الإعصار ظهر الثلاثاء 3 نوفمبر.

 

أبرز أسباب تطور اعصار تشابالا إلى الدرجة الرابعة 

يُعتبر اعصار تشابالا ثالث اقوى اعصار في تاريخ السجلات المناخية الحديثة لبحر العرب، حيثُ شهدت حينها المياه السطحية في شمال المحيط الهندي وبحر العرب، تسخيناً متسارعاً بشكل استثنائي، ووصلت القيم لتطرف حرارة المياه الى +1.2 درجة مئوية أعلى من المعدلات الاعتيادية، حيث وفرت هذه الظروف الجوية بيئة خصبة لتطور الحالات المدارية، إذ شهد خريف 2015 تطور أربعة حالات مدارية، نجحت منها حالتين بالتطور بمستوى الاعصار والعاصفة.

 

 

حيث تملك الأرض طرق طبيعية في تصريف مخزون الطاقة الحرارية والحفاظ على توازنها الحراري، لعل أهمها تصريف الطاقة الحرارية عن طريق تشكل الحالات المدارية والجبهات الهوائية مثل العواصف الأطلسية في العروض الوسطى، وقد وجد أن الأعاصير تحول ثلث الطاقة الحرارية المختزنة في الأرض الى طاقة حركية.

 

لذا من الطبيعي مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية تزايد شدة الأعاصير، مع زيادة مُتوقعة في كميات بخار الماء في الغلاف الجوي وما يُقابلها من تزايد كميات الأمطار والفيضانات المصاحبة لها والمخاطر المرتبطة بتعاظم الأمواج وغمرها للمناطق الساحلية.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
تحديث جوي : سحب ممطرة على مقربة من شمال المملكة وفرصة لزخات من الأمطار الساعات القادمة

تحديث جوي : سحب ممطرة على مقربة من شمال المملكة وفرصة لزخات من الأمطار الساعات القادمة

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق