موجة قطبية تترافق بتساقط كثيف للثلوج تؤثر على جنوب أوروبا والتأثيرات تطال دول المغرب العربي

طقس العرب - قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن آخر المعطيات الواردة من ما يسمى بالحاكاة الحاسوبية تشير إلى تأثر مناطق هامة في منطقة شمال شرق المحيط الأطلسي مما يجبر كتلة هوائية قطبية المنشأ وشديدة البرودة على الالتفاف حوله واندفاعها نحو وسط وجنوب القارة الأوروبية وتترافق بتساقط كثيف للثلوج فوق عدة مناطق وسط أجواء شتوية قارسة البرودة.

موجة قطبية تترافق بتساقط كثيف للثلوج تؤثر على جنوب أوروبا اعتبارًا من اليوم

وتفصيلًا، تندفع كتلة هوائية قطبية المنشأ وشديدة البرودة ومحملة بكميات كبيرة من الرطوبة نحو وسط وجنوب القارة الأوروبية اعتبارًا من اليوم ولعدة أيام، مما يؤدي إلى تشكل منخفض جوي عميق يتمركز فوق إيطاليا ويستمر بالدوران حول نفسه لعدة أيام مما يعني أنه يستمر باكتساب الرطوبة والتغذية اللازمة من حرارة سطح مياه البحر المتوسط والتي تعتبر دافئة للغاية مقارنة بحرارة الطبقة ذات الكتلة الهوائية.

ونتيجة لذلك تتشكل عدة جبهات هوائية باردة، تترافق بهبوب رياح شديدة تتجاوز سرعة هباتها حدود الـ100 كم/ساعة مما يتسبب بحدوث اضطراب شديد للأمواج، كما تهطل الأمطار الغزيرة على العديد من المناطق الساحلية والمنخفضة تكون مصحوبة بالعواصف الرعدية أحيانًا مما يؤدي إلى تشكل السيول وحدوث الفيضانات.

فيما تكون الأمطار على هيئة ثلوج كثيفة فوق غالبية المرتفعات الجبلية الأوروبية، حيث تتساقط الثلوج لعدة أيام وتكون غزيرة ومتراكمة، وتشمل الثلوج مرتفعات إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، وتمتد نحو مرتفعات البلقان ولا يُستبعد أن تصل سماكات الثلوج لحوالي المتر فوق بعض القمم خاصة تلك التي تقع بين فرنسا وإسبانيا.

تأثيرات النظام الجوي تطال دول المغرب العربي وفرص الثلوج تشمل قمم الجزائر

ونظرًا لقرب مركز المنخفض الجوي والكتلة الهوائية القطبية المرافقة لها تمتد تأثيرات النظام الجوي نحو شمال الجزائر وتونس، حيث تنخفض درجات الحرارة وتنشط الرياح ويضطرب الموج على السواحل، ويسود طقس شتوي بارد وماطر على فترات تكون الأمطار رعدية غزيرة أحيانًا، كما ونتيجة التبريد الكبير للكتلة الهوائية تتهيأ الفرصة لتساقط الثلوج فوق قمم المرتفعات الجبلية العالية في شمال الجزائر.

طقس مستقر ودرجات الحرارة أعلى من معدلاتها في شرق المتوسط

ونتيجة لاندفاع الرياح الباردة نحو المناطق آنفة الذكر يؤدي إلى انزياح الرياح الدافئة نحو دول شرق المتوسط، مما ينتج عنه تأخر في هطول الأمطار وسيطرة أنظمة من الضغط الجوي المرتفع تمنع تقدم المنخفضات الجوية الشتوية نحو المنطقة.

كما أن المنظومة الجوية لا تبشر بحدوث تغيير قريب في شكل الأنظمة الجوية، حيث يستمر المرتفع الجوي القوي بالسيطرة على بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وتكون درجات الحرارة أعلى من معدلاتها نسبة لمثل هذا الوقت من العام.

والله أعلم.