موسم الحالات المدارية في بحر العرب يقترب.. فهل يسجل أول نشاط مداري قريبًا؟

طقس العرب - تشير آخر البيانات المناخية إلى ارتفاع درجات حرارة سطح مياه بحر العرب وشمال المحيط الهندي، بما في ذلك خليج البنغال، لتصل إلى حوالي 30 درجة مئوية. ويُعتبر هذا الارتفاع ملحوظًا ومهمًا من الناحية الجوية، إذ تُعد هذه القيم الحرارية ضمن المعدلات المواتية لتطوّر الحالات المدارية، مثل المنخفضات المدارية والعواصف أو حتى الأعاصير، في حال توفرت باقي العوامل الجوية المساعدة. ويُعد دفء المياه من أبرز المحفزات لتغذية وتكثيف السحب الركامية، مما يعزز من فرص نشوء أنظمة جوية مدارية خلال الفترة القادمة في هذه المسطحات البحرية.

علميًا: ظروف جوية تعيق تطور النظام المداري إلى أول عاصفة في بحر العرب هذا العام

ومن الناحية العلمية، لاحظ المختصون الجويون في مركز طقس العرب أنه على الرغم من أن درجة حرارة سطح المياه مرتفعة، وهي أحد أسباب تطور المنظومات المدارية، إلا أن المختصين لاحظوا وجود معيقات تمنع تطور الحالات المدارية في بحر العرب في الوقت الراهن، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

رياح القص العلوية:

ومن خلال المخرجات الحاسوبية، تبيّن وجود رياح قص علوية قوية فوق بحر العرب والمناطق المحيطة. وفي حالة الأنظمة المدارية مثل الأعاصير أو المنخفضات المدارية، تؤدي رياح القص القوية إلى إضعاف النظام الجوي أو حتى منعه من التطور (تمامًا كما يحدث في بحر العرب). يحدث هذا التأثير لأن رياح القص تفصل وتشتّت بنية النظام الجوي، حيث تؤدي إلى قص الطبقات العلوية والسفلية من النظام وفصلها عن بعضها البعض، مما يُضعف من تكامل السحب والحمل الحراري الضروريين لتطور الإعصار أو المنخفض. في بحر العرب، عندما تكون هناك رياح قص قوية، فإنها تعيق عملية تغذية النظام المداري بالرطوبة والطاقة التي يحتاجها للتعمق، ورياح القص (Wind Shear) هي تغير في سرعة أو اتجاه الرياح مع الارتفاع في الغلاف الجوي.

وجود مرتفع جوي علوي:

وعلى مستوى طبقات الجو العليا، يُعد خلو المنظومات المدارية من الأنظمة الجوية الأخرى شرطًا ضروريًا لتطورها. ولكن في حالة بحر العرب، يتواجد مرتفع جوي قوي في طبقات الجو العليا، وهو يمثل طبقة من الهواء المضغوط في المستويات العليا من الغلاف الجوي. قال المختصون الجويون إن وجود هذا المرتفع يمنع النظام المداري من التعمق أفقيًا في طبقات الجو العليا، لأنه يفرض ضغطًا هابطًا ويُعزز من التيارات الغارقة، مما يعيق صعود الهواء الدافئ والرطب من السطح نحو الأعلى، وهو ما يُعد ضروريًا لتعزيز قوة النظام وتطوره.

اقتراب موسم نشاط الحالات المدارية الأول لهذا العام في بحر العرب وشمال المحيط الهندي

ويُعرف الموسم الأول لنشاط الحالات المدارية في بحر العرب باسم "Pre-monsoon"، أي الموسم الذي يسبق نشاط الرياح الموسمية، ويحدث عادة خلال شهري مايو ويونيو. وخلال هذا الموسم، تكون درجات حرارة سطح المياه دافئة بدرجة كافية، كما أن اياح القص تكون أضعف نسبيًا، مما يوفّر بيئة مناسبة لتطوّر الحالات المدارية. وتُعد هذه الفترة من أبرز الفترات التي قد تشهد تشكّل منخفضات أو أعاصير مدارية في بحر العرب، قبل أن يبدأ نشاط الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تؤثر على المنطقة خلال الصيف.

والله أعلم.