نحتاجها في كل الفصول.. ما أهمية الأرصاد الجوية في حياتنا اليومية؟

طقس العرب - يُعتبر علم الأرصاد الجوية من أهمّ العلوم التي تلعب دوراً كبيراً في حياتنا اليومية، حيث لا يمكن تجاهل تأثير حالات الطقس والمناخ على جوانب حياة الإنسان المختلفة في جميع فصول السنة، الأمر الذي يستوجب الحصول على معلومات دقيقة تكون أقرب للواقع ومفيدة حول الطقس.

و إيماناً بالدور الحيوي الذي تلعبه الأرصاد الجوية في مختلف مجالات الحياة، تحتفل مرافق الأرصاد الجوية بالدول العربية يوم 15 سبتمبر من كل عام بـ "اليوم العربي للأرصاد الجوية" وهو اليوم الذي أصدر فيه مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قراره بإنشاء اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية في 15 سبتمبر 1970 بهدف توحيد الجهود والأهداف في هذا المجال العلمي الحيوي والهام.

ويأتي الاحتفال هذا العام 2022 تحت شعار ،"الارصاد مهمة في حياتنا" ، فما هي أهمية الأرصاد الجوية في حياتنا اليومية؟

أهمية الأرصاد الجوية في حياتنا اليومية

قطاع الزراعة

يعتبر القطاع الزراعي واحدا من أكثر القطاعات الذي يعتمد على عملية الرصد الجوي، حيث يعتمد المزارعون على التعليمات الصادرة عن الأرصاد الجويّة فيما يخص وقت زراعة المحاصيل وحصادها، كما يفيد أيضا في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المحصول عند حدوث تقلبات بالطقس، مثل التنبؤ بالصقيع الذي يؤثر بشكل كبير على المزروعات، وكذلك عند حدوث الجفاف الذي يحتاج إلى إدارة فعّالة للمياه لحماية المحاصيل من التلف، ويساعد المناطق التي تتعرض بصفة موسمية إلى فيضانات عنيفة.

التنقلات البرية والمرور

بحسب الدراسات الإحصائية فإن النسبة الأكبر من حوادث الطرق تنتج عن اضطراب الأحوال الجوية، ولهذا فإن النشرة الجوية تقدم تحذيرات للمواطنين، تعلمهم من خلالها بالتوقيتات المناسبة للسفر على الطرق السريعة، وكذلك تعلمهم بالعوائق التي قد تواجههم من ضباب قد يحجب الرؤية أو ما شابه، وكذلك التحذيرات ذاتها تكون موجهة إلى الحكومة وأجهزة الدولة، فمثلاً إن كان هناك احتمالاً لهطول ثلوج بمنطقة معينة، فإن الأجهزة المعنية تستعد للتعامل مع هذه الثلوج، كي لا يعيق حركة المرور على الطرق السريعة ويحد من نسبة الحوادث.

صحة الإنسان

تؤثر حالة الطقس بشكل مباشر على صحة الإنسان، سواء في الطقس البارد أو الحار، والتقلبات الحرارية بين الفصول، فيتيح معرفة أحوال الطقس للإنسان فرصة اتخاذ إجراءات الاحترازية للوقاية من أية أضرار محتملة، ابتداءً من اختيار الملابس المناسبة للطقس المتوقع، وقد يصل الأمر إلى تحذير الخبراء للمواطنين من مجرد مغادرة منازلهم، وذلك إذا كان الطقس يشهد حالة ارتفاع أو انخفاض شديدين في درجات الحرارة، مما قد يعرضه لمخاطر صحية جسيمة قد تصل إلى حد التسبب في الوفاة.

تداول السلع

يرتبط تداول بعض السلع وجودة ومقدار الطلب عليها بحالات التنبؤ الجويّ، فمثلًا البن يتأثر بالظروف الجويّة السيئة فتنخفض جودته، وكذلك الوقود الذي يزيد استهلاكه بشكل أكبر بفصل الشتاء فيزيد الطلب عليه على مستوى العالم، ويرتفع سعره.
 

مجال الطاقة

تعتمد مصادر الطاقة المتجددة على علم الأرصاد الجوية، فيمكن تحديد الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية أو الرياح وغيرها في موقع معين بناء على دراسات الرصد الجوي.

كما أن استهلاك الغاز والكهرباء، والتي تعد من أهم مصادر الطاقة، يزداد بناء على الحالة الجوية سواء في الشتاء والصيف، ويمكن من خلال التوقعات الصادرة عن الرصد الجوي تجنب انقطاع مصادر الطاقة خلال فترات البرد على سبيل المثال.

حركة الطيران والملاحة الجوية

تستعين جميع المطارات في العالم بمراكز خدمات الأرصاد الجوية لتزويدها بأحوال الطقس واالتحذيرات المتعلقة بأحوال الجو ، وذلك لتجنب تعرض الطائرة لأي اضطرابات أثناء الرحلة، كما تقوم هذه المراكز بإمداد الطيارين بما يحتاجونه من معلومات عن حالة الطقس بشكل دوري خلال رحلتهم، وذلك لتجنب حدوث مفاجآت قد تسبب كوارث جوية لا قدر الله. 

عمل الموانئ والملاحة البحرية

تعتمد الملاحة البحرية على توقعات الحالة الجوية كما هو الحال في الملاحة الجوية والمطارات، حيث تعمل الموانئ ووسائل الملاحة البحرية على التزود بنشرات جوية بشكل مستمر.

ويجدر بالذكر أن علم الأرصاد الجويّة يختص بدراسة الغلاف الجوي وظواهره وتأثيراته على الطقس، حيثُ يركّز على دراسة الطبقات السفلية منه وخصوصًا طبقة التروبوسفير، التي يبلغ ارتفاعها حوالي 12 كيلومتر من سطح الأرض ويحدث بها معظم حالات الطقس.