موقع ArabiaWeather.com- بالتأكيد راود العديد من المواطنين الأردنيين هذا الإستفسار في ضوء البلبلة -العلمية في غالبها- التي حصلت خلال الأشهر الماضية وإزدادت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية وخاصة مع إعلان وزارة المياه والري عن قرب موعد ضخ مياه حوض الديسي للعاصمة الأردنية عمان.
يقع حوض الديسي للمياه الجوفية على طول الحدود الأردنية-السعودية من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية، وتكفي إحتياطاته العذبة المملكة بكمياتها الحالية قرابة الـ100 عام! وقد بدأ مشروع نقل مياه الديسي عبر إنشاء شبكة ربط ضخمة مزوّدة بمئات المضخات الفرعية وعشرات الرئيسية والعديد من الآبار منذ 48 شهراً وإنتهى العمل به ولله الحمد خلال الأشهر الأخيرة، وبقدرة تشغيلية قادرة على نقل 100 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنوياً. ويعد أحد أهم وأكبر المشروعات الإستراتيجية في تاريخ المملكة الحديث.
بدأت حكاية الإشعاعات النووية التي تحتويها مياه الديسي الجوفية في العام 2009 عندما قام فريق علمي مُتخصص من جامعة ديوك الأمريكية Duke University وبالتعاون مع باحثين أردنيين وإسرائيليين، بإجراء دراسة على عيّنة من مياه بعض الآبار التابعة لحوض الديسي ووجدوا نسبة عالية من الإشعاعات النووية وخاصة من عنصري اليورانيوم والثوريوم وبنسب مُعدّلات تفوق بكثير تلك المنصوص عليها في وثائق مُنظمة الصحة العالمية. وقد إنتشرت حينها هذه الدراسة في وكالة الأنباء رويترز مُحدثة رعباً حقيقياً بين الأردنيين في شتى أنحاء العالم!
وبعد ذلك هدأت البلبلة نتيجة قيام بعض المؤسسات العلمية الأخرى ومن ضمنها وزارة الصحة الأردنية وبالتعاون مع وزارة المياه والري والطاقة والثروة المعدنية، بإجراء دراسات على العديد من الآبار في منطقة الديسي، ووجدوا نسبة معقولة ومن ضمن المُصرح بها عالمياً لعناصر اليورانيوم والثوريوم وهي ناتجة عن ترسبات الصخور الجيرية على مدى الآلاف السنين وليست ناتجة عن رمي النفايات النووية كما أشار البعض، إضافة إلى ذلك فقد كشفت وزارة المياه والري بأن محافظة العقبة قد تم رويها من مياه الديسي الصالحة للشرب على مدار الثلاثين عاماً المُنصرمة ووفقاً لآخر أبحاث وزارة الصحة فإن نسبة حدوث السرطانات الخبيثة في المُحافظة منخفضة عموماً وهي الثانية على مستوى المملكة!
يُذكر أن أستراليا تعتمد في مياه الشرب لديها على المياه الجوفية، وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية نسبة الإشعاع في تلك المياه الجوفية، وهي تشكل 130% من تلك الموجودة في العديد من آبار منطقة الديسي، وفي هذا الصدد ذكرت وزارة المياه والري إلى أنها ستشرع في خلط المياه الجوفية الواردة من الديسي وبنسب متساوية مع تلك التي تصل العاصمة من محافظة مأدبا عبر مضخات محطة زرقاء-ماعين والتي تُجمع في خزانات زي في البلقاء ودابوق في غرب العاصمة عمان، مما سيعمل على تخفيض نسبة الإشعاعات بشكل إضافي.
وذكر وزير المياه الدكتور حازم الناصر بأن ضخ المياه قد بدأ فعلياً وبشكل تجريبي بطاقة 50% ليلة العاشر من تموز الحالي ومع أول أيام الشهر الفضيل، وقال بأن حصص المياه الواردة إلى المواطنين ستتضاعف في الأسبوع الواحد لتصل إلى 72-96 ساعة مما يحل مشاكل المياه المتراكمة في المملكة والتي تُعد أحد أفقر خمس دول في العالم في إحتياطات المياه وخاصة تلك الصالح للشرب منها.
ويقودنا هذا في النهاية للإجابة عن عنوان الطرح.. بما أن المملكة من الأفقر عالمياً وقامت الدولة الأردنية بإقتصادها الهش بجلب هذه المياه لمسافة تفوق الـ300 كيلومتراً نحو العاصمة ولم تقم بهذه العملية بدون أخذ الضوء الأخضر من وزارة الصحة الأردنية وهيئة الطاقة النووية الأردنية بالإضافة لمنظمة الصحة العالمية، والأردنيون يعانون بشكل يومي من مشكلة نقص المياه حيث أن بعضهم لا تصلهم المياه لمدة تزيد عن شهرين أو ثلاثة شهور، فبرأينا المُتواضع ومن تجربة أهل العقبة على مدار الـ30 سنة الماضية، نحن نملك أفضل وأحسن الخيارات المطروحة لمصادر المياه المُتوفرة. وبنفس الوقت نطالب الحكومة الأردنية بالشفافية حول أيّة دراسات مُستقبلية قد يتم بناؤها ومتابعتها بعد الدراسات التي أجريت مؤخراً ووجوب إطلاع الشعب الأردني على نتائجها أولاً بأول.
--------------
شاهد المزيد:
بالفيديو: اُم تتجرد من الرحمة والإنسانية وتلقي بطفلها بالمرحاض!
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول