هل ينقذ الذكاء الاصطناعي البشر من التغيرات المناخية؟

2024-02-19 2024-02-19T17:06:48Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - يواجه البشر في القرن الحالي تحديات كبيرة مرتبطة بالتغير المناخي، الذي يثير تساؤلات حول مستقبل كوكب الأرض وسلامته. لذلك، يتعاون العلماء والمهندسون والخبراء من مختلف التخصصات بشكل متزايد لاستخدام معرفتهم ومهاراتهم في تطوير حلول فعالة لحماية البيئة والحفاظ على الكوكب.

وتوضح العديد من الدراسات البحثية الحالية أن عدم اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة آثار التغيرات المناخية قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع في المستقبل. ومن المتوقع أن تتسبب هذه الآثار في نقص في إمدادات الغذاء والمياه في العقود القادمة، بالإضافة إلى التأثير السلبي على صحة البشر.

لهذا السبب، بدأت جميع الأطراف تتحد للعمل على ابتكار وتطبيق الخطوات الأساسية للتكيف والحد من المخاطر المحتملة لتغير المناخ. يعتمد ذلك على توظيف علم البيانات والتكنولوجيا الناشئة والابتكارية، حيث يمثل الذكاء الاصطناعي حلاً واعدًا يمكن أن يسهم بشكل كبير في مواجهة هذا التحدي.

 

التنبؤ بالظواهر المناخية

عبد الله سكر، الباحث في تحليل بيانات الأقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية، يشير إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التغير المناخي يُسهل فهم الظواهر المناخية السابقة وتحليلها بشكل أسرع من الطرق التقليدية. كما يساعد في التنبؤ بالظواهر المناخية المتوقعة خلال السنوات القادمة. ومع ذلك، يجب التأكيد على أنه ليس أداة سحرية، بل يعتبر عامل مساعد ومؤثر في مواجهة العديد من التحديات المناخية.

ويقوم عبد الله سكر بمشاركة صور التقطتها الأقمار الصناعية لمنطقة الأهوار في العراق في عامي 2020 و2022، حيث تظهر التغيرات المناخية الكبيرة والمتسارعة التي تؤثر على العراق. كما يشارك صوراً أخرى لنهر دجلة في سامراء العراق خلال نفس العامين، تظهر الجفاف في النهر وتراجع المساحة الخضراء في المنطقة. يؤكد على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل هذه الصور يمكنه تفسيرها وتحليلها بشكل أفضل وأسرع، كما يمكنه التنبؤ بشكل النهر والأهوار في المستقبل. وبالتالي، يمكن التحرك والعمل على التخفيف من حدتها والبحث عن حلول في وقت مبكر قبل فوات الأوان.

 

مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي في التغير المناخي

توافق الخبراء على أن هناك مجالات عديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التغير المناخي، مثل الأعاصير والاحتباس الحراري. يشير صالح الشرايعة، أستاذ في النمذجة ومحاكاة الظواهر الكونية في جامعة الملك عبد الله لتكنولوجيا المعلومات في الأردن، في حديث لـ"الجزيرة نت"، إلى أنه من خلال استخدام المعلومات المغذية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكن التعرف على الأسباب وبالتالي تجنبها، ويمكن أيضًا التنبؤ بها لتفادي كل تلك الكوارث. يُذكر أن هناك تقنيات حالية لاستخدام الذكاء الاصطناعي مثل "ديب مايند" لشركة غوغل، والتي تساعد على منع أو تجنب انبعاث الكربون وعزله عن الغلاف الجوي.

 

ويضيف الشرايعة أن منتجات استخدام الذكاء الاصطناعي تساهم في تطوير حلول ذكية صديقة للبيئة، مما يساعد على تجنب الطرق التقليدية في إنتاج الطاقة التي تسهم بشكل كبير في التغيرات المناخية وتلوث البيئة. وبالتالي، يمكن لصناع القرار الاعتماد على هذه المعلومات لاتخاذ الخطوات الضرورية لوضع وتنفيذ سياسات تقليل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على جميع جوانب الحياة.

يسرد الشرايعة المجالات التي يساعد فيها الذكاء الاصطناعي في دراستها والتنبؤ بها، مثل: احتباس الكربون، والأعاصير، والفيضانات، والجفاف، وحركة الرياح، والتلوث البيئي، وتراجع المساحة الخضراء على سطح الأرض. كما يساعد في تفادي تأثير الأعاصير الكهرومغناطيسية على الغلاف الجوي الأرضي.

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات في عدة قطاعات، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يُسهم في صناعة النقل من خلال تطوير أنظمة إدارة حركة المرور الأكثر كفاءة، مما يقلل من الازدحام واستهلاك الوقود.

 

باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن التنبؤ بوقوع الفيضانات مسبقاً، حيث طور فريق بحثي في جوجل نموذجاً هيدرولوجياً عالمياً يتيح التنبؤ بالفيضانات قبل سبعة أيام من وقوعها. يتم نشر هذه المعلومات عبر منصة "فلود هب"، وتضاف أيضاً إلى "تنبيهات إس أو إس" في محرك بحث غوغل وخرائط غوغل. تتوفر هذه التكنولوجيا في أكثر من 80 دولة حول العالم، حيث تخدم أكثر من 470 مليون شخص، مما يساهم في توفير استجابة أفضل للكوارث الطبيعية.

 

الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة

يبرز دور الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة المتجددة كشريك ومنقذ للبشر، كما يصفه أستاذ الذكاء الاصطناعي في الجامعة الأردنية، إبراهيم الجراح. يساهم الذكاء الاصطناعي في فهم الإنسان للتغيرات المناخية ومساعدته في مواجهة التحديات التي قد لا يكون لديه الوعي بها.

وأكد الجراح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة المتجددة يساهم في الحصول على مؤشرات وتنبؤات مستقبلية تساعد في إنتاج طاقة الرياح، حيث يعتمد ذلك على تحليل بيانات ومعلومات الطقس بدقة. وبالإضافة إلى ذلك، يُساعد الذكاء الاصطناعي في إنتاج الطاقة الشمسية والتنبؤ بحجم الإنتاج بدقة كبيرة.

 

كما يساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة كفاءة وجود عمل الطاقة المتجددة، حيث يمكن لخوارزمياتها أن تحسّن تشغيل وصيانة البنية التحتية للطاقة المتجددة. وبفضل هذه التحسينات، يمكن زيادة عمر البنية التحتية الافتراضي وتقليل التكاليف الإجمالية. على سبيل المثال، يمكن التنبؤ بالوقت المناسب لصيانة المراوح التي تعمل في إنتاج طاقة الرياح، أو مزارع الطاقة الشمسية، من خلال استخدام طائرات من دون طيار التي يمكن أن تحلق فوق تلك المراوح.

ينتج عن توظيف تلك الخوارزميات تقليلًا في انبعاثات الكربون، مما يضمن استخدام الطاقة النظيفة إلى أقصى إمكاناتها. وبالإضافة إلى ذلك، تُستخدم لتحسين كفاءة الاستخدام البيئي للموارد، عن طريق تشغيل وتطوير أنظمة وبنى تحتية ذكية تحد من هدر الطاقة.

 

المصدر: aljazeera

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

السعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالمي

السعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالمي

الشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقة

الشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقة

تغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.

تغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.