طقس العرب - بدأ كسوف الشمس الحلقي يوم السبت في ولاية أوريغون الأميركية في تمام الساعة 09:13 بالتوقيت المحلي (17:13 بتوقيت غرينتش)، ثم امتد عبر ولايات كاليفورنيا ونيفادا ويوتا ونيو مكسيكو، وفي الساعة 12:03 بالتوقيت المحلي (18:03 بتوقيت غرينتش)، وصل إلى تكساس، ليصبح بعد ذلك مرئيًا في مناطق وسط وشمال أميركا الجنوبية.
حيث لم تشهد منطقتنا العربية مشاهدة كسوف الشمس حلقة النار، وعلى الرغم من عدم حدوث هذه الظاهرة في منطقتنا، إلا أنها أثارت اهتمام العديد من الخبراء في مجال الفلك، ويعتبر هذا الحدث دليلاً على دقة الحسابات الفلكية، وهو ما دفعهم للتساؤل حول السبب وراء الخلاف السنوي الذي يحدث بشأن بداية شهر رمضان.
يُذكر أن كسوف الشمس يحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، مما يؤدي إلى حجب صورة الشمس جزئيًا أو كليًا عن الأرض، وتكون هذه الظاهرة حلقية عندما يكون القطر الظاهري للقمر أصغر من قطر الشمس، مما يسبب ظهور الشمس على شكل دائرة مشعة تعرف بـ "حلقة النار".
وفقًا لعصام جودة، مؤسس الجمعية المصرية لعلوم الفلك والرئيس السابق لها، معبراً عن ظاهرة الكسوف الحلقي
"كسوف الشمس هو الاقتران أو المحاذاة بين الشمس والقمر والأرض، والتي يمكن ملاحظتها، وهي علامة الدخول إلى مرحلة جديدة من القمر، حيث يولد هلال الشهر الجديد بعد الكسوف."
ويُضيف جودة أن
"معرفتنا بموعد الكسوف الحلقي قبل حدوثه بسنوات هي شهادة على دقة الحسابات الفلكية، لكن هذه الشهادة - التي تأكدت السبت بحدوث الكسوف في موعده - لن تجدي للأسف بعد شهور من الآن، وسيحدث اختلاف كل عام على موعد بداية شهر رمضان."
ويُؤكد أن بعض الدول تشترط رؤية هلال رمضان، رغم أنها في شهور أخرى تسير وفق الحسابات الفلكية، والمشكلة أن الرؤية تكون مرتبطة بعوامل كثيرة، منها الطقس الذي قد يحجب مشاهدة الهلال، لذلك فإن الأجدى هو الالتزام بالحسابات الفلكية طالما أنه لم يعد هناك مجال للتشكيك في دقتها.
يُساند رئيس قسم الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أشرف شاكر، ما ذهب إليه جودة، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية والجهات المعنية في دول أخرى أعلنت في بيان لها يوم السبت (يوم حدوث الكسوف الحلقي) أن الاثنين هو أول أيام شهر ربيع الآخر، مما يعني حدوث ميلاد هلال الشهر الجديد بعد الكسوف وميلاد الهلال هو اللحظة التي يعبر فيها خط الاقتران الواصل بين مركز الشمس والقمر والأرض، حيث يكون اجتماعها على خط واحد مقدمة لميلاده.
ويسأل متعجباً:
"لماذا لم تتفق معظم الدول على تحديد بداية هذا الشهر بالدقة نفسها، في حين أنها يمكن أن تختلف بشكل كبير في تحديد بداية شهر رمضان بعد عدة أشهر."
ويشير إلى أن مع التطور العلمي في مجال الحسابات الفلكية، لم يعد هناك مجال للارتياب أو الخطأ لذا، يجب التوحيد في تحديد بدايات شهر رمضان استنادًا إلى تلك الحسابات الدقيقة التي تمكنت من التنبؤ بكسوف الشمس الحلقي يوم السبت قبل وقوعه بسنوات.
هذا الحدث يعد أول كسوف حلقي للشمس يمر عبر الولايات المتحدة منذ 20 مايو/أيار 2012، وبالرغم من أن العالم العربي والإسلامي لم يتمكن من رؤية هذا الحدث، إلا أنه قد أحدث فائدة واحدة ملموسة، وهي التحقق من دقة الحسابات الفلكية المتعلقة ببدايات الشهور العربية.
على الجانب الآخر، استمتعت الولايات المتحدة والمكسيك وأميركا الجنوبية والوسطى بمشاهدة هذا كسوف حلقة النار، واستفادت من اختبار بعض الظواهر الطبيعية المصاحبة له كما تم التخطيط وتنفيذ تجربة علمية خلال هذا الحدث.
في بيان أصدره ماجد أبو زهرة، رئيس ومؤسس الجمعية الفلكية بجدة، تم التأكيد على وجود فوائد عديدة يمكن استغلالها خلال حدث الكسوف الحلقي فهناك تغيرات ملموسة في سلوك الحياة البرية، حيث تتفاعل الحياة البرية مع انخفاض الإضاءة الشمسية، مما يترتب عنه تغيرات في أصوات العصافير والحشرات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التلسكوبات المجهزة بمرشحات خاصة لمشاهدة خيوط الضوء الشمسي المذهلة المعروفة بـ "خرزات بيلي" والتي تتلألأ عبر الجبال القمرية، وبشكل خاص حول القطبين الشمالي والجنوبي للقمر.
وأشار أبو زهرة إلى أن هذا الحدث تم استغلاله أيضًا لإجراء تجربة علمية في المنطقة القطبية، بهدف دراسة طبقة الأيونوسفير في الغلاف الجوي للأرض، وتم ذلك باستخدام هوائيات ضمن شبكة من مشغلي الاتصالات اللاسلكية لاختبار قوة وصول إشارات الترددات العالية كمقياس لتحديد تأثير الكسوف على الغلاف الجوي للأرض، وتهدف هذه الدراسة إلى فهم مدى تأثر طبقة الأيونوسفير بالكسوف الشمسي، ومعرفة مدى استمرار تلك التأثيرات، مما يمكننا من مقارنة النتائج مع الكسوفات السابقة والمستقبلية.
اعرف أيضا:
الكسوف الحلقي للشمس 2023 حلقة من النار تؤثر في الأرض خلال أيام
كسوف الشمس حدث فلكي مُميز .. كيف يحدث وما هي أنواعه؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول