طقس العرب - أثناء رحلتنا في البحث عن أصل مصطلح "أبو موزة"، اكتشفت عدة قصص وتفسيرات لهذا المثل الغريب، ولعل أغرب هذه التفسيرات يتمثل بشخص اسمه أبو موزة وقصته الغريبة فما هي قصته، وكيف اختلفت من ثقافة إلى أخرى عبر الدول العربية وما هو التفسير الأقرب إلى الحقيقة؟
دعنا في هذا المقال نأخذك عبر التاريخ إلى زمن أبو موزة لنتعرف سوياً على قصته وسبب تناقل المثل الذي أطلق عليه من جيل إلى جيل.
تشير بعض المصادر إلى أن استخدام هذا المصطلح يعود إلى عملية حصاد الموز، حيث يتم ذلك على نحو فوضوي نوعًا ما، مما يجعل الكلمة تعبر عن الكثرة على نحو فوضوي وهناك تفسير آخر يشير إلى أن بلاد الموز الأصلية تقع في منطقة بعيدة عن المناطق التي تستخدم فيها هذه العبارة، خاصة في بلادنا العربية وبلاد الشام بشكل خاص وبسبب ذلك، فإن استخدام هذا التعبير يرتبط بالدلالة على المسافات الطويلة بين المناطق.
وكان أبرز تفسير لهذا المثل يتمثل بفيضان بغداد في عام 1954 فماذا حدث وقتها، ومن هو أبو موزة الذي ارتبط اسمه بهذه الحادثة؟
كان هناك رجل في مدينة بغداد يُلقب بأبو موزة، ويرتبط هذا اللقب بابنته التي كانت تدعى موزة، وكان منزله يقع على ضفاف نهر دجلة، وكان يعتبر من أعلى البيوت في المنطقة.
وفي خمسينيات القرن الماضي، تعرضت بغداد لفيضانات جارفة، حيث ارتفع منسوب المياه بشكل مفاجئ، وهرع الناس بذعر، يسألون عن مصيرهم واتجاه الفيضانات، وكانت الإجابة المتداولة تكون:
"واصلة لأبو موزة!"
ومعناها أن منزل أبو موزة قد غمرته المياه. ويُفهم من هذا التعبير أن وضع البيوت الأخرى كان أسوأ بكثير، حيث يعكس الوضع الكارثي الذي وصلت إليه الأمور وحتى اليوم، تستخدم هذه العبارة عند وقوع المصائب، العراك، والمشاكل، للدلالة على تصاعد الأمور إلى أبعد حد.
قصة أبو موزة الحلبي تروي أصل هذا المثل الفريد، ويُقال إن أبو موزة هو رجل أصله من سوريا، تحديدًا من مدينة حلب، وتبدأ الحكاية عندما فاز مصارع أجنبي في إحدى البطولات على مصارع مصري، واستولى على الجائزة، وقرر المصارع الأجنبي بعد ذلك القيام برحلة عبر فلسطين وبلاد الشام، حتى وصل إلى مدينة حلب في سوريا.
وتم استقباله بسرور من قبل أهل حلب الذين احتفلوا بفوزه الكبير، وطلبوا منه أن يتحدى المصارع الحلبي المعروف باسم "أبو موزة" وفي حال فوز المصارع الأجنبي على أبو موزة، قرروا أن يظهروا كرههم بشكل مفرط لمدة ثلاثة أيام.
وبعد مباراة شرسة، نجح المصارع الحلبي، البطل أبو موزة، في الفوز وانبهرت جماهير حلب، وأطلقوا العيارات النارية، المعروفة بالعامية باسم "الفشك" أو الرصاص، احتفالًا بفوز مواطنهم وهكذا أصبحت مسألة إطلاق النار مرتبطة بشكل لا ينفصل عن أبو موزة. ألا زلتم تعتبرون موضوعي تافهًا؟ أم أن قصة أبو موزة قد زادت معرفتكم وغناكم؟
اقرأ أيضا:
أبرز الأمثال الشعبية لشهري تشرين الأول وتشرين الثاني
الموز .. لايعتبر الفاكهة المناسبة لفصل الشتاء لهذه الأسباب!
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول