طقس العرب-liveloveuae - تُعَدّ الأزمات المناخية المتطرفة من أبرز التحديات التي تواجه كوكب الأرض في العصر الحالي، حيث تتجلى في مظاهر غير مسبوقة من التغيرات البيئية التي تؤثر على جميع جوانب الحياة، وعندما نتحدث عن "تطرف المناخ"، فإننا نشير إلى تلك الظواهر المناخية التي تتجاوز المعدلات الطبيعية بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى حدوث حالات الطقس القاسية مثل الفيضانات المدمرة، والجفاف الشديد، والعواصف العنيفة، وهذه التغيرات ليست مجرد انحرافات بسيطة، بل هي مؤشرات على خلل في النظام المناخي العالمي، يتسبب في حدوث آثار كارثية على البيئة والمجتمعات.
والعوامل التي تؤدي إلى تطرف المناخ تتداخل وتتكامل بشكل معقد، مما يجعل من الصعب تحديد سبب واحد أو تأثير منفرد، وبشكل عام يشير التوسع في النشاطات البشرية إلى دور كبير في هذه الظواهر، حيث تتفاعل هذه الأنشطة مع نظام المناخ العالمي بطرق تزيد من شدتها وتواترها، وإن فهم هذه العوامل يتطلب دراسة متعمقة لآثارها وتفاعلاتها مع البيئة الطبيعية والبشرية، وهو ما يساعد في تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الأزمات والتخفيف من تأثيراتها.
في أبريل/نيسان، تعرضت الفلبين وتايلاند وبنجلاديش والهند لموجات حر شديدة، مما تسبب في تعطيل الدراسة وخلق مخاوف صحية، وفي الفلبين تم تعليق الدراسة في مانيلا بسبب الحرارة الشديدة، واستمرت نصف مقاطعات البلاد في مواجهة جفاف، وفي تايلاند، توفي 30 شخصًا بسبب ضربة الشمس وارتفع الطلب على الكهرباء بشكل غير مسبوق، وفي الهند سجلت مدينتا نانديالا وكادابا درجات حرارة قياسية وصلت إلى 46.3 درجة مئوية، مما أثر على إقبال الناخبين في أكبر انتخابات في العالم.
عانت ولاية ريو غراندي دو سول من كارثة مناخية غير مسبوقة في تاريخها، حيث سجلت الأمطار 500-700 مليمتر خلال عشرة أيام، وهو ما يعادل نصف متوسط هطول الأمطار السنوي تقريبًا، وأدت الفيضانات إلى وفاة أكثر من 100 شخص وفقدان أكثر من 130 آخرين، بالإضافة إلى إصابة حوالي 400 شخص في 425 بلدية متضررة.
في أبريل/نيسان، شهدت الإمارات العربية المتحدة أمطارًا غزيرة تسببت في فيضانات على الطرق السريعة ومطار دبي الدولي، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور وتأخير الرحلات في أحد أكثر مراكز السفر الدولي ازدحامًا، وكانت هذه الأمطار هي الأشد التي شهدتها البلاد منذ 75 عامًا.
في مايو/أيار، أودت الفيضانات والأمطار الغزيرة في كينيا بحياة أكثر من 225 شخصًا، وأصابت 160 آخرين، ونزح أكثر من 212,000 شخص، وجاء ذلك بعد عام من تعرض أجزاء من كينيا لجفاف شديد، مما أدى إلى واحدة من أسوأ حالات الجفاف في تاريخ البلاد.
بدأ موسم الحرائق في غرب كندا مبكرًا هذا العام، حيث انتشرت حرائق الغابات بسرعة وأجبرت المدن على الإخلاء، وسجل موسم 2023 رقمًا قياسيًا في عدد الحرائق والانبعاثات الكربونية، حيث تسببت الحرائق في انبعاث 2.98 طنًا متريًا من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يزيد بمقدار أربعة أضعاف عن الانبعاثات الناتجة عن الطائرات.
في أواخر مايو/أيار، ضرب إعصار رمال خليج البنغال، مؤثرًا على المناطق الساحلية في بنغلاديش وولاية البنغال الغربية في الهند، وعلى الرغم من قوة الإعصار المعتدلة، فقد أسفر عن مقتل 69 شخصًا وأجبر أكثر من 900,000 شخص على الإخلاء، وزادت درجة حرارة المحيطات وارتفاع مستويات سطح البحر من خطورة الأعاصير في هذه المناطق.
تعرضت أربع ولايات أمريكية لأعاصير قوية أدت إلى قطع الكهرباء عن أكثر من 500,000 شخص، ورغم أن هذه المنطقة معرضة للأعاصير، فإن ارتفاع درجات الحرارة قد غير موقع وتوقيت ومدة هذه الأحداث الجوية المدمرة، مما جعل الاستعداد لها أكثر صعوبة.
شاهد أيضاً:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول