طقس العرب-عيش حب قطر - تُعتبر البرودة من أكثر الظواهر الجوية التي تتطلب تكيّفًا خاصًا من الكائنات الحية، سواء كان ذلك عبر تطوير وسائل للبقاء أو تغييرات سلوكية معينة، وفي المناطق الباردة من العالم، لا تكون البرودة مجرد طقس عابر، بل هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، فالبرد القارس الذي يصل إلى درجات حرارة تتجاوز -40 درجة مئوية يشكل تحديات كبيرة للإنسان، سواء في التنقل أو الزراعة أو حتى في كيفية الحفاظ على الدفء.
وتتميز المناطق الباردة ببيئة قاسية تتطلب نمط حياة مختلفًا عن باقي المناطق، والغطاء النباتي يكون محدودًا وغالبًا ما تقتصر الحياة النباتية على أنواع قليلة قادرة على تحمل هذه الظروف القاسية، والحيوانات التي تعيش في هذه المناطق تكون غالبًا مغطاة بطبقات سميكة من الفرو أو تمتلك آليات أخرى تساعدها على البقاء في درجات الحرارة المنخفضة، أما الإنسان فقد طور وسائل متعددة لمواجهة البرد، مثل استخدام المواد العازلة في بناء المنازل وارتداء الملابس الثقيلة.
العيش في مثل هذه المناطق ليس بالأمر السهل، ويتطلب الأمر تجهيزات خاصة ومعدات للتدفئة، بالإضافة إلى توفر إمدادات دائمة من الطعام والوقود، وتعتمد المجتمعات في هذه المناطق بشكل كبير على التخزين الجيد للمواد الغذائية والتحضير المسبق لمواجهة الشتاء الطويل، والحياة اليومية تدور حول كيفية البقاء دافئًا والحفاظ على الحياة في مواجهة الطبيعة القاسية.
أسباب البرودة في هذه المناطق
تعود البرودة الشديدة في بعض المناطق إلى عدة عوامل طبيعية، ومن أهمها الموقع الجغرافي، حيث تقع بعض هذه المدن في مناطق قريبة من القطبين الشمالي والجنوبي، مما يجعلها عرضة لتدفقات الهواء البارد القادمة من تلك المناطق، بالإضافة إلى ذلك قد تكون التضاريس الجغرافية، مثل الجبال العالية والسهول المفتوحة، سببًا في انخفاض درجات الحرارة، حيث تمنع هذه التضاريس حركة الهواء الدافئ وتسمح بتجمع الهواء البارد.
1. ياكوتسك، روسيا
تُعتبر ياكوتسك واحدة من أبرد المدن على كوكب الأرض، حيث تصل درجات الحرارة في يناير إلى -40 درجة مئوية، وقد تنخفض أحيانًا إلى -50 درجة مئوية، وتأسست المدينة عام 1632، ويبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة، وتُعزى قدرتها على الازدهار إلى احتياطياتها من الذهب والماس، والتكيف الإبداعي لسكانها مع الظروف القاسية.
2. أويمياكون، روسيا
تُعرف أويمياكون بأنها أبرد منطقة مأهولة بالسكان في العالم، حيث تسجل درجات حرارة تصل إلى -50 درجة مئوية في يناير، وقد تصل إلى -67.7 درجة مئوية، وتقع على بعد حوالي 750 كيلومترًا شمال شرق ياكوتسك، ويعتمد السكان على العزل السميك والوقود لتدفئة المنازل.
3. أولان باتور، منغوليا
أولان باتور هي أبرد عاصمة في العالم، حيث تصل درجات الحرارة في يناير إلى -40 درجة مئوية، وتقع على ارتفاع حوالي 1350 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتتميز شتاؤها الطويل بقساوة بالغة، وعلى الرغم من التلوث الناتج عن استخدام الفحم للتدفئة، فإن المدينة تحتفظ بتقاليدها وتدابيرها لمواجهة الطقس القاسي.
4. دودينكا، روسيا
تُعتبر دودينكا مدينة ساحلية نائية في القطب الشمالي، حيث تصل درجات الحرارة في يناير إلى -30 درجة مئوية، وقد تصل أحيانًا إلى -40 درجة مئوية، وتأسست عام 1667، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 22 ألف نسمة. المدينة تعتمد على تصدير المعادن وتعد المناظر الطبيعية القطبية من سماتها البارزة.
5. يلونايف، كندا
تُعرف يلونايف، عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية، بشتائها القاسي، حيث تتراوح درجات الحرارة في يناير بين -26 و-40 درجة مئوية، وتأسست عام 1901، وتدعمها مواردها الطبيعية الغنية، مثل الذهب والماس، ويُعرف فصل الصيف في يلونايف بارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 20 درجة مئوية.
6. هاربين، الصين
تقع هاربين في شمال شرق الصين، وتعرف بشتائها القاسي، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى -30 درجة مئوية في يناير، وتأسست عام 1898، وتشتهر بمهرجانها الدولي للنحت على الجليد، الذي يجذب السياح بمشاهده الرائعة في أواخر ديسمبر وأوائل فبراير.
7. وينيبيج، كندا
تعتبر وينيبيج من أبرد المدن في كندا، حيث تصل درجات الحرارة في يناير إلى -30 درجة مئوية. تأسست عام 1738، وتعرف بشتائها الطويل، حيث يقام مهرجان المسافر الذي يشمل منحوتات جليدية ورياضات شتوية، والصيف في وينيبيج يُظهر تباينًا ملحوظًا مع درجات حرارة تصل إلى 25 درجة مئوية.
8. شلالات إنترناشيونال، مينيسوتا، الولايات المتحدة
تُعرف إنترناشيونال فولز بـ "صندوق الثلج للأمة"، حيث تنخفض درجات الحرارة في يناير إلى -40 درجة مئوية أو أقل. تأسست عام 1901، ويعتمد اقتصاد المدينة على صناعة الورق، ويقدم مهرجان Icebox Days السنوي أنشطة شتوية مثل سباقات smoosh ومسابقة Freeze Yer Gizzard Blizzard Run.
9. فيربانكس، الولايات المتحدة
تقع فيربانكس في ألاسكا وتعتبر من أبرد المدن في الولايات المتحدة، حيث تصل درجات الحرارة في يناير إلى -40 درجة مئوية، وتأسست عام 1901، وتستضيف بطولة العالم للفنون الجليدية، وتجذب أضواء الشفق القطبي السياح لمشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية الرائعة.
10. إيركوتسك، روسيا
تقع إيركوتسك بجوار بحيرة بايكال وتشتهر بشتائها البارد، حيث تتراوح درجات الحرارة في يناير بين -30 و-20 درجة مئوية، وتأسست عام 1661، وتعد مدينة مزدهرة ثقافيًا وتجاريًا، وتعتبر محطة رئيسية على السكك الحديدية عبر سيبيريا.
وتظل المناطق الباردة من أكثر المناطق إثارة للدهشة والرهبة في العالم، وعلى الرغم من الظروف القاسية، إلا أن الحياة فيها تستمر بفضل التكيّف البشري والطبيعي مع هذه البيئة الفريدة، وتلك المدن التي تتحدى فيها الطبيعة البشرية هي أمثلة حية على قدرة الإنسان على الصمود والتكيف مع أقسى الظروف.
شاهد أيضاً:
وجهات السفر 2024: أفضل وجهة للسفر في أوروبا 2024
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول