طقس العرب - الشاي بالتأكيد ليس أول ما يتبادر إلى ذهنك إذا كان هناك موجة حر أو ارتفاع كبير على درجات الحرارة ، غالبًا ستسرع في تناول المشروبات الباردة والمثلجة لإرواء عطشك والإحساس بالانتعاش والبرودة، ولكن هل ذلك يعني أن المشروبات الساخنة مثل الشاي ليس لها مكان في فصل الصيف؟ إذا لماذا نرى العديد من الأشخاص الذين لا يمتنعون عن شربه حتى في ذروة الموجات الحارة؟ ربما هناك تفسير علمي للموضوع وقد يكون هناك فوائد للشاي في فصل الصيف أكثر مما تعتقد
تشير الأبحاث إلى أن شرب الشاي الساخن في الصيف له تأثير تبريد أكبر على أجسامنا من المشروبات الباردة
بشربك لشيء ساخن خلال الأجواء الحارة فإنك تُرسل إشارة استراتيجية لجسمك، وعندما يُدرك الجسم هذا المصدر الجديد للحرارة سيسعى إلى تنظيم نفسه حتى لا ترتفع درجة حرارته بشكل كبير ، ولتحقيق ذلك سوف يقوم بإنتاج المزيد من العرق ، والذي يُعتبر جزءًا من آلية التحكم في درجة حرارة الجسم من خلال تحرير الحرارة عبر الجلد وبالتالي تنخفض درجة حرارة الجسم. إذًا فالمشروب الساخن سيقوم بشكل غير مباشر بتبريد الجسم
على عكس ذلك، المشروبات الباردة سترسل رسالة مُعاكسة إلى الدماغ ويعتقد الجسيم بذلك أنه في خطر من التبريد ما سيجعله يمنع عملية التعرق ليحافظ على الحرارة المُختزنة في الجسم، وفي بعض الأحيان يُمكن أن يستخدم الجسم الطاقة لإنتاج حرارة أكثر وتعويض الفرق بين المشروب المجمد ودرجة حرارة الجسم وهذا سيقلل من الفائدة الفورية للجسم من المشروبات الباردة والمثلجة
ولكن إذا كان الأمر يتعلق بالشعور بالانتعاش والمذاق البارد ، فلا يسعنا إلا أن نقول أن الأمر عائدٌ إليك.
إذاً كما تحدثنا سابقًا ، سوف تتسبب المشروبات الساخنة بإفراز العرق بشكل أكبر من الجسم، لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن عملية التعرق ستجعل جسمك جافًا أكثر، لذلك يجب التفكير بشكل جيد قبل القيام بتناول المشروبات الساخنة بشكل متكرر لا سيما أن الشاي مثلًا يُعتبر مدر للبول مما سيحفز وظائف الكلى ويعزز التخلص منه
ما هو الحل المناسب إذاً؟
ربما الحل الوسط لهذا الأمر سيكون بتناول المشروبات الفاترة والتي تكون بدرجة حرارة الغرفة أو المشروبات الباردة ولكن غير المجمدة، فكلما اقترب المشروب من درجة حرارة الجسم قل الجهد الذي يتطلبه تنظيم درجة الحرارة الداخلية.
بالنسبة للعديد من الثقافات والتقاليد حول العالم فإن شرب الشاي في فصل الصيف ليس بأمرٍ جديد، ففي كثير من الدول الآسيوية وبعض دول الشرق الأوسط يُعتبر شرب الشاي الساخن طوال أشهر الصيف أمرًا شائعًا جدًا، ولا عجب في أن الدول التي تُشرب فيها المشروبات الساخنة في فصل الصيف بكثرة مثل الهند ومصر والسعودية والإمارات وغيرها تتمتع بأجواء جافة بعض الشيء.
وفي الأجواء الجافة يكون معدل التبخر أكثر من معدل الهطول، ما يجعل هذه الأماكن جافة جدًا وحارة ، وبعبارة أخرى مناسبة ومثالية للاستفادة من الشاي الساخن لتبريد الجسم، فالمشروب الساخن سيقلل درجة حرارة الجسم فقط في حالات معينة يمكن فيها تبخر العرق بالكامل، وتلك البلدان تتعرض لحرارة جافة جدًا بدلاً من الرطوبة التي تتوقعها في مناطق استوائية، لذلك يمكنهم الاستمتاع بالفوائد بشكل أكبر.
وفي حين يوجد فوائد كبيرة لشرب الشاي الساخن في فصل الصيف، فإنه ليس بإمكان جميع الأماكن الاستفادة منها. فحتى إذا كنت تعيش في مناخ جاف، ربما لن تحصل على الكثير من الفوائد من تناول الشاي الساخن في الأيام الرطبة، أو الأيام التي ترتدي فيها ملابس كثيرة، أو إذا كنت تتعرق كثيرًا.
في الأجواء الحارة والرطبة في فصل الصيف، قد يتراكم في أجسامنا الكثير من الطاقات الداخلية "الحرارية" و"الرطبة" والتي يمكن أن تسبب الأمراض. وتكون أعضاء الجهاز الهضمي أكثر عرضة لذلك. تناول الطعام والمشروبات المجمدة سيضعف الوظائف الهضمية، خاصة بعد الوجبات، حيث تقوم بتقييد تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي. أما تناول الشاي الدافئ خلال وبعد الوجبات فيساعد على الحفاظ على سعادة أعضاء جهازك الهضمي.
الشاي الدافئ يعزز الدورة الدموية وامتصاص العناصر الغذائية في الجسم. بينما يؤدي تناول المشروبات الباردة إلى تسريع حركة الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى عدم قدرة الأعضاء على امتصاص الغذاء بشكل صحيح، ومع مرور الوقت إذا لم يتلق الجسم ما يكفي من العناصر الغذائية اللازمة للنمو والإصلاح، تصبح الأعضاء أكثر عرضة للبرد والأمراض ذات الصلة.
نعم، لا تقتصر أمراض الرئة على التدخين والوراثة. يمكن أن يضعف تراكم البرودة في الجسم على المدى الطويل وظيفة الرئة حتى تصل إلى حد تطوير أمراض مزمنة مثل التهابات الجيوب الأنفية والحساسية وحمى القش والربو. في الطب التقليدي الصيني يُقال أن المعدة هي "الأم" للرئة؛ حيث يحتاج وجود معدة قوية لضمان وظيفة الرئة السليمة.
يؤدي دخول البرودة الزائدة إلى الجسم أيضًا إلى تقلص الأوعية الدموية في الحلق، ويكون الحلق الضعيف عُرضة لغزو الأمراض. وهذا هو السبب في أنك كنت تحصل على شوربة الدجاج بدلاً من الآيس كريم عندما كنت صغيرًا وعندك نزلات برد. جسم أكثر دفئًا يعني رئتين أكثر صحة.
واحدة من أغرب الأشياء التي قد تكون سمعت بها هي أن الماء البارد يعزز عملية التمثيل الغذائي. ليس فقط أن الثلج يطفئ الحرارة الداخلية التي هي عملية الأيض بحد ذاتها، بل البيئات الباردة تساعد حقًا على تجمد الدهون داخل جسمك. فكر في كيفية تصلب الدهون عند وضع الطعام المقلي في الثلاجة. لا حاجة لفعل ذلك أيضًا لمعدتك.
يمكن أن تساعد المشروبات الدافئة في التأكد من استخدام الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، ولهذا السبب يُعتبر الشاي مساهمًا رئيسيًا في فقدان الوزن. وإذا كانت مشكلتك هي التحكم في الحصص، فإن التخلص من الثلج يمكن أن يساعدك في التواصل مع إشارات شبع الجسم: وضع الثلج على معدتك سيقلل من الإحساس والانتفاخ بنفس الطريقة التي يتم بها تطبيق الثلج على الكدمات.
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول