طقس العرب - بدأ فصل الخريف لهذا العام ممتازاً من حيث الأداء المطري في أغلب مُحافظات الأردن بحمد الله، حيثُ تأثرت المملكة منذُ حينها و حتى وقت إعداد/نشر هذا التقرير بالعديد من الحالات الجوية و التي تنوعت ما بين مُنخفض جوي صُنف بأنه من الدرجة الثانية ضمن مؤشر قياس شدّة المنخفضات الجوية المُبتكر من طقس العرب و حالتي عدم إستقرار جوي، و جلبت هذه الأنظمة الجوية بشقيها كميات جيدة من الأمطار في مناطق مُختلفة من المملكة.
و تُظهر بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية بأن الأداء المطري للموسم المطري الحالي و حتى تاريخ 2022/11/10 مُميزاً و تجاوز المُعدلات المُفترضة لمثل هذا الوقت من العام في مناطق عديدة من المملكة و بخاصة المناطق الوسطى (الغربية و الشرقية)، فقد سجلت محطة السلط أداءً بلغ 129% عن المُعدل المُفترض و بواقع 31 ملم من الأمطار، في حين سجّلت محطة مأدبا أكثر المناطق أمطاراً بواقع 43 ملم مُنذ بداية الموسم المطري و بأداء بلغ 353% بالمُقارنة مع المُعدل المُفترض البالغ 12 ملم. العاصمة عمّان أيضاً كان أداءها المطري حتى اللحظة ممتازاً إذ أن مُعظم المحطات داخل العاصمة تجاوزت مُعدلاتها المُعتادة، مثل محطة حدائق الحسين التي وصل أداءها حتى الآن إلى 110% و بواقع 30 ملم بالمُقارنة مع 27 ملم كمجموع مُفترض بناءً على مُعدلات سنوات سابقة (والذي يتم حسابه بناءً على ما سجّل على أرض الواقع خلال ثلاثين سنة ماضية).
و بالرجوع إلى ذات التقرير الإحصائي يُظهر بأن هناك تبايناً لافتاً في الأداء المطري بين المُحافظات الجنوبية من المملكة، فبينما سجلت محافظة معان أداء مطري مُميز بلغ 218%، إلا أن مدينة وادي موسى و كذلك العقبة على سبيل المثال شهدت هطولاً مطرياً ضعيفاً و لم تتجاوز نسبة الأداء المطري 30% في تلك المناطق، و يُعتبر ذلك من أهم سِمات حالات عدم الإستقرار الجوي و هي العشوائية في الهطول و عدم الانتظام الجغرافي. في حين أن المناطق الوسطى من المملكة بشقيها الغربية و الشرقية تأثرت بشكلٍ مُباشر بحالتي عدم الإستقرار الجوي و نظام المُنخفض الجوي مما جعلها بإذن الله الأوفر حظاً بالأمطار. و على النقيض تماماً، تُشير نتائج تحليل ذات البيانات بأن المناطق الشمالية من المملكة تُعاني من ضُعف في الأداء المطري بالرغم من حدوثه في تلك المناطق، فمثلاً بلغ الأداء المطري في كل من إربد 23% بينما في عجلون 43% في حين ارتفع الأداء المطري بشكل جيد جداً في جرش إلى 90%.
ليس هذا فحسب، بلّ أن بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية تُظهر بأن محطة معان تجاوزت 36% من المُعدل الموسمي كاملاً، أي بعبارة أخرى أن أكثر من ثلث المُعدل المطري قد هطل من المطر ما يهطل في ذات المنطقة على مدار أكثر من خمسة شهور (المعدل الموسمي).
و مما لاشك به أن الأردن و عِدّة مناطق من شرقي البحر الأبيض المُتوسط تتأثر ببداية مُمتازة للموسم المطري و هو على النقيض تماماً من الموسم المُنصرم، و يعكس ذلك مدى التذبذب الكبير للأمطار بين عام وآخر في مناخ الأردن و ذلك بسبب و قوعها بين مناخين؛ المناخ الصحراوي و مناخ البحر الأبيض المتوسط. و تُعتبر هذه البداية الممتازة للموسم المطري نتاج سلوك و توزيع الكتل الهوائية و الأنظمة الجوية من المحيط الأطلسي و القطب الشمالي و القارة الأوروبية، حيثُ تشهد الآخيرة مُرتفع جوي قوي على مساحات شاسعة منها، و يمتد في طبقات الجو كافة على تلك المناطق، و بدعمٍ مُباشر من مُنخفضات جوية قوية في المحيط الأطلسي و فوق منطقة غرينلاند حيث تُساهم في إستمرار الدفع بتيارات دافئة إلى العُمق الأوروبي مصدرها إفريقيا، و هو ما يُعدّ عاملاً رئيسياً و كفيلاً باندفاع الكتل الأقل حرارة من القارة الأوروبية نحو شرق البحر المُتوسط، و هو الأمر الذي أفرز تشكل حالات من عدم الإستقرار الجوي و مُنخفض جوي.
و نسأل المولى عز وجل أن يرزقنا الغيث و الخير للبلاد.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول