طقس العرب - لا مانع من أن يكون طبق البيض هو النجم الرئيسي على مائدة فطورك، وأن يكون فنجان القهوة الساخنة جزءًا لا يتجزأ من عاداتك الصباحية المفضلة؛ إذ يقوم ملايين الأشخاص حول العالم بالفعل نفسه.
ومع ذلك، يتساءل البعض عن الجدوى من تناولهما معًا في نفس الوقت، حيث قد يؤدي ذلك إلى فقدان فوائد البيض الغنية بالحديد، نظرًا لأن القهوة، المشهورة بخصائص تثبيط امتصاص الحديد في الجسم، تُعد عاملًا يتداخل مع هذه الفوائد، ويشبه في ذلك تأثير الشاي.
هذا مجرد مثال على مجموعات من الأطعمة والمشروبات التي نتناولها في حياتنا اليومية، وفقًا لما ذكره خبراء التغذية لصحيفة "هاف بوست" حيث يُشير هؤلاء الخبراء إلى أن الجمع بين هذه العناصر قد لا يكون مجديًا بسبب التداخل بين خصائصها، مما قد يتسبب في آثار سلبية.
وتؤكد آشلي توش، خبيرة الصحة والتغذية في شركة "بريبد بوتس" المتخصصة في الوجبات الصحية، أن:
"القاعدة العامة هي أن الأطعمة المختلفة تهضم في أوقات مختلفة، ولذا يُفضل تناولها في توقيت متسق لتجنب التشوش والتحميل الزائد على الجهاز الهضمي".
والتوجه بتناول الأطعمة ذات أوقات هضم ومستويات حموضة مماثلة لتعزيز فعالية الهضم وتقليل الإزعاج.
ويُؤكد الخبراء أيضًا أن الجمع بين الأطعمة بشكل غير صحيح لا يسبب فقط الانتفاخ وعدم الراحة، بل يمنع الجسم أيضًا من الاستفادة القصوى من قيم غذائية الوجبات ووفقًا لموقع "هيلث لاين"، يعتقد فريق من خبراء الطعام أن:
"الجمع الغير السليم بين الأطعمة قد يتسبب في تراكم السموم، مما يؤدي إلى مشكلات هضمية وحالات مرضية".
إذا كنت من محبي تناول البيض وشرب القهوة في الصباح، يُفضل عليك أن تتخذ الحيطة اللازمة لتحقيق توازن صحي في استهلاكك اليومي، ويمكنك بسهولة تجنب التأثير السلبي المحتمل على امتصاص الحديد في جسمك عندما تقرر تناول البيض مع القهوة أو الشاي.
ولتجنب التداخل الكيميائي مع الحديد، الذي يمكن أن يحدث نتيجة لوجود حمض الكلوروجينيك في القهوة أو للبوليفينول في الشاي، يُنصح بفصل الوجبتين بفترة زمنية تتيح للجسم استيعاب الحديد بشكل فعال، ويُفضل تأجيل شرب القهوة أو الشاي لمدة ساعة على الأقل بعد تناول البيض، وهذا التأجيل يقلل من تأثير المواد الكيميائية المعروفة بتقليل امتصاص الحديد أثناء عملية الهضم.
وتلك النصيحة تأتي من خبيرة التغذية المعتمدة كلير مارتن، حيث تُشير إلى أهمية هذا الفصل لتجنب فقدان الحديد والوقوع في مشكلات صحية كفقر الدم عند تناول البيض والقهوة أو الشاي بكميات كبيرة دون احتراز.
على الرغم من الارتباط التقليدي الذي يربط بين صورة البيتزا ووجود أحد المشروبات الغازية بجوارها، حيث يظهر أن كلاهما يكمل الآخر، إلا أن واقع الأمور يكشف أن تناول البيتزا الدهنية مع المشروبات الغازية يعتبر ضارًا لنظامنا الهضمي، ويتسبب في الشعور بالامتلاء والانتفاخ بشكل غير مريح.
وإلى جانب ارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة تناول الكربوهيدرات المكررة في البيتزا، يتسبب السكر المضاف في المشروبات الغازية - الذي يُعتبر أحد أسوأ المكونات في النظام الغذائي الحديث - في تأثيرات سلبية إضافية، ويفضل تجنب هذا الجمع الضار، خاصة مع إضافة اللحوم المصنعة التي قد تحتوي على سعرات حرارية فارغة، وتسبب شعورًا بعدم الشبع أو الرضا، وتلك الآثار السلبية قد تكون أقلها الشعور بالشبع أو الرضا بسبب السعرات الحرارية الفارغة أو الوهمية الموجودة في تلك الأطعمة، وفقًا لما يقوله موقع ميديكال نيوز توداي.
وفقًا لتفسير الطبيب، المؤلف، وخبير التغذية المعتمد في كاليفورنيا، الدكتور كولين تشو، يُشير إلى أن تناول المياه الغازية والبيتزا، أو أي مأكولات تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز مع الكربوهيدرات المكررة، يزيد الإحساس الكاذب بالجوع، ويُقلل من الشعور بالشبع.
بسبب اختلاف سرعات هضم الأطعمة، يُشكل الجمع بين طعام سريع الهضم وآخر يحتاج وقتًا طويلًا للهضم ما يُشبه "الازدحام المروري" في الجهاز الهضمي، مما ينتج عنه تأثيرات سلبية على الصحة وعملية الهضم، وفقًا لتقرير من Healthline.
لذلك، يعاني الأفراد ذوي المعدة الحساسة عندما يجتمعون حول تناول الفواكه والحبوب معًا، حتى إذا كان الجمع بينهما يبدو طبيعيًا، وذلك بسبب اختلاف وقت هضمهما حيث يتم هضم الفواكه بسرعة، في حين تحتاج الحبوب إلى وقت أطول، مما يجعل تناولهما معًا يسبب "عدم الراحة".
ربط البيض باللحوم، مثل النقانق على سبيل المثال، يشكل مزيجًا بين أطعمة ذات مستويات عالية من البروتين وتجمع هذه الأطعمة يمكن أن تؤدي إلى زيادة في استهلاك البروتين، مما يسبب بعض الانزعاج في المعدة.
وتنصح ناديا أندريفا، اختصاصية التغذية المعتمدة، بتجنب تناول البروتين بشكل زائد، مشيرة إلى أن:
"كمية كبيرة من البروتين قد لا يكون بإمكان أجسامنا هضمها في وجبة واحدة. يُفضل التركيز على نوع واحد من البروتين في كل وجبة، لتسهيل عملية الهضم وتجنب الحاجة إلى إنفاق المزيد من الطاقة".
على الرغم من أن تناول الزبادي مع الفاكهة مثل التوت يمكن أن يظهر كخيار صحي لتناول وجبة الفطور، إلا أنه في الواقع قد يتداخل مع عملية الهضم عبر تأثيره في البكتيريا الصحية في الأمعاء، وهي البكتيريا التي تؤدي دورًا في دعم جهاز المناعة. ويمكن أن يؤدي هذا التداخل إلى ظهور أعراض تنفسية مثل الزكام أو التحسس.
ولذلك، يكمن الأهمية في نوعية الفاكهة المختارة لتحقيق الفوائد المرجوة، ويتمتع الزبادي بخصائص قلوية، في حين تكون الفواكه الرئيسية مثل التفاح والفراولة حمضية لذا، يجب التأكد من اختيار فواكه ذات طبيعة قلوية مثل الموز والكرز لضمان التوازن في تأثير الزبادي على الهضم.
اقرأ أيضا:
هل أفضل وقت لتناول الإفطار في التاسعة صباحا والعشاء في السابعة مساء؟
لماذا نأكل أكثر في فصل الشتاء؟ وكيف نتجنب زيادة الوزن في الشتاء؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول