التغير المناخي | في حدث نادر رصد ارتفاع على درجة حرارة طبقة الستراتوسفير فوق القطب الجنوبي فكيف ستبدو تأثيراته على الكرة الأرضية؟(تفاصيل)

2024-07-22 2024-07-22T13:51:45Z
عامر المعايطة
عامر المعايطة
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - من المعروف أنه في هذا الوقت من العام يمر نصف الكرة الجنوبي بفصل الشتاء، وبأمر نادر الحدوث رصدت محطات الرصد الجوية العالمية تغييرات مهمة في طبقات الغلاف الجوي العالية في القطب الجنوبي، تتمثل بحدوث ارتفاع كبير على درجة حرارة طبقة الستراتوسفير فوق القطب الجنوبي.

 

وقال المتنبئون الجويون في مركز "طقس العرب"، أن هذا الأمر قد يحدث بشكل متكرر في فصل الشتاء في النصف الشمالي من الأرض فوق القطب الشمالي، لكنه من النادر أن يحدث فوق القطب الجنوبي بسبب الإنخفاض الكبير على درجات الحرارة في معظم طبقات الجو، ولكن يبدو أن تبعات التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري قد فرض نفسه بالفعل ووصلت تأثيراته إلى القطب الجنوبي.

 

أولا : ما هو الاحترار الستراتوسفيري الذي يحدث في الدوامة القطبية؟

 

من  المعروف الدوامة القطبية تمتد عالياً في الغلاف الجوي، ويسمى المستوى الأدنى منها التروبوسفير وهي الطبقة التي تحدث فيها جميع الظواهر الجوية التي تؤثر علينا، وتمتد فوق طبقة التروبوسفير طبقة الستراتوسفير وهي طبقة أعمق وأكثر جفافاً ولا تتشكل فيها أي ظواهر جوية وهي موطن لطبقة الأوزون.

 

وبشكل عام يمكن وصف الدوامة القطبية كإعصار كبير جدًا، حيث تغطي القطب الشمالي بأكمله وصولاً إلى خطوط العرض الوسطى وهي متصلة عبر جميع مستويات الغلاف الجوي، وعادة يتم النظر إلى الدوامة القطبية في طبقة الستراتوسفير عند مستوى 10 هكتوباسكال التي يبلغ ارتفاعها حوالي 28-32 كيلومترًا، وتقاس قوة الدوامة القطبية عادة بقوة الرياح الموجودة داخلها ومن حولها ويتم ذلك عن طريق قياس سرعات الرياح النطاقية (المتحركة من الغرب إلى الشرق) حول الدائرة القطبية عل خط عرض 60 درجة، الصورة التالي من NOAA توضح ذلك.

 

وقال المختصون الجويون في مركز "طقس العرب"، أن الدوامة القطبية في حال نشاطها وقوتها تستمر بالدوران بكل قوة واحتواء الهواء الباردة مما يجعلها أكثر قوة وتماسكاً، بينما في بعض الأوقات يحدث اضطراب في حركة الغلاف الجوي يؤدي إلى ضعف في حركة الدوامة وعدم مقدرتها على احتواء الهواء البارد مما يؤدي عادة إلى  زيادة الضغط وارتفاع درجة الحرارة في الستراتوسفير القطبي، مما  يؤدي إلى حدوث ما يسمى "الاحترار الستراتوسفيري المفاجئ".

 

 

أقرأ أيضاً التغير المُناخي | يوليو 2023 الأكثر حرارة في تاريخ السجلات المناخية ويونيو 2024 يسجل درجات حرارة أعلى من المُعتاد عالمياً

 

نظرة على الاحترار الستراتسفيري في القطب الجنوبي وأثره على مناخ الكرة الأرضية

 

من المتعارف عليه أن مناخ نصف الكرة الجنوبي يتميز بمواسم مناخية معاكسة لنصف الكرة الشمالي، لذلك بينما نتجه في النصف الشمالي من الكرة الأرضية نحو أواخر الصيف، لا يزال نصف الكرة الجنوبي يمر بفصل الشتاء مما يعني أن هناك دوامة قطبية نشطة هناك، وفيما يلي صورة خاصة من وكالة ناسا تظهر درجات الحرارة في قلب الدوامة القطبية الستراتوسفيرية الجنوبية على ارتفاع حوالي 30 كم (مستوى 10 هيكتوباسكال) حيث يُظهر الخط البنفسجي ذروة قوية لدرجات حرارة القطب الجنوبي في طبقة الستراتوسفير، حيث ترتفع إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في هذا الوقت من العام.

 

 

وفي الصورة التالية توضيح لدرجة حرارة طبقة الستراتوسفير فوق القطب الجنوبي. حيث تؤثر موجة احترار قوية جدًا في قلب الدوامة القطبية الجنوبية وتتوسع بعمق في الدائرة القطبية، ويُظهر تحليل شذوذ درجة الحرارة أيضًا شذوذًا قويًا في درجة حرارة هذه المنطقة التي تتميز بدرجات حرارة أعلى من المعتاد حيث تزيد درجات الحرارة القصوى عن 60 درجة مئوية فوق المتوسط ​​​​على المدى الطويل.

 

 

وتشير الدراسات الجوية أن الاحترار الستراتوسفيري في القطب الجنوبي قد يلعب دورا مهماً على  النشاط المغناطيسي الأرضي للغلاف الجوي، وقد لوحظت بالفعل تغيرات جوية مباشرة عقب هذا الحدث القوي في الطبقات العليا والسفلى من الغلاف الجوي في شتاء 2019/2020 في نصف الكرة الشمالي، حيث أنه من الممكن أن يتسبب ارتفاع درجة حرارة الستراتوسفير في فوق القطب الجنوبي لفترة طويلة لوصوله إلى الغلاف الجوي نصف الكرة الشمالي الأمر الذي قد ينجم عنه حدوث اضطرابات في الأنماط الجوية في فصل الشتاء القادم في نصف الكرة الشمالي تتمثل بحدوث حالات جوية متطرفة في بعض المناطق تتمثل بحودث موجات من الأمطار الغزيرة التي قد تتسبب بحدوث فيضانات في بعض الدول وبالاضافة لانحسار تأثير موجات البرد في مناطق معينة لفترات طويلة مما قد يؤدي لحدوث تساقطات ثلجية أكبر من المعتاد في بعض المناطق.

ما تأثير الاحترار الستراتوسفيري في القطب الجنوبي على الدول العربية

 

يراقب المختصون الجويون في مركز "طقس العرب"، تبعات هذا التغير في الأنماط الجوية النادرة الحدوث، ولكن من الصعب من الآن تحديد تأثيراته على المنطقة العربية، حيث أن التأثيرات المباشرة لا تظهر الآن ونحتاج لبعض الوقت حتى بداية فصل الخريف واقتراب موعد فصل الشتاء حتى نلمس هذا التغييرات، لكن عادة وفي السنوات التي حدث فيها الاحترار الستراتوسفيري في النصف الشمالي من الكرة الارضية  كان التأثيرات الأكبر تظهر جلياً على المناطق الواقعة في العروض العالية فوق خط عرض 45 شمالاً تتمثل بدول غرب ووسط اوروبا بزيادة الحالات الماطرة والباردة، بينما كانت التأثيرات سلبية على المنطقة العربية تتمثل بضعف الحالات الجوية بسبب انحسار الهواء البارد في مناطق معينة بعيداً عن المناطق العربية، لكن الامر أكثر تعقيداً من ذلك والغلاف الجوي يتسم بسرعة المتغيرات التي تؤثر عليه.

 

تطورات العاصفة الاستوائية (جيمي/Gaemi) من هنا 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

اندفاع متكرر لكتل هوائية شديدة البرودة نحو جنوب أوروبا تنتج منخفضات جوية مرفقة بالأمطار الغزيرة والثلوج

اندفاع متكرر لكتل هوائية شديدة البرودة نحو جنوب أوروبا تنتج منخفضات جوية مرفقة بالأمطار الغزيرة والثلوج

الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024

الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟