طقس العرب - قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إنه بعد متابعة آخر مخرجات النمذجة الحاسوبية الخاصة بانحراف درجة حرارة المسطحات المائية عن المعدلات، تشير البيانات إلى حدوث تبريد واضح في مياه المنطقة الواقعة على خط الاستواء من المحيط الهادئ، حيث انخفضت درجات الحرارة بمقدار يتراوح بين درجة إلى درجتين منذ مايو الماضي. وهذا يعني أن هناك دورة مناخية جديدة تسود في مياه المحيط الهادئ، وهي تنامي لظاهرة "اللانينا" المناخية، والتي من المتوقع أن تستمر خلال الأشهر القادمة.
تشير الدراسات العلمية إلى أن ظاهرة اللانينا، وهي حالة من التبريد في مياه المحيط الهادئ، ترتبط بشكل وثيق بموسم الأعاصير في المحيط الأطلسي. وفقًا لمركز الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكي (NOAA)، تؤدي اللانينا إلى زيادة عدد الأعاصير المدارية وشدتها، بسبب تأثيرها على أنماط الرياح والتفاعل بين المحيط والغلاف الجوي.
خليج المكسيك على موعد مع تطور إعصار مداري قوي ومراقبة تأثيره المباشر على ولاية كبرى
كما تعزز اللانينا من ظروف تطور الأعاصير من خلال تعزيز الرياح التجارية، مما يساعد على خلق بيئة أكثر ملاءمة لنمو الأعاصير المدارية. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن دورات اللانينا قد تؤدي إلى زيادة درجة حرارة سطح المحيط الأطلسي، مما يزيد من فرص تكوين الأعاصير القوية. ويرتبط هذا الارتفاع أيضًا بتغيرات في توزيع الرطوبة في الغلاف الجوي، مما يؤثر على ديناميات الأعاصير ويزيد من فرص تحولها إلى حالات أكثر شدة.
وأظهرت بعض الدراسات أن ظاهرة اللانينا تؤثر بشكل ملحوظ على نمط الرياح، حيث ثبت أنها تقلل من رياح القص الشمالية. مما يسهم في تقليل قوة رياح القص. هذا التغيير في ديناميات الرياح يمكن أن يؤثر على أنماط الطقس، مما يزيد من احتمالية حدوث ظروف مناخية متطرفة في مناطق معينة.
كما وتُظهر الأبحاث أن ظاهرة اللانينا مرتبطة بضعف الغبار القادم من أفريقيا، مما يؤدي إلى زيادة الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى المحيط الأطلسي الاستوائي. هذا الضعف في الغبار يسمح بمرور المزيد من الأشعة الشمسية، مما يزيد من تسخين المسطح المائي. هذه التغيرات في درجات الحرارة يمكن أن تؤثر على نمط الطقس والمناخ، مما يسهم في حدوث ظواهر جوية متطرفة مثل الأعاصير.
وأفاد خبراء مركز طقس العرب الإقليمي بارتفاع ملحوظ في درجة حرارة سطح مياه المحيط الأطلسي، وخاصة بالقرب من سواحل الأمريكتين وخليج المكسيك والبحر الكاريبي، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 30 و32 درجة مئوية. ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع، مما ينذر بأعاصير أكثر شدة من المعتاد.
مع ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الأطلسي، يعد ذلك بمثابة "وقود" للأعاصير، حيث يحقن الغلاف الجوي بكميات كبيرة من بخار الماء والطاقة الحرارية، مما يعزز من فرص حدوث حالات مدارية ذات نشاط أعلى خلال موسم الأعاصير الذي يمتد من مطلع يونيو حتى نهاية نوفمبر، ويصل إلى ذروته بين منتصف أغسطس ومنتصف سبتمبر.
الحزم السحابية من أفريقيا: تتحرك حزم من السحب الركامية نحو مياه المحيط الدافئة، حيث تتغذى على الطاقة الحرارية وبخار الماء. وهذا يؤدي إلى انخفاض الضغط الجوي ودوران الرياح بسرعة حول مركز السحب، مما ينذر بتشكل إعصار.
ارتفاع حرارة المسطح المائي: عندما تتجاوز درجة حرارة المياه 26 درجة مئوية، يبدأ بخار الماء في الارتفاع والتكثف، مما يؤدي إلى نشوء سحب ركامية ضخمة. ومع انخفاض الضغط الجوي، تبدأ الرياح بالدوران بشكل منتظم حول مركز الضغط المنخفض.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول