ماذا لو اختفت الأشجار من الأرض؟

2023-09-25 2023-09-25T22:43:15Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - للأشجار دور مُهم في الحفاظ على كوكب الأرض من ظواهر التغير المناخي والطقس المتطرفة والمشاكل البيئية الأخرى، ويكاد يكون من الصعب تخيل الحياة بدونها، ولكن في وقتنا الحالي مع ازدياد الحرائق وازدياد عمليات قطع الأشجار، أصبح من الضروري إدراك أهمية ودور الأشجار البارز في الحفاظ على النظام البيئي على كوكب الأرض وإعادة التذكير بضرورة وجودها والمحافظة عليها والحرص على زرعها من حولنا .. ولنتمكن من إدراك هذا الأمر دعونا نتخيل الحياة بدون أشجار .. ماذا سيحصل؟

 

تأثير اختفاء الأشجار على التغير المناخي

سيتسبب اختفاء الأشجار والغابات بزيادة ظواهر التغير المناخي، وذلك من خلال إطلاق ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى التي كانت تُختزن في الأشجار والتربة، وذلك بدوره سيؤثر على الطقس والهطولات المطرية ودرجات الحرارة، فعلى سبيل المثال فقدان الغابات في وسط افريقيا يؤثر على هطول الأمطار في وسط غرب الولايات المتحدة.

 

تأثير اختفاء الأشجار على الأكسجين

يُشكل الأكسجين 21% تقريبًا من الغلاف الجوي للكرة الأرضية، ونصف هذا الأكسجين يتم إنتاجه من خلال عملية التمثيل الضوئي عند النباتات والأشجار الموجودة على الأرض، والنصف الآخر يتم إنتاجه في المحيطات من خلال الكائنات المائية المجهرية المعروفة باسم العوالق النباتية، وعند اختفاء الأشجار لن تخلو البيئة من الأكسجين بل سيقل حيث أن الشجرة الواحدة ذات الأوراق تستطيع في العام الواحد إنتاج كمية من الأكسجين تكفي لعشرة أشخاص.

 

تأثير اختفاء الأشجار على تلوث الهواء

تؤدي الأشجار دورًا حيويًا في تقليل مستويات التلوث في المدن حيث تعمل كفلاتر طبيعية عملاقة يتمثل دورها في احتجاز الجسيمات المحمولة بواسطة الهواء وامتصاص العديد من الملوثات الضارة مثل الأوزون وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وغازات الاحتباس الحراري الأخرى. وتقوم أوراق الأشجار بتلك الوظيفة من خلال الثغرات الموجودة فيها.

في عام 2012، أظهرت دراسة أن تلوث الهواء في الهواء الطلق يسبب حوالي 3.7 مليون حالة وفاة مبكرة حول العالم. وإذا اختفت الأشجار، سيكون من الصعب على البشر الحصول على هواء نقي، وقد يصبح ارتداء أقنعة للوقاية من تلوث الهواء ضروريًا.

 

تأثير اختفاء الأشجار على انخفاض التنوع البيولوجي

تعتبر الغابات موطنًا لحوالي 70% من مجموع الكائنات الحية على وجه الأرض. وهذا يعني أن الغابات تلعب دورًا أساسيًا في دعم التنوع البيولوجي، وهو مفهوم يشير إلى تعدد وتنوع الكائنات الحية الموجودة في البيئة. والحفاظ على هذا التنوع مهم لأن كل نوع من الكائنات الحية يلعب دورًا فريدًا ومهمًا في البيئة. إذا انقرضت الغابات، ستتسبب في انقراض العديد من الكائنات الحية، مما يؤثر بشكل كبير على التوازن البيئي.

 

تأثير اختفاء الأشجار على الحيوانات

اختفاء الأشجار يتسبب بتأثير سلبي على الحيوانات والنظام البيئي بشكل عام. حيث يفقد الحيوانات مواطن سكناها ومصادر الطعام والمياه عند اختفاء الأشجار، مما يجبرها على البحث عن بيئات جديدة ويزيد من فرص التعرض للخطر والاضطراب.

على سبيل المثال، الفيلة تعتمد على الأشجار للحصول على الطعام والمياه، وعندما تختفي الأشجار، يصبح من الصعب عليها العثور على مصادر غذائية ومياه نقية، مما يؤدي إلى مشكلات صحية ونقص التغذية. بالإضافة إلى ذلك، تزداد فرص تعرضها للصيد غير المشروع والصيد الجائر.

بالنسبة للقرود وغيرها من الحيوانات التي تعتمد على الأشجار للطعام والمأوى، يؤدي اختفاء الأشجار إلى تقليل فرص البقاء على قيد الحياة والتكاثر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد من تنافس الحيوانات على الموارد المتاحة في المناطق المتبقية، مما يزيد من اضطرابات النظام البيئي.

إن الحفاظ على الغابات والأشجار ضروري للحفاظ على التوازن البيئي وصحة النظام البيئي والكائنات الحية التي تعتمد على هذه البيئات.

 

ازدياد مشكلة التصحر

تؤدي الأشجار دورًا مهمًا في تنظيم البيئة والظروف المناخية. فهي تسهم في تنظيم درجات الحرارة من خلال عملية تبخير المياه من أوراقها وتبريد الجو من حولها. في فصل الصيف، يمكن للأشجار الحفاظ على الرطوبة في البيئة وتقليل درجات الحرارة من خلال هذه العملية، مما يساهم في توفير بيئة مريحة للكائنات الحية.

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الأشجار على توزيع هطول الأمطار. على سبيل المثال، تقوم الأشجار بامتصاص جزء من الأمطار وتخزينه في أنسجتها، ثم تطلق هذا الماء تدريجيًا على مر الزمن من خلال عملية تبخير تسمى "التنفس النباتي". هذا يساهم في توزيع الأمطار على مدار العام ويسهم في منع حدوث فيضانات وجفاف مفرط.

إذا اختفت الأشجار، قد تتغير تلك العمليات بشكل كبير، مما يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في درجات الحرارة ونمط الأمطار، مما يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على البيئة والزراعة والحياة البرية.

 

ازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري

  • الأشجار لها دور مهم في موازنة مستويات ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي. فهي تقوم بعملية التمثيل الضوئي التي تسمح لها بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى الأوكسجين والكربوهيدرات خلال عملية النمو. وهذا الكربون الممتص وتخزينه في هياكل الأشجار يعمل على تقليل تراكمه في الغلاف الجوي، وبالتالي يلعب الأشجار دورًا هامًا في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

عندما تقوم الأشجار بالتخلص منها أو تقطيعها بشكل كبير، يتم إطلاق مستويات إضافية من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، مما يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري ويؤثر على المناخ. لهذا السبب، يعتبر الحفاظ على الغابات وزراعة المزيد من الأشجار جزءًا مهمًا من الجهود للتصدي لتغير المناخ والحفاظ على صحة البيئة.

 

  • إزالة الغابات تسهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة وتأثير الاحتباس الحراري. الأشجار ليست مجرد مصدر لامتصاص ثاني أكسيد الكربون بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في تبريد درجة حرارة الأرض ومنع ارتفاعها بشكل غير متحكم.

توفر الغابات مناطق ظل وتقلل من تأثير أشعة الشمس المباشرة على سطح الأرض، وتقوم بعملية تبخير المياه من الأوراق والتربة فيما يُعرف بعملية التبريد البيئي. هذا يساعد في الحفاظ على درجات حرارة مناسبة ويقلل من تأثير الموجات الحرارية القاسية. إذا تم إزالة الغابات، فإن هذا الآلية الطبيعية للتبريد ستتأثر بشكل كبير، مما يزيد من درجات حرارة سطح الأرض ويؤدي إلى زيادة في الظواهر الجوية القاسية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

 

لهذا السبب، يعتبر الحفاظ على الغابات والعمل على إعادة زراعتها ومكافحة عمليات إزالتها جزءًا هامًا من جهود مكافحة تغير المناخ والحفاظ على توازن البيئة.

 


المصدر

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
ما الأجسام الطائرة الغامضة التي تم رصدها فوق نيوجيرسي الأميركية؟

ما الأجسام الطائرة الغامضة التي تم رصدها فوق نيوجيرسي الأميركية؟

فيديو.. ما سر السحابة التي هبطت على الأرض في إندونيسيا

فيديو.. ما سر السحابة التي هبطت على الأرض في إندونيسيا

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

الأردن : فرص الثلوج هي الأعلى منذ سنوات في المملكة إحصائياً

الأردن : فرص الثلوج هي الأعلى منذ سنوات في المملكة إحصائياً