طقس العرب - تُشير آخر الخرائط الجوية توقعات بأن تتأثر المملكة السعودية مُنتصف الأسبوع الحالي بموجة باردة ناتجة عن امتداد لما يُسمى بالمُرتفع الجوي السيبيري، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض على درجات الحرارة في مناطق عِدّة من المملكة بما فيها الرياض.
و يُتوقع بمشيئة الله أن تؤثر الكتلة الهوائية الباردة على شمال المملكة يوم الثلاثاء، بحيث يطرأ انخفاض على درجات الحرارة و تُصبح أبرد من مُعدلاتها المُعتادة في مناطق الحدود الشمالية و الجوف و حائل و تسود أجواء باردة نهاراً في تلك المناطق، إلا أنها تكون شديدة البُرودة ليلاً مع اقتراب الحرارة من الصفر المئوي، بحيث يتشكل الصقيع في عدد من الأنحاء.
و مع ساعات ليلة الثلاثاء/الأربعاء يمتد تأثير موجة البرد للمناطق الشرقية و الوسطى بما فيها الرياض بحيث يتحول الطقس ليُصبح بارداً للغاية في تلك المناطق و تنخفض درجات الحرارة لحدود 3 إلى 10 درجات مئوية في تلك المناطق كما يرصدها تطبيق طقس العرب.
تأثير موجة البرد يُتوقع أن تستمر يوم الأربعاء بإذن الله، بحيث تبقى درجات الحرارة أبرد من مُعدلاتها المُعتادة بِعدّة درجات، و يكون الطقس بارداً نهاراً في مُختلف المناطق الشمالية و الوسطى و الشرقية، في حين يتحول ليلاً ليُصبح بارداً للغاية.
يعرف المرتفع الجوي السيبيري بأنه عبارة عن كتلة ضخمة من الهواء البارد، والتي تتجمع فوق منطقة سيبيريا الواقعة شمال شرق أوراسيا، ولأن ضغط الهواء البارد مرتفع، يسود ضغط مرتفع في المناطق التي يؤثر عليها، وتنخفض فيها درجة الحرارة، حيث تعتبر البرودة الشديدة والجفاف من أهم سمات المرتفع الجوي السيبيري لأنه يتشكل نتيجة التبريد السطحي الشديد فوق المناطق القارية البعيدة عن التأثيرات البحرية.
ويعتبر المرتفع السيبيري هو المسؤول عن موجات البرد القارس والجاف في مناطق واسعة من اوروبا واسيا وقد يعبر تأثيره المحيط المتجمد الشمالي ليؤثر على كندا والولايات المتحدة.
و ينتج المرتفع الجوي السيبيري عن عملية التبريد الإشعاعي لسطح الأرض (Radiance Cooling)، ويساهم في تشكله جفاف الهواء فوق المنطقة القارية البعيدة عن المؤثرات البحرية والرطوبة، إذ أن انخفاض درجات الحرارة في المناطق التي يتكون فيها إلى ما دون الصفر المئوي لعدة أشهر، يتسبب في ارتفاع الضغط الجوي في مركزه ليصل أحياناً إلى 1055 مليبار، فالهواء البارد- الجاف ثقيل، لذلك يرتفع الضغط الجوي السطحي رغم البرودة الشديدة.
و تمتد المدة الفعلية أو الموسم الفعلي لتكرار المرتفع السيبيري بين شهري أيلول/ديسمبر حتى شهر آذار/مارس، حيث يمثل شهر أيلول/سبتمبر بداية نشوء المرتفع السيبيري تزامنا مع تعامد الشمس الظاهري على خط الاستواء، وبدء ابتعادها نحو الجنوب، وكلما ابتعدت الشمس باتجاه الجنوب ازدادت تكراراته ومدد بقائه، أي أنه يشتد ويتوسع في الشتاء، ويمثل شهر آذار/ مارس النهاية الفعلية لتأثيرات المرتفع السيبيري، وانتقال تأثيراته شمالاً، حتى تنعدم تكراراته خلال أشهر الصيف، ويتوافق تكراره مع تواجد عدد كبير من المنظومات الضغطية، إلا أنه يشكل حاجزاُ جوياً من جهة الشرق يمنع المنظومات المتحركة شرقاً من التوغل.
و الله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول