إفريقيا | موجات مدارية مُتتابعة تجلب كميات أمطار تنحرف عن مُعدلاتها بما يزيد عن 500% الأسابيع القادمة

2024-09-02 2024-09-02T18:10:54Z
هشام جمال
هشام جمال
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - قال المتنبئون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن آخر المُخرجات الحاسوبية الواردة والخاصة بحركة الكُتلة الهوائية الرطبة تشير إلى استمرار تأثر قارة إفريقيا بالكُتلة المدارية الرطبة (MJO)، والتي ستجلب موجات رطوبة مدارية جديدة تتحرك تدريجيًا نحو الغرب خلال الأيام والأسابيع القادمة. سيرافقها، بمشيئة الله، اشتداد في وتيرة الأمطار على وسط وشمال القارة الإفريقية، بما فيها الصحراء الكبرى الإفريقية التي تُعد من أكثر مناطق العالم جفافاً، بالإضافة إلى اشتداد الأمطار في العديد من الدول العربية، بما فيها السودان، مما يزيد من معاناة السكان في ظل ازدياد شدة وخطورة الفيضانات.

 

الموجات المدارية الرطبة تعبر إفريقيا في الفترة القادمة وتتزامن مع طاقة حمل حراري مرتفع

 

وفي التفاصيل، تتأثر مناطق واسعة من وسط وشمال إفريقيا، بما فيها الصحراء الكبرى الإفريقية، بموجات من الرطوبة المدارية تستمر على الأقل على مدار الأسبوعين القادمين، تزامناً مع تمدد فاصل التقارب المداري (ITCZ). حيث تندفع كميات ضخمة من بخار الماء الاستوائي عبر مختلف طبقات الغلاف الجوي، تزامناً مع ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض ونشاط التيارات الهوائية الصاعدة وتوافر طاقة حمل حراري مرتفع، مما ينتج سحبًا حملية سميكة تمتد لمستويات شاهقة في الغلاف الجوي، ويصاحبها هطول شديد الغزارة للأمطار، مما يزيد من الظروف الجوية المناخية الصعبة التي تشهدها العديد من الدول في قارة إفريقيا، وتزداد بذلك مخاطر حدوث الفيضانات، خاصة مع طبيعة التربة الصحراوية التي لا تمتص مياه الأمطار بسهولة وتشبعها بالمياه منذ الموجة المدارية السابقة.

 

مراكز طقس تحذر من عاصفة متوسطية.. فما هي المؤشرات الجوية وهل تتكرر عاصفة دانيال الشهيرة؟

 

دول عربية عدة في إفريقيا تتأثر بالموجات المدارية

 

هذا وتتأثر دول عربية عدة في إفريقيا بهذه الموجات المدارية والظروف الجوية المناخية. تتمثل هذه الدول في السودان، والصومال، وجيبوتي، إضافةً إلى ليبيا والصحراء الكبرى الإفريقية، التي تعد من أكثر مناطق العالم جفافاً. تكون الاضطرابات الجوية شديدة على جيبوتي والصومال والسودان، حيث تهطل أمطار ذات معدل غزارة مرتفع مع حدوث العواصف الرعدية القوية وتساقط البَرَد وهبوب الرياح القوية، مما يؤدي إلى تشكل السيول والفيضانات.

 

أما في دول المغرب العربي، وتحديداً الجزائر وتونس، فتطالها الموجات المدارية تزامناً مع عبور الأحواض العلوية الباردة من شمال إفريقيا، مما ينتج موجات مطرية على تلك المناطق بفعل نشوء اضطرابات جوية تتسم بالشدة، ويصاحبها العواصف البردية والرعدية خلال الأيام القادمة، مما يتسبب بتشكل السيول وارتفاع منسوب المياه في عدة مناطق، بإذن الله.

 

إفريقيا تستقبل كميات أمطار ضخمة الأسابيع القادمة

 

هذا وتستقبل القارة الإفريقية كميات أمطار ضخمة خلال الأسابيع القادمة تنحرف عن مًعدلاتها بنحو 300-500%، وتتجاوز الـ500% في بعض المناطق. كما تشهد الصحراء الكبرى الإفريقية، وهي أكثر مناطق العالم جفافاً، هطول أمطار غزيرة، حيث تنشط الاضطرابات الجوية يومياً، خاصة مع ساعات العصر وتشتد مساءً بشكل تدريجي. تتكون سحب ركامية رعدية سميكة، وتكون الأمطار غزيرة أحياناً مرفقة بحبات البَرَد والرياح القوية المفاجئة. يُتوقع أن تستقبل الصحراء الإفريقية كميات كبيرة من الأمطار في الفترة القادمة بالمقارنة مع المعدل السنوي للأمطار في تلك المناطق.

 

 

ما علاقة التغير المناخي بالأمطار غير المعتادة التي تشهدها إفريقيا؟

 

وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب إن التغير المناخي يؤثر بشكل كبير على أنماط الأمطار في إفريقيا، ويزيد من تكرار وشدة موجات الأمطار في مناطق معينة. ووفقًا لتقارير حديثة من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تتعرض إفريقيا لمجموعة متنوعة من التأثيرات الناتجة عن التغير المناخي، مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التقلبات في الأنماط الجوية، مما يؤدي إلى تغير في توزيع هطول الأمطار.

 

ففي بعض المناطق، أدى التغير المناخي إلى زيادة هطول الأمطار بشكل غير معتاد، مما يسبب فيضانات شديدة تؤثر على الزراعة والبنية التحتية وتزيد من التحديات الإنسانية. على سبيل المثال، في غرب إفريقيا، شهدت بعض المناطق زيادة في هطول الأمطار خلال موسم الأمطار، وهو ما يتماشى مع زيادة نشاط الرياح الموسمية.

 

الطقس لـ 14 يوم في الخرطوم،السودان

الطقس لـ 14 يوم في الجزائر،الجزائر

 

للمختصين والهواة.. علمياً ومناخياً تحليل علمي للمنظومة الجوية التي تشهدها إفريقيا

 

وقد حلل المتنبئون الجويون في مركز طقس العرب المنظومة الجوية التي تؤثر على إفريقيا، ومن الناحية العلمية، فإن فاصل التقارب المداري (Intertropical Convergence Zone - ITCZ)، والمعروف بأنه منطقة تلتقي فيها الرياح التجارية الشمالية الشرقية مع الرياح التجارية الجنوبية الشرقية، قد تمدد جغرافياً على مساحة أعلى من المعتاد، تزامناً مع تأثير الكتلة المدارية الرطبة، والمعروفة أيضًا باسم "تذبذب مادن وجوليان" (Madden-Julian Oscillation - MJO).

 

وهي نمط من التذبذبات الجوية التي تؤثر بشكل كبير على توزيع وقوة هطول الأمطار في المناطق المدارية. تتمثل هذه الظاهرة في نظام ينتقل ببطء من الغرب إلى الشرق عبر المحيط الهندي والمحيط الهادئ الاستوائي، حيث تبدأ مرحلة نشطة من الحمل الحراري (الأمطار والعواصف) في المحيط الهندي وتتحرك باتجاه المحيط الهادئ.

 

ومع تواجد هذه الظروف الجوية، تُساعد التضاريس ودرجة حرارة سطح الأرض في عملية رفع الهواء الرطب إلى طبقات أعلى من الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تكوين السحب وهطول الأمطار. يحدث الرفع الحراري نتيجة تسخين سطح الأرض خلال النهار، مما يؤدي إلى تصاعد الهواء الدافئ إلى الأعلى حيث يبرد ويتكثف، مكوناً السحب. أما الرفع التضاريسي فينتج عن تأثير المرتفعات الجبلية التي تجبر الهواء على الصعود نحو طبقات الجو العليا.

 

والله أعلم.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الدوامة القطبية في تطور مستمر.. ما علاقة ذلك باقتراب الأجواء الشتوية في نصف الكرة الشمالي؟

الدوامة القطبية في تطور مستمر.. ما علاقة ذلك باقتراب الأجواء الشتوية في نصف الكرة الشمالي؟

شمال افريقيا | اضطرابات جوية تطال عدة دول الأيام القادمة (تفاصيل)

شمال افريقيا | اضطرابات جوية تطال عدة دول الأيام القادمة (تفاصيل)

الأردن | كيف ستكون الأجواء صباح يوم غد الثلاثاء تزامناً مع ذهاب الطلبة إلى المدارس ؟ (تفاصيل)

الأردن | كيف ستكون الأجواء صباح يوم غد الثلاثاء تزامناً مع ذهاب الطلبة إلى المدارس ؟ (تفاصيل)

في اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون.. ما علاقة ثقب الأوزون في تغير المناخ؟

في اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون.. ما علاقة ثقب الأوزون في تغير المناخ؟