طقس العرب - تعتبر المنظومة السيبيرية من أهم مصادر الكتل الهوائية القارية الباردة، ولا سيما الكتل الهوائية القطبية القارية (Polar Continental)، وفي ظل ذروة فصل الشتاء فإن المرتفع الجوي السيبيري في أوج قوته ويمتد على مساحات شاسعة من النصف الشمالي للكرة الأرضية جالبًا معه الطقس القارس البرودة والجاف للعديد من مناطق العالم.
ويغطي المرتفع الجوي السيبيري مساحات جغرافية شاسعة من شمال الكرة الأرضية، وتتمثل في سيبيريا وآسيا الوسطى، ويعد المرتفع السيبيري مركز الضغط الجوي فوق سيبيريا، وهو يؤثر بشكل مباشر على هذه المناطق، حيث يجلب معها هواءً باردًا جدًا وجافًا، وصولًا إلى شرق آسيا ويشمل الصين، منغوليا، وكوريا الشمالية والجنوبية وأجزاء من الهند. ويجلب المرتفع رياحًا شمالية باردة تسبب في انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد في فصل الشتاء، وصولًا حتى اليابان وأوروبا الشرقية بما فيها بيلاروسيا، حيث يؤدي إلى فصول شتاء باردة جدًا وجافة في هذه المناطق.
ويمتد المرتفع الجوي على فترات نحو شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط بما في ذلك بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية. ويؤدي ذلك إلى موجات برد جافة، مسببة انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة في فصل الشتاء.
يعرف المرتفع الجوي السيبيري بأنه عبارة عن كتلة ضخمة من الهواء البارد تتجمع فوق منطقة سيبيريا الواقعة شمال شرق أوراسيا. ولأن ضغط الهواء البارد مرتفع، يسود ضغط مرتفع في المناطق التي يؤثر عليها، وتنخفض فيها درجة الحرارة. حيث تعتبر البرودة الشديدة والجفاف من أهم سمات المرتفع الجوي السيبيري، لأنه يتشكل نتيجة التبريد الشديد لسطح الأرض فوق المناطق القارية البعيدة عن التأثيرات البحرية.
تبدأ عملية بناء المرتفع السيبيري مع بدء انخفاض أشعة الشمس عن المناطق الشمالية من الكرة الأرضية، بما في ذلك سيبيريا. ويقل الإشعاع الشمسي، مما يؤدي إلى تبريد سريع لسطح الأرض، خاصة خلال الليل. ويترتب على ذلك برودة الكتلة الهوائية القريبة من سطح الأرض. ومع الليالي الطويلة التي تميز الخريف في سيبيريا، يفقد سطح الأرض الحرارة بسرعة نتيجة لعملية التبريد الإشعاعي، حيث يتم إطلاق الحرارة المخزنة في الأرض إلى الفضاء، مما يبرد الطبقة السطحية من الهواء.
ويعتبر الهواء البارد كثيفًا وثقيلاً، وبالتالي يبدأ في التجمع عند السطح. وكلما زادت كثافة الهواء البارد، زاد الضغط الجوي فوق المنطقة، مما يؤدي إلى تكوين المرتفع الجوي السيبيري على مستوى 1000 إلى 850 مليبار (ولا يصل بناء المرتفع الجوي السيبيري إلى طبقات أعلى من ذلك نظرًا لثقل الهواء البارد وكثافته العالية). وتعزز الرياح الباردة القادمة من القطب الشمالي من برودة الهواء فوق سيبيريا، مما يزيد من قوة المرتفع الجوي. وتساهم في بنائه على نطاق واسع.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول