قراءة علمية: وصول المُنخفضات الخماسينية إلى المنطقة و الأردن في شهر حزيران/يونيو يُعتبر أمر نادر و قد أدى إلى أحوال جوية إستثنائية

2023-06-14 2023-06-14T09:15:22Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - يُعتبر من النُدرة تأثر الحوض الشرقي للبحر الأبيض المُتوسط و الأردن بمُنخفصات جوية خماسينية خلال شهر حزيران/يونيو و الذي يُعتبر أحد شهور الصيف حيث تنشط هذه المنخفضات عادةً خلال الفترة الممتدة من مُنتصف آذار حتى مُنتصف مايو، إلا أن المملكة قد تأثرت بالفعل و في أكثر من مُناسبة بتأثيرات لمنخفضات جوية خماسينية جلبت الأجواء المُغبرة و الأمطار الرعدية لمناطق عِدّة و التي كانت على شكل زخات طينية في بعض المناطق. 

 

و تتشكل هذه المُنخفضات الخماسنية في السفوح الشرقية لجبال أطلس، نتيجة حركة الشمس الظاهرية نحو الشمال مع الاعتدال الربيعي تبدأ حرارة اليابسة بالزيادة أكثر من حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط لذا ينخفض الضغط الجوي كلما ارتفعت الحرارة في الصحاري فينتج عنها عدم استقرار ديناميكي في طبقات الجو بسبب الاختلاف الحراري للكل الهوائية (الباردة فوق البحر و الحارة فوق اليابسة) و تلعب أيضاً جبال أطلس في شمال غرب القارة الإفريقية دوراً ديناميكياً في زيادة الحركة الدوانية للرياح المرافقة للمنخفض الجوي في السفوح الشرقية للسلسلة الجبلية.

 

و قد تصادف اندفاع هذه المنخفضات الخماسينية للمنطقة مع تدفق هواء بارد في طبقات الجو العليا و المُتوسطة، حيث حصل تغير في خصائصها (تحولت من أنظمة باروتروبيكية إلى باروكلينيكية أي صاحبها جبهات هوائية)، مما أدى إلى نشوء اضطرابات جوية و تكاثر لسُحب المزن الركامي و ذلك كون أن المُنخفض السطحي يُعتبر أحدى أهم آليات الرفع لتكوين السُحب المُمطرة و التي تُحرك الهواء إلى الأعلى، بحيث يُعطي طاقة حركية أكبر و إطلاق الطاقة الكامنة، و على إثر ذلك تكونت غيوم ذات سُمك عمودي تسببت بحدوث ظواهر جوية غير مُعتادة في بلاد الشام و الأردن في شهر حزيران/يونيو تمثلت بهطول الأمطار و التي صحبها حدوث البرق و الرعد و تساقط حبات البَرَد بأحجام كبيرة بالإضافة إلى نشاط في الرياح الهابطة و التي تجاوز سرعة هباتها حاجز 100 كم/الساعة ما أدى إلى حدوث عواصف رملية مؤقتة في بعض المناطق. 

 

حدوث هذه الظواهر الجوية في هذا الوقت من العام، يُمكن القول بأنها نادرة لاسيما مع حصولها في أكثر من مُناسبة خلال الشهر، إلا أن الأرشيف الأردني يحتوي على هطول للأمطار في شهر حزيران، حيثُ أن الغلاف الجوي نظام ديناميكي معقد لا يتبع تسميات مناخية محددة، و قد سبق و أن تأثرت المملكة بمنخفضات جوية حركية في هذا الشهر و نذكر ذلك في عام 1992، و على شكل حالة من عدم الاستقرار الجوي في حزيران 2012 أيضاً في عام 2018. 

 

و عن ارتباط هذه الأحداث بالتغير المناخي، فلا يُمكن ربطها بالتغير المناخي بشكل مُباشر من الآن، إذ أن التغيرات المناخية يجب أن تحصل على فترات متتابعة، فإذا ما تكررت هذه الأحداث الجوية المُتطرفة في المنطقة بشكل مُتكرر على مدار الأعوام القادمة يُمكن حينها أن تُعزى إلى التغيرات المناخية.

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقة

الشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقة

بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟

بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟

أسباب تأخر الأمطار وتفاصيل توقعات نشرة فصل الشتاء 2024/2025

أسباب تأخر الأمطار وتفاصيل توقعات نشرة فصل الشتاء 2024/2025

الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024

الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024